الفصل السادس(قبل الاخير)

3.4K 134 37
                                    

_ماذا لو مَن تعشقه، و مستعد أن تضحي بعمرك لأجله، خذلك و كان سبب الرئيسي في وجعِك؟!

******************

تمتمت رحمة بما تريد بعدم انتظام، صوت منخفض خَجِل

:- قاسم، يعني هو، ممكن نعمل فرح، أنا بصراحة عاوزة يتعملي فرح، و البس فستان.

استحوذ حديثها الغير منتظم على جميع حواسه، طالعها بعدم تصديق، لوهلة ظنَّ أنها تمزح معه، لكنها من الواضح أنها تتحدث بجدية، هي تريد حفل زفاف بالفعل، حدق بها بنظراتٍ غاضبة اخترقتها، حيثُ كان الشرر يتطاير من عينيه، مما جعلها تنكمش فوق ذاتها برعب، تتمنى أن تفر هاربة من أمامه و هو بتلك الهيئة المشتعلة غضبًا، جاءت أن تتحدث مرة أخرى تحاول تهدئته، لكنه تحدث بصرامة و هو يضغط فوق أسنانه بقوة حيث وصل إلى مسامعها صوت صكيكهم

:- عيدي اللي قولتيه تاني يا رحمت..

بتر جملته سريعًا، يلعن لسانه و تسرعه المعتاد على ذلك اللقب الذي دائما يناديها به، و واصل حديثه يصححه

:- يا رحمة، عيدي اللي قولتيه.

اومأت له برأسها عدة مرات إلى الأمام بحركات بطيئة، و هي تشعر بالخوف ينهش في كل ذرة بداخل قلبها؛ بسبب طريقته الحادة معها، تتمنى ان تخبره انه يتوهم و هل لم تتفوه بشئ، لكنها تخشى رد فعله، ماذا سيفعل معها؛ لذلك ظلت جالسة امامه بارتباك، و تمتمت بصوت مرتبك خافت غير منتظم، تشعر انها كالطفلة التي تتعلم الحديث من جديد

:- م..ما.هو..هو...اصل يعني..ي.

:- هو إيه، و أصل إيه، اتكلمي كويس، و عيدي اللي قولتيه تاني، مش هيصدق أنا شغل الاطفال دة، كان زمان.

هدر بها منفعلًا بصوت عالٍ، عندما رآها تتحدث بتلك الطريقة التي تفتفت قلبه، الذي ظـنَّ أنه وضع له أسوار؛ ليمنعه من حبها.

تنفست عدة مرات بصوت مسموع؛ كي تهدأ من ذاتها، ضربات قلبها ازدادت بشدة،و تسارعت كأنهم في سباق، أصبحت تستمع إلى أصواتهم، و أخيرا قد خرج صوتها، و تحدثت بصوت خافت بعض الشئ

:- أصل يعني من ساعة لما اتجوزت مصطفى، و لغاية دلوقتي محصلش فرح و لا أي حاجة حتى الناس ميعرفوش إني مراته، و لا كأنه متجوزني لهدف معين، و خايف أحسن حد يعرف، فـأنا بقا عاوزة المرة دي أعمل فرح، و البس فستان أبيض زيي زي أي عروسة بجد.

نهض مِن فوق مقعده،و سار نحوها حيث أصبح يقف أمامها،يطالع قسمات وجهها القَلِق، جلس بعدها فوق المقعد المقابل لها، و تحدث بصوت مسموع يملؤه اللوم، و العتاب، بعدما تنهد تنهيدة حارة

:- والله، بس سيبك أنتِ دن الكلام دة يا رحمة، دي كلها احلام متخليش حد يعيش، المهم الحقيقة اللي هي فلوس دي اللي بتعيشنا، و تخلينا قادرين نعيش وسط الناس، و منحتاجش لأي حد، و أظن إنك اهه دة اللي عاوزاه، و اتجوزتي مصطفي كان مديكي الفلوس معيشتيش ليه؟
مش دة كان كلامك برضو يا رحمة هانم و لا أنا غلطان.

مغفرة قلب (هدير دودو)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن