الفصل الأخير و الخاتمة♥

4.1K 128 65
                                    

_هل شعرت يوم بسعادة تفوق وصفها؟
سعادة حقيقية عندما تتحدث عنها لا تجد ما يصفها_

******************
بعد مرور ستة أشهر

مضى ما يقارب الستة أشهر منذُ وفاة مصطفى، و لكن كان اليوم بالتحديد يختلف عن جميع الأيام الماضية المليئة بالحزن، فاليوم ستدلف الفرحة غلى قلب رحمة و قاسم، اليوم هو اليوم المنتظر لديهما فاليوم هو يوم زفافهما.

كانت رحمة تشعر بفرحة شديدة تغمر قلبها بأكمله، على الرغم من تجاهل قاسم التام لها في تلك الفترة الماضية إلا أن فكرة زواجها منه تمحي كل شئ يزعجها، و يحزنها في هذا العالم، تشعر أنها كالأميرة الطائرة تحملها نسمات الهواء، و ترفعها إلى أعلى أكثر و أكثر، قلبها يرفرف بداخل قفصها الصدري بسعادة عارمة تعجز عن وصفها.

و لكنها لا تعلم كيف سيتقبل قاسم تلك الفكرة فهو يعاملها بحدود صارمة، و يحاول بقدر المستطاع لديه أن يمنع ذاته من التحدث معها، لكنها لم تنجح في منع قلبها من الفرحة، فهو يتراقص الآن بداخلها على صوت دقاته التي تشبه الطبول في صوتها المرتفع، قلبها سيرتبط بـمَن يعشقه، سيرتبط بدقاته التي تجهله يحيا من جديد.

تشعر كمَن تلمس السماء بيديها، و تطير بين طوابقها بسعادة حقيقية، كانت ابتسامتها لم تفارق شفتيها و لو لوهلة، ابتسامتها السعيدة النابعة من قلبها الفَرِح و الأهم من كل ذلك أن ابتسامتها حقيقية لست مثل كل مرة، قد ظنَّت أنها نستها نست كيف تفرح؟ و كيف تبتسم مُجددًا؟

لكنها الآن استعادت كل شئ ينقصها سعادتها، و احساسها التي دائما تعجز عن وصفه، تشعر أن لا يوجد شي يعبر و يوصف مدى سعادتها و شعورها، الكلمات باكملها، و كل شئ في العالم لم يعي شئ بالنسبة لشعورها.

كان قاسم هو الآخر لم يقل سعادة عنها، لكن كان يقف أمامه دائماً شئ واحد، يقف أمامه كالشوكة الحادة و هو كيف سيغفر لها خطأها؟ كيف سينساه إلى الأبد و لن يفتحه عقله مرة أخرى؟!

تمنى أن تكن ذاكرته بين يديه،و لديه القدرة على التحكم بها، حينها كان سيمحي كل شئ يحزنه منها نهائيًا، سيمحيه من ذاكرته و كأنه لم يحدث، سيفعل ذلك؛ حتى بنجح في البدء معها من جديد كما يريد قلبه
و يتمنى العديد، و لكن بالطبع يوجد لكل منا أمنيات و احلام مستحيلة التحقيق مهما فعلنا، الجميع يتمنى لكنه يتمنى شيء لن يحدث؛ لذلك يجب علينا التعايش مع الواقع، و رسم مخططاه الحقيقية بعيدًا عن الامنيات، و الاحلام المسيطرة على الحياة.

قطع دوامة تفكيره مع ذاته على صوت طرقات خفيضة تُطرق فوق الباب، سرعان ما نجح في جمع شتات ذاته و ذهنه، يحاول فصل تفكيره المشتت، و همهم يرد على مَن يدق الباب يسمح له ان بالدخول.

ولجت جهاد الغرفة بهدوء، كان يبدو الحزن فوق معالم وجهها؛ بسبب وفاة ابنها الوحيد، الذي أثَّـر بها بشدة، كانت طوال تلك الفترة تدعي و تستغفر له، تتمنى من ربها أن يغفر له افعاله التي تعلم ان معظمها و مِن الممكن أجمعها سيئة، تشعر أن وفاته بالنسبة لها كانت كالقشة التي قسمت البعير، اتكسرت بشدة؛ بسبب ابتعاده عنها و فراقه كان قاسم طوال تلك الفترة يحاول أن يعوضها بحنانه و حبه لها، فهو يعتبرها بمثابة والدته.
و لكن هل أحد ينسى نيران الفراق؟
_بالطبع لا، من الممكن أن نتأقلم على الحياة من دون مَن نحب، و لكن ننسى مستحيل.

مغفرة قلب (هدير دودو)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن