Part 7

802 52 116
                                    

عَادَتْ لِمَنزِلِهَا أو لِمَنزِلِ وَالِدَتِهَا بِالأصَح وَقَدِ إجتَمَعَ حُزنُ الدُنِيَا فِي فُؤادِهَا، أيِضًا خَالُهَا الذِّي قَد جَعَلَهُ الحُزنُ أخرَسًا عَلَى غَيَرِ عَادَتِه، لَا تَعلَمُ مَا اللَّعَنَة التِّي حَلَّتْ بِهَا لِتَأخُذَ نَصِيبَهَا مِنْ قَسوَةِ الحَيَاة بِهَذِهِ الطَرِيقَة، لِتُفجَعَ بِفقدَانِ أُمِّهَا، تَتَسَاءَلُ بَيَنَ شَهقَاتِهَا مَا الذِّي فَعَلَتهُ لِيَحدُثَ كُلُّ هَذَا لَهَا، فِقدَانُ وَالِدَتِهَا الذِّي قَد كَانَ أصبَحَ وَأمسَى كَابُوسًا صَارَ حَقِيقَةً وَوَاقِعًا لَا يُمكِنُهَا الهُروُبُ مِنه، فَقَدَتْ قِطعَةً مِنْ قَلبِهَا وَجُزءً مِنْ رُوحِهَا، وَلَوَ عَاشَتْ ألفَ سَنَة مَا اِستَطَاعَتْ تَعوِيضَ رُبعٍ مِنْ خَسَارَتِهَا

الأربعاء - الساعة ٨:٤٠ صباحًا
بَعدَ مُرُورِ لَيَلَةٍ ثَقِيلَةٍ عَلَى قَلبِهَا الصَغِير، تُفِيقُ مِنْ نَوَمِهَا لِتَستَعِدَ لِحُضُورِ الجَنَازَة، تَرتَدِي قَمِيصًا أسُوَدًا خَالِيًا مِنْ كُلِّ الزَخَارِفْ يَصِلُ طُولُهُ لِأسفَلِ الرُكبَة، ذُو أكمَامٍ طَوِيلَة وَقُمَاشٍ ثَقِيلْ، تُغَطِّي رَأسَهَا بِقُبَّعَةٍ سَوَدَاء مُنزِلَةً جُزءً مِنهَا عَلَى وَجهِهَا خَافِضَةً رَأسَهَا مُحَاوِلَةً إخفَاءَ عَيَنَيَهَا البَاكِيَة وَمَلَامِحُهَا الحَزِينَة

اِستَعَدَّتْ لِحُضُورِ جَنَازَةِ أغلَىَ شَخصٍ عَلَىَ قَلبِهَا، كَمْ كَانَتْ قَاسِيَةً هَذِهِ اللَّحظَة تَوَّدُ لُو يَكُونَ هَذَا مُجَرَّدَ كَابُوسٍ لَعِينٍ وَتَستَيَقِظُ مِنه

خَرَجَتْ مِنْ غُرفَتِهَا تَنظُرُ لِلآخَر الذِّي قَد كَسَاهُ اللَوَنُ الأسُوَدُ أيِضًا، لِتَكتَفِي بِالاِيِمَاءِ لَه، يَنهَضُ بيرت وَيلتَقِطُ هَاتِفَهُ مِنْ عَلَىَ المِنضَدَة بَعدَ أنْ أجرَى مُكَالَمَةً هَاتِفِيَّة تَخُصُ أمرَ تَشيِيعَ الجَنَازَة

وَعِندَ وُصُولِهِمْ اِعتَقَدَتْ هانجي أنَّ لَا أحَدَ قَد يَحضُرُ الجَنَازَةَ غَيَرَهَا هِيَ وَبيرت لِأنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِأكيمي الكَثِير مِنَ المَعَارِف وَلَا الأقَارِبُ فَأفرَادُ عَائِلَتِهَا الصَغِيرَة مُتَوَفُّونْ وَلَمْ يَتَبَقَّى لَهَا فِي هَذِهِ الحَيَاة إلَّا هانجي وَبيرت، وَلَكِنَّهَا تَرَكَتهُمْ فِي نِهَايَةِ المَطَافْ

وَقبَلَ تَشيِيعِ الجَنَازَةِ بِقَلِيلْ فُوجِئَتْ هانجي بِحُضُورِ الشَابْ طَبِيبُ وَالِدَتِهَا الوَسِيمْ، كَانَ يَرتَدِي مِعطَفًا مُخمَلِيًا أسُوَد وَوِشَاحًا ذُو لَوَنٍ رَمَادِيٍ دَاكِنْ، تَظَاهَرَتْ بِعَدَمِ رُؤيَتِه وَاِنحَنَتْ قَلِيلًا لِمُستَوَىَ جَسَدِ وَالِدَتِهَا المَطرُوحِ عَلَى تَبَّةٍ بِجَانِبِ التَابُوتْ لِتَنظُرَ إلَيَهَا نَظرَةً قَرِيبَةً وَدَاعِيَّةً أخِيرَة قَبلَ أنْ يَهِيِجَ سَيَلٌ الدَمعِ مِنْ عَيَنَيَهَا التِّي قَد بَاتَتْ ذَابِلَةً مِنْ قَسوَةِ مَا رَأته.

لِقَاَءٌ مُقَدَّرْ | ليفايهانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن