تعافي؟ و ماذا بَعد؟!

1.2K 128 27
                                    

.
.
.
.

أجلِسُ هُنا مُنذ ساعتان تقريباً أنظُر حَولي أنتَظِرُ أي طبيبٍ ليصطحبني إلى غُرفتي الجديدة هُنا.

مِن مشفى إلى أُخرى و حقاً لا أشعُر بِفَرق.

طلَب مني صديقي الانتقال إلى هُنا لاستكمال علاجي من الاكتئاب ..و ها أنا أنتظره.

و بينما شردت فُتح باب الغُرفة أَخيراً مُعلناً عن دخول أحدهم إلَينا.

"جونغكوك كَيف الحال؟"
قال هَو بحماس بينما ابتسمتُ لمجيئه هو بمثابة أخٍ أكبر لي ، وقفت و عانقنا بَعضنا البَعض.

" أنا بخير أيها الطبيب"

"أتمازحني جونغكوك! ما أيها الطبيب تِلك؟! هلَ أثرت الأدوية على خلايا عقلك و جعلتك أكثَر تهذيباً أم ماذا؟!"

قهقهت فهذا ما أردت.

"جين هيونج أنا أُمازحك بِالفِعل"
ابتسم جين ثُم أمسَك برسغاي بين أنامله.

"كوو الصغير سيتعافى مِن إكتئابه قريييباً"
ظَهر على وجهي الإمتعاض و دفعته بلطف بَعيداً.

"أنا لستُ طِفلاً هيونج"
" لا انت طفل...طفلي أنا "
قال جين بتذمُّر بينما ضحكتُ أنا و قلدت تعابير وجهه ، تبادلنا الضحك ثُم خرجنا مِن تِلك الغُرفة.

خطونا بِضع خطوات حتى أوقفنا ضحكات أحدهم في الطرقات ...التفتنا لنرى فتاة تَجري و تضحك غير منتبهة لوجودنا حتى.

"هل ...هذا طبيعي؟!"

ظلَّ هُوَ يُناظر حيث كانت هي تركُض.
" في مَشفى أمراض عقلية نعَم ... و لكن بالنسبة لتلك المريضة فلا"

تحرَّك مُسرعاً باحثاً عن ممرضة ما.
" أُريدك أن تُراقبي ڤيا عَن كثَب ...حسناً؟"
قال مُوجهاً حديثه لأحد الممرضات بينما حركت رأسها و ذهبت.
قادني هُوَ إلى غُرفتي الجديدة هنا.

" ستبقى هُنا لفترة قصيرة فقَط حتى نتأكد من شفاؤك بالكامل جونغكوك "
نظَرتُ إلى الغرفة مُتفحصاً إياها ثُم جلستُ على الفراش

" سأذهب لدي الكثير من الأعمال ..وداعاً "
قال جين مُبتسماً ثُم ذهَب تارِكاً لي في هذه الغُرفة.

هَل حقاً أوشكت تِلك المعاناة على الانتهاء؟
هَل حقاً سأذهب أي مكان آخر سوى المشفى؟

هذا رائع!... و مُخيف.

فلما حتى سأخرج من هنا؟ هَل سيحدث فرقاً حقاً؟

لَيس لي هدَف في تِلك الحياة...لا عمَل ..لا أصدقاء _ سوى جين _ سأخرج من هنا فقَط لأجل عائلتي ....و ماذا بَعد؟

و في وسط شرودي أعادني صوت ضحكات خارج غُرفتي... تِلك الفتاة ثانيةً.
تنهدت ثُم بدأتُ في إفراغ حاجياتي ...مُتمنياً أن تكون أيامه المَعدودة هنا أيام لطيفه.

....

ثواني ،دقائق ، أيام ، اسبوع ببطء قد مروا.
أعلَمُ أني أتعافى بشكل جيد و لكن لا زال كُل شيء ممل ، لَم أخُض تجربة حقيقية لمشاعري من بعد تحسني ذاك، كُل ما أفعله هو أخذ الدواء و البقاء بالغُرقة ، لكن اليوم لقد قررت الخروج إلى الحديقة المُرفقة بالمشفى لِبَعض الوقت.
رائحة زهور ، آشعة شمس دافئة و صوت الطيور ..كل ذَلِك كان كافياً لجعلي أبتسم.
تنفستُ بعمق و بدأت بالمشي ببطء غير مُنتبه للوجوه مِن حولي ، أعلَم أن جين مَشغول ببعض المرضى و أقدر جهوده تِلك.
وجدتُ مِقعداً فجلست لاستريح و أتأمَّل تِلك الأزهار أمامي.

نسيمٍ مُحمَّل برائحة الزهور ...مَحملٌ بدفئ ذكريات قد مضت تمنيتُ أن لا تمضي أبداً، ألوان الزهور الزاهية تمنيتُ لو كان بإمكاني التلون بجَميع ألوانها كلوحة تتلون بالبهجة و الفرح، و آشعة شَمسٍ تُدفئ جسدي مثلما أدفئ عبير الزهور قَلبي..
دائِماً ما نتمنى أن لا تمضي اللحظات الهادئة و أن لا تمُر الأيام ..و كيف عسانا إن لَم تمُر أَن نتعرف على لحظات أكثر سعادة و راحة؟

وسَط هذا الهدوء شعرتُ بأحدهم جلس بجانبي عيناه يثقبان روحي ، و حين نظرتُ رأيتُ تِلك العسليتان ...

.
.
.
.

Exception|| JJK ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن