زهرتي

1K 121 43
                                    

.
.
.
.
.

اتسعت حدقتا عيناي ثُم بدأت تدريجياً بالضحك.
"الطبيب كيم أتمازحني؟"

ظَل وجهه جامداً يُناظرني بشفقة ..حينها بدأت بالتوقف عن الضحك لوهلة ثُم بقيت ناظرة إليه.

"ليس هناك قسم أطفال هُنا ...و من المُستحيل دخول أي طفلٍ هنا دون المرور بالحراسة"

" لا ...لا لا ...أنا كنت أشعر بها ..أشعر بجسدها بين يداي أيها الطبيب لا يُمكن-"

اقترب مني و أمسك بكتفاي ناظراً إلى عيناي.
"ڤيا أنتِ تعلمين أنَّكِ مريضة ألَيس كذَلِك؟"

قال الطبيب جين بينما أنا أنظُر إِلَيه و بدأت الدموع بالتجمع بمقلتاي.
"أ..أعلَم و لكن.."

بدأتُ بالبكاء بينما هوَ لا زال يُناظرني و ظهر على محياه الحزن.

"كانَت...تُشعرني بالدفء ، بالسعادة.....كانت تُشعرني مِن بَعد أَن ظننتُ أني لَن أشعُر بأي شيء إلى الأبَد"

تنهمر الدموع مِن عيناي، أكره الكذب و الخداع، و لكن تِلك الخدعة التي صورها لي عقلي كَم كانت جَميلة ... و كَم أحببتها.

"لا أُريدها أَن ترحَل"

"و لَكِن عليها أَن ترحَل ... لكي تُكملي شفاؤكِ "

نظرتُ إلَيه مُتسائلة.

"أعلَمُ أنه سيكون صَعباً و لكن يُمكننا فعلها أليس كذَلك ڤيا؟"

اومأتُ بنعم بينما رأيتُ إبتسامته بينما أبعد يداه و وقف أمامي ثانية.

"لماذا لَم تأخذي الدواء؟"

نظرتُ إلَيه بحزن ثُم أردفت.
"ظننتُ أني أصبحتُ بِخير، كانت تقول لي أني بِخَير"

"مُنذ متى؟"

"اسبوع"

وضع الدواء الذي كان يُمسكه في الدرج ثانيةً.

"سيكون هُناك ممرضة مُشرفة على اخذِك لتلك الأدوية ...حاولي التركيز بشيء ما آخر ، حاولي نسيان صوتها أو تشتيته.. ألا تُحبين الأزهار؟ يُمكنني أن أجلِبُ كتاباً يتحدث عن أنواع الازهار "

نظرتُ إلَيه بحُزن و أومأتُ لَهُ.
"شكراً لَك "

ابتسم لي ثُم اتجه إلى باب الغُرفة.
"شفاؤك سيكون بمثابة شُكر حقيقي لي "

ابتسم ثُم خرج مِن الغُرفة و أغلَق الباب.

نظرتُ أمامي مُحاولة إستيعاب ما علي فِعله.

"لذلك أمقته ڤيا "

سمعتُ صوتها بجانبي... لا أريد النظر إلَيها.

"يُريد تفرقتنا ... يُريدني أن أرحَل ، يُريد مِن زهرتك ڤيا أن ترحل!"

أريدها فقَط أن تتوقف ..أَن يتوقَّف عقلي عَن العمل ..عن تصويرها بجانبي و تُحادثني و هِيَ ليست هنا.

"هَل تريدين من زهرتُك الرحيل؟"

قالَت بينما بدأت عبراتي بالتدفق ثانيةً.

"لا"
تمتمتُ قائلة بيأس.

" و لَكِن يَجِب أن ترحلي"
صوت شهقاتي كان مَسموعاً حين صمتت هي و صمتت أنا الأُخرى.

"ألَن تشتاقي إلى عناقي ڤيا؟ ألَن تشتاقي للمشاعِر الدافئة بيننا؟"

"اصمتي ... فقَط اصمتي "

قُلت بصوت مسموع.

"ما كان عناقِك سوى عناقي لنفسي لَيس إلا"

قُلت بسخرية بينما نظرتُ حولي و لَكِن لَم أجِدها.
مسحتُ عبراتي و استلقيتُ على فراشي ناظرة إلى سقف تِلك الغُرفة.

لَيت عَقلي يتوقَّف عن ما يفعله بي .. ليته فقَط يُفكِّر بطريقة طبيعية مِثل أي شخص طبيعي...
ليتني قفزتُ في ذَلك اليوم.

...

"تجاهليها هيا يُمكنك فِعل ذَلِك"

حدَّثتُ نفسي و أنا في طريقي إلى الحديقة.
لا زالت موجودة أعلَم و لكن أُحاول التركيز على شيء آخر.. يجب أن استثني عقلي في التفكير بها.

بخطوات سريعة توجهتُ إلى مكان ما لِكي أجلِس.
أين مكاني المُفضل أمام الزهور لكي أتأمَّل بها؟
نظرتُ حَولي و وجده أخيراً و لَكِن .. مَن هذا الجالس هُناك؟

هَل لأني لَم أخرُج مِن غُرفتي منذ ثلاث أيام يأخذ أحدهم مكان جلوسي المُفضل؟!

سأجلس بجانبه ..هَل هُناك مُشكلة؟ لا.

جلستُ بجانبه ثُم نظرتُ إلى الازهار و تباً..لا يُمكنني التفكير سوى في أريام..

لما أسميتها زهرتي بحَق الجحيم؟!

علي التركيز إذاً على شيء آخر ...اممم، مَن هذا الشاب بجانبي؟

نظرتُ إلَيه و كان مُغلِقاً عيناه.. يبدو أنه يشعُر بالراحه، و هذه المرة الأولى التي أراه بها في تلك المشفى... يبدو لطيفاً.

شعره بني مُنساب بطريقة جَميلة و لطيفة و وجهه يلمع تحت آشعة الشمس...أريد رؤية عيناه ، لا يَهمني شيء سوى أعين أحدهم ..الجزء الأجمل من الوجه.

و لَم أعلَم لما تحققت أمنيتي بهذه السرعة و نظَر إِلَي ..و يا لهما مِن عينان واسعتان و جميلتان حقاً..لامعتان للغاية و ...

ما الذي أفعله بِحَق الجحيم؟!

.
.
.
.
.

Exception|| JJK ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن