الأربعاء الساعة ٤:٣٠م.
تَستَيِقِظُ هانجي وَاضِعَةً يَدَهَا عَلَى رَأسِهَا الذّيِ يَكَادُ يَنفَجِرْ بِفِعلِ الاِصطِدِامِ الذِّيِ قَدْ تَعَرَضَتْ لَه وَقَذَفَهَا خَارِجَ السَيِّارَة ..
بَدَأتْ هانجي تَتَسَاءَلْ وكُّلُهَا قَلَقْ: "مَا اللَّعَنَةٌ التّيِ حَدَثَتْ؟ لَا أستَطِيعُ تَذَكُّرَ مَا جَرَىَ! مَهَلًا هَذِه سَيَّارَتِي اللَعِيِنَة! أيِنَ أُمِّي، تَكَادُ الشَمسُ تَغرُب!"
كَانَتْ مَشَاعُرُ هانجي فِي هَذِه اللَحظَة عَبَارَة عَنْ الَمْ وَقَلَقْ وَنَدَمْ وَخَوُفْ، لَا تَعلَمْ مَاذَا يُمكِنُهَا أنْ تَفعَلَ الآنْ، فَوَالِدَتُهَا مَفقَوُدَةٌ تَقرِيبًا وَسَيَّارَتُهَا التّيِ تَجزِمْ أنَّهَا لَعِيِنَة مُحَطَمَة بالكَامِلْ كَمَا أنَّهُ بَقَيَ القَلِيِلُ عَلَى غُرُوُبِ الشَمسْ وَالمُصِيبَةُ الأكبَرْ أنَّهَا فِي وَادٍ سَحِيِقْ يَا لَحَظِّهَا التَعِيِسْ الذِّيِ أوُقَعَهَا هُنَا
فِي هَذِه اللَحظَة لَمْ يَتَبَقَى لهانجي شَيِءٌ لِتَفعَلَه فَقَدْ قَادَهَا حَظُّهَا العَاثِرُ إلَى مَنطِقَةٍ لَا تُوجَدُ فِيِهَا حَتَى أبرَاَجُ اتِّصَالْ، ظَلَّتْ تَصرُخْ لَعَّلَ أحدًا يَسمَع اِستِنجَادَهَا وَينقِذُهَا مِنَ هَذِهِ المَأسَاَة،
تَلهَثُ مِنْ شِدَّةِ التَعَبْ وَتَقُوُلْ: "فَقَدتُ نَظَارَتِي لَا يُمكِنُنِي الرُوُيَةُ جَيِدًا"
فِي تِلكَ الأثنَاَءْ اِستَسلَمَتْ لِلبُكَاءْ فَلَا حِيِلَةَ بِيَدِهَا وَكُلُّهَا أمَلٌ أنْ تَمُّرَ سَيَّارَةٌ عَابِرَة قُبَيَلَ غُرُوُبِ الشَمسْ بِجَانِبِ الَوَادِي الوَاقِعَةِ فِيِهِ مَع وَالِدَتِهَا المُختَفِيَة، تَذَكَرَتْ هانجي المُصِيِبَة الكُبرَى ألَا وَهِيَ أنَّ اليَوُّمْ هَوَ مَوَعِدُ وُصُوُلِ خَالِهَا بيرت مِنَ السَفَرْ، وَيَجِبُ عَلَيهَا هِيَ وَوَالِدَتُهَا اِستِقبَالُهُ فِي المَطَارْ، لَكِنْ لَا تَجرِيِ الرِيَاحُ بِمَا تَشتَهِي السُفُنْ
-
فِي تِلكَ الاثنَاء خَرَجَ ليفاي مِنْ عِيَادَتِه وَهُوَ يَكَادُ يَنهَارُ مِنَ التَعَبْ بَعدَ جُلُوسَهِ الطَوِيِلِ فِيِهَا لِأكثَرِ مِنْ ثَمَانِ سَاعَاتْ ..
يَتَّجِهُ لِسَيَّارَتِه السَوُدَاء الصَغِيرَة، وَيَتَأفَفُ لِعَدَمِ رِضَاهُ عَمَّ حَدَثَ لَهُ بِالعَمَلْ مِنْ مَوَقِفٍ مُزعِجْ مَعْ مُدِيرِه بالمُستَشفَى فَهُوَ يَعتَقدُ أنَّ مُدِيرَهُ صَارِمٌ وظَالِمْ وَهَذَا مَا يُثِيرُ اِشمِئِزَازَه مِنْ بِيئَةِ عَمَلِه ..
يُحَدِّثُ ليفاي نَفسَه: "يَا لَكَ مِنْ مُدِيرٍ قَذِرْ يَا ايروين اللَعنَةُ عَلَيِكْ"
حَرَكَ ليفاي سَيَّارَتَه مُتَّجِهًا لِلمَطعَمْ لِيَشتَرِي لِنَفسِه عَشَاءً بَعدَ يَوُّمِه الشَاقْ، فَمِزَاجُهُ لَيِسَ بِحَالَةٍ جَيِّدَة لِلطَّبخْ
-
وَفِي هَذِهِ الأثنَاَء وَصَلَ بيرت شَقِيقُ أكيمي مِنَ المَملَكَةِ المُتَّحِدَة لِمَطَارِ طوكيو بَعدَ رِحلَةٍ دَامَتْ مُدَّتُهَا مَا لَا يَقِّلُ عَنْ خَمسَةِ عَشرَ سَاَعَة وَقَاَمَ بِالاتِصَالِ عَلَى شَقِيقَتِهِ أكيمي، مَرَّة!، مَرَّتَيِنْ!، ثَلَاثَة!، إنَّهَا لَا تَرُّد ..
بيرت فِي نَفسِه: "إنَّهَا لَا تَرُّدْ كَاَنَ مِنَ المُفتَرَضِ أنْ تُصبِحَ هُنَا قَبلِي لَقَد وَعَدَتنِي أنَّهَا سَتَستَقبِلُنِي بِرِفقَةِ ابنَتِهَا، لَكَنْ يَبدُو أنَّنِي سَأتَّصِلُ بِابنَتِهَا هانجي"
اِتَّصَلَ بيرت عَلَى هانجي قُرَابَةَ العَشرِ مَرَّاتْ وَهَا هِيَ الأُخرَى لَا تَرُّدْ!
بَدَأَ بيرت يَشعُرُ بِالقَلَقِ عَلَى أُختِهِ وَابنَتِهَا، فَقَرَّرَ الاتِّصَالْ بِابنِ صَاحِبِهِ القَدِيِمْ ..
بيرت بِتَأفُّفْ: "آمُلُ أنْ يَرُدَّ الآخَر"
-
يَرَنُّ هَاتِفُ ليفاي، يَرفَعَه لِيَرَى مَنِ المُتَّصِل، لِيَظَهَرَ لَه أنَّهُ العَمُّ بيرت كَمَا سَجَّلَ إسمَهُ سَابِقًا فِي هاتِفِه ..
ليفاي: "مَا هَذَا؟ رَفِيقُ وَالِدِي؟ هَلْ هَذَا العَجُوزُ لَا يَزَالُ حَيًا؟"
يَرُدُّ ليفاي عَلَى بيرت: "مَرحَبًا؟"
بيرت: "أهلًا بِكَ يَا بُنَيِ، كَيِفَ حَالُكْ؟"
ليفاي: "بِخَيِر، هَلْ هُنَاكَ شَيِء؟.."
بيرت: "اِعذِرنِي عَلَى الإزعَاجْ، فِي الحَقِيقَة وَصَلتُ إلَى طوكيو مُنذُ سَاَعَةٍ تَقرِيِبًا، وَقُمتُ بِالاِتِّصَالِ عَلَى أُختِي وَابنَتِهَا تِسعِينَ مَرَّة لِيَستَقبِلنَنِي فِي المَطَار كَمَا اتَّفَقنَا وَلَكِنْ لَا حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي، مِنَ المُحرَجِ أنْ اَطلُبَكَ هَذَا وَلَكِنْ هَلْ بِإمكَانِكَ القُدُومُ إلَى المَطَارِ لِاصطِحَابِي؟ فَلَيِسَ لَدَّيَ غَيِّرُكَ فِي طوكيو بَعدَ أُختِي وَابنَتِهَا، وَلَا أعلَمُ مَا الذِّيِ حَدَثَ لَهُّنْ"
ليفاي: "حَسَنًا حَسَنًا، اِنتَظِرنِي، نِصفُ سَاَعَةٍ وَأنَا عِندَكْ"
يَعتَقِدُ ليفاي أنَّ هَذَا يَوُّمٌ تَعِيسْ مِنْ بِدَايَتِه لِنِهَايَتِه، وَلَكِنَّهُ سَيَصبِر فَهَذِه لَيسَت مَرَّتُهُ الأُولَى التِّي يَحظَى فِيِهَا بِيَوُّمٍ مُقرِفٍ لِهَذِه الدَرَجَة
يَضطَّرُ لِتَغيِيِرِ وِجَّهَتِهِ هَذِهِ المَرَّة، وَبِالصُدفَة يَمُّرُ بِطَرِيقِ الوَادِي الذِّي تَعَرَضَتْ هانجي فِيِهِ لِلحَادِثْ ..
لَاحَظَ ليفاي أنَّ السِيَاجَ مَكسُورٌ مِنْ إحَدِىَ الجِهَاتْ وَلَكِنَّهُ لَمْ يُعِرِ الأمرَ إهتِمَامًا كَبِيرًا، وَفجَأةً سَمِعَ صَوتًا غَرِيبًا
هَمَّ بِالاِقتِرَابِ مِنْ الجِهَةِ المَكسُورَة فِي السِيَاجْ
وَيُحدِّثُ نَفسَهُ قَائلًا: "مَا هَذَا؟ صَوَتُ طِفلْ، يَا لَلسَّخَافَة، الظَاهِر أنَّنِي مُتَعَبْ لِدَرَجَةِ أنَّنِي أصبَحتُ أتَوَهَّمْ، لَا وَقتَ لَدَّي سَأذهَبُ لاِستِقبَالِ ذَاكَ العَجُوزْ الذِّي ينتَظِرُنِي فِي المَطارْ"
أكمَلَ ليفاي طَرِيقَهُ ..
وعِندَ وُصُولِهِ نَزَلَ مِنْ السَيَّارَة لِيُقَابِلَ بيرت ..
لَوَّحَ بيرت بِيَدِهِ لليفاي عِندَمَا رَآهُ مُتَّجِهًا إلَيِه .. قَاَمَ بيرت بِالمُبَادَرَة لِيُصافِحَ الصَبَّيَ المَدعُوَ ليفاي
بيرت: "كَيِفَ حَالُكَ يَا ليفاي لَمْ تَتَغَيَّرْ كَثِيرًا، فَأنتَ لَا تَزَالُ عَابِسًا كَعَادَتِك" يَقُولُهَا لِيُقَهقِهَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى مُؤَخِرَةِ رَأسِه
ليفاي: "هه رُبَّمَا لَمْ أتَغيَّر، هَلْ تَنَاوَلتَ العَشَاءْ؟"
بيرت: "لَا، كِنتِ أنوَيِ تَنَاوُلَهُ برِفقَةِ أُختِي وَابنَتِهَا"
ليفاي: "إذًا هَيَّا بِنَا لِنَذَهبِ لِشِرَاءِ العَشَاء وَلتَأتِ لِلمَنزِل بِرِفقَتِي إنْ أرَدتْ"
اِنطَلَقَا مُتَّجِهَيِنِ إلَى سَيَّارَةِ ليفاي، بَدَأَ ليفاي القِيَادَة، أمَّا بيرت فَقَد كَانَ القَلَقُ يَأكُلُهُ مِنَ الدَاخِلْ
لَمْ يَستَطِع الاِحتِمَالْ أكثَرْ لِيُعَبِّر عَنْ قَلَقِهِ عَلَى أكيمي وَابنَتِهَا لليفاي الذِّي يَقُودُ فِي صَمتٍ قَائلًا لَه: "ليفاي أنَا اشعُرُ أنَّ هُنَاكَ شَيئًا خَاطِئًا، قَد تَكُونَانِ تَعَرَضَتَا لِمَكرُوه، هَلْ يُمكِنُكَ أنْ تُوصِلَنِي لِمَنزِلِ أُختِي لِاطمَئِنَّ عَلَيِهِنْ؟"
ليفاي: "لَا مُشكِلَة، يُمكِنُكَ إرشَادِي لِلمَنزِلْ"
ليفاي فِي نَفسِه: *مَا المُشكِلَةُ التِّي وَقَعَتُ فِيِهَا؟*
بَدَأَ بيرت بِوَصفِ الطَرِيق لليفاي، وَهُمْ فِي طَرِيقِهِمْ مَرَّ ليفاي مَرَّةً أُخرَىَ بِنَفسِ الطَرِيقْ الذِّي قَد شَاهَدَ سِيَاجَهُ مَهدُومًا مِنْ إحدَىَ الجِهَاتْ، وَكَالسَابِقْ لَمْ يُعِرُه اِهتِمَامًا، لَاحَظَ بيرت ذَاَكَ السَيَاجُ أيِضًا لَكِنُّهُ بِخلَافٍ الأخَر شَعَرَ بِنَغزَةٍ فِي صِدرِه، لَمْ يُكُنْ يَعلَمُ لِماذَا أصَابَهُ هَذَا الشُعُورُ الغَرِيبْ عِندَ رُؤيَتِهِ لِهَذَهِ الجِهَةِ المُحَطَمَةِ مِنَ السِيَاجْ لَكِنُّهُ تَجَاهَلَ شُعُورهَ وَلَمْ يُفَكِّر أصلًا أنَّ أحَدًا وَاقِعٌ فِي هَذَا المَكَانْ أو عَالِقٌ فيه، ظَلَّ بيرت يُفَكِّرُ فِيمَا سَيَحدُثْ وَهَلْ سَيَجِدُهُمْ فِي المَنزِلِ أم لَا، وَفِي هَذِهِ الأثنَاَء كَانَ الصَمتُ سَيِّدَهُمْ فِي الطَريِق ..
بيرت: "أجَلْ هَذَا هُوَ المَنزِلْ يُمكِنُكَ التَوَقُّفُ هُنَا"
تَوَقَّفَ ليفاي كَمَا طَلَبَ مِنهُ بيرت ..
بيرت: "اِنتَظِرنِي هُنَا لَنْ أتَأخَرَ عَلَيِكْ"
ليفاي: "حَسَنًا"
يَنزِلُ بيرت مِنَ السَيَّارَةٍ مُسرِعًا، يَطرُقُ بَابَ المَنزِلْ مَرَّة وَمَرَّتَيِن وَثَلَاثَة، وَلَمْ يَتَلَّقَى أيَّ اِستِجَابَة، يَقرَعُ الجَرَسْ وَيَصرُخُ بِأعلَى صَوَتِه، كَأنَّ المَنزِلَ مَهجُورٌ فِعلِيًا، عَادَ لِسَيَّارِةِ ليفاي يَجُّرُ خَيبَة الأمَلِ مَعَه ..
بيرت: "الشَمسُ قَد غَرَبَتْ وَلَا أثَرَ لَهُنْ!"
ليفاي: "اِهدَأ، يُمكِنُكَ إبلَاغُ الشُرطَةِ الآنْ"
يَرفَعُ بيرت السَمَّاعَة لِيَشرَحَ لِلشُرطَةِ كُلَ مَا حَدَثْ
الشُرطِي: "كَمْ مَرَّ عَلَى اِختِفَائِهنْ؟"
بيرت: "خَمسُ سَاعَاتٍ تَقرِيِبًا!"
الشُرطِي: "وَهَلْ تَلعَبُ مَعنَا؟ نَحنُ لَسنَا مُتَأكِدِينْ مِنْ اِختِفَائِهُنَّ فِعلًا، لِذَا لَنْ نَبدَأَ بِالبَحثْ إلّا بَعدَ مُرُورِ أربَعَةِ وَعِشرِينَ سَاعَةً مِنْ غِيَابِهِنَّ عَلَى الأقَلْ، عَاوِدِ الاِتِّصَالَ بِنَا غَدًا إنْ لَمْ تَجِدْ لَهُنَّ أثَرًا عَلَى الإطلَاقْ"
بيرت: "وَلكِنْ..."
يُقَاطِعُهُ الشُرطِي: "لَدِينَا الكَثِيرُ مِنَ العَمَلْ لَنْ نَبدَأَ بِالبَحثِ فِي قَضِيَة حَتَّى نَتَأَكَّدَ مِنهَا"
أغلَقَ الشُرطِيُ الخَطَّ فِي وَجِهِ بيرت الذِّي قَد اِستَسلَمَ لِلوَاقِعِ نَوَعًا مَا،
يَطلُبُ ليفاي مِنْ بيرت أنْ يُحَافِظَ عَلَى هُدُوئِهِ لِحِيِنِ يَوُّمِ غَدْ
ليفاي: "قَد تَكوُنَانِ مَشغُولَتَيّنْ أو أيُّ شَيءٍ مِن هَذَا القَبِيِلْ، فَقَطْ لَا تَتَوَتَّر يَا عَمْ، دَعنَا نَأخُذْ بَعَضَ الطَعَامْ، وَلِتَبِيتَ فِي مَنزِلِي اللَّيلَة وَغَدًا سَنَرَى إنْ عَادُوا أو سَنَقُومُ بِإبلَاغِ الشُرطَة مَرَّةً أُخرَىَ"
بيرت: "اللَّعنَةُ عَلَى شُرطَةِ طوكيو يَا وَلَد"
ليفاي: "أخبَرَكَ ذَاَكَ الشُرطِيُ سَلَفًا أنَّهُ إذَا لَمْ نَجِد لَهُمْ أثَرًا غَدًا سَيَبدَؤونَ بِالبَحثِ عَنهُنْ، فَقَطْ هَدِّئ مِنْ رَوَعِكْ"
بيرت: "أتَمنَّى ألَّا يُصيِبَهُنَّ أيُّ مَكرُوُه"
عَاَدَ ليفاي لِمَنزِلِهِ وَبِرِفقَتِهِ بيرت، لَمْ يَكُنْ ليفاي حَقًا يَنُوِي عَرضَ المَبِيتِ عَلَى بيرت عِندَه وَلَكِنَّهُ أشفَقَ عَلِيِه، فَهُوَ كَبِيرٌ بالسِنْ وَلا بُدَ أنُّهُ يَحتَاجُ لِلمُسَاعَدَة وَلَا سِيَمَا أنَّهُ فِي طوكيو وَهُوَ غَرِيبٌ فِيهَا، يَضَعُ ليفاي الطَعَامْ عَلَى الطَاوِلَة وَيَبدَأ بِالأكلْ، وَلَاحَظْ أنَّ بيرت لَمْ يَأكُلْ جَيِدًا
ليفاي: "هَلْ حَقًا شَبِعتْ؟"
بيرت: "أجَلْ، فِي الحَقِيقَةِ لَا أشعُرُ بِالجُوعِ كَثِيرًا"
يَعلَمُ ليفاي أنَّ بيرت لَا رَغبَةَ لَهُ بِالأكِلْ فَهُوَ مُضطَرِبٌ وَجُلُّ تَفكِيرِه مَشغُولٌ بِأُختِهِ وَاِبنَتِهَا، لَمْ يَتَصَوَّر يَوُّمًا أنَّهُ سَيَفقِدُهُمْ بِهَذِه الطَريِقَة، يحَاوِلُ إشغَالَ نَفسِهِ بالتَفكِيِرِ فِي أيِّ شَيِءٍ آخَر، لَكِنَّهُ لا يَزَالُ قَلِقًا عَلَيِهِنْ وَالأفكَارُ السَودَاوِيَة بَدَأتْ تأخُذُ مَجرَاهَا فِي رأسِه، يَكَادُ النُعَاسُ يَغلِبُهُ وَلَكِنَّهُ لَا يستَطِيعُ أَنْ يَغفُو حَتَّى ..
يَتَسَاءَلُ ليفاي فِي نَفسِه لِمَاذَا هَذَا العَجُوزُ هَادِئٌ هَكَذَا هَلْ هُوَ مُرتَعِبٌ لِهَذِهِ الدَرَجَة
ليفاي: "يَا عَمْ يُمكِنُكَ النَوُمُ الآنَ لَو أرَدتْ، دَعنِي أُحضِرُ لَكَ وِسَادَةً وَفِرَاشًا تَلتَحِفُ بِه"
نَظَرَ بيرت لَه: "........"
أحضَرَ ليفاي الوِسَادَةَ وَالغِطَاء لبيرت وَتَرَكَهُ بِمُفرَدِه لِيَنَامْ وَيَرتَاحْ
-
-في الوادي-
وَفِي تِلكَ الأثنَاء تَكَادُ هانجي تُجَنْ فَهِيَ لِوَحدِهَا لَمْ تَجِد أُمَّهَا حَتَّى، فِي ذَاَكَ الوَادِي السَحِيقْ وَالدُنيَاَ قَد أظلَمَتْ وَالبَردُ قَد بَدَأ يَشتَد
هانجي وَهِي تَرتَجِفُ مِنَ البَردِ وَالخَوَفِ وَالجُوُع: *لَا أستَطِيعُ التَّحَمُلَ أكثَرَ مِنْ هَذَا*
إنَّهَا فِي هَذِهِ الأثنَاء نِصفُ وَاعِيَة وَنِصفُ فَاقِدَةٍ لِلوَعِي وَفجَأة
سَقَطَتْ هانجي مَغشِيًا عَلَيهَا ..يــتــبــع
--------------------
بارت اليوم ١٢٥٠ كلمة تقريبا، اعتبر هذا انجاز بالنسبة لي، المعذرة لو في اخطاء سردية او املائية لأن مالي خلق ادقق
لا تنسون تسوون ڤوت واكتبوا لي بالكومنتات ايش رايكم بالبارت وايش تتوقعون رح يصير على هانجي وامها؟
تعالوا حسابي بالانستا: sarccc1
اشوفكم بالبارت الجاي، اقبل النقد البنّاء
أنت تقرأ
لِقَاَءٌ مُقَدَّرْ | ليفايهان
Romanceطَبِيبٌ مُحتَرِف فِي أحَدِ مُستَشفَيَاتِ طوكيو تَأتِيهِ سَيّدَةٌ بِرِفقَةِ اِبنَتِهَا لِتَلَقّي العِلاجِ فَهَلْ سَيَنجَحُ فِي ذَلِكْ؟