نُقطة الصفر

1K 123 23
                                    

.
.
.
.
.
.
.

مرَّت أيام لَم أعلَم عددها حقاً ، أنا و هي فقَط معاً نضحك و نلعب ... أريام دائماً ما كانت معي في تِلك الايام الطوال المملة و رسمت بها البهجة بأناملها الرقيقة.

و أخيراً بَعد مُدة أشعُر بتلك السعادة ...بَعد مُدةٍ أنا أشعُر!
احببتها .. حقاً احببتها!

أجلِسُ على فراشي أنظُر إلى الدرج الذي به العقاقير التي من المُفترض أن أقوم بأخذها كُل يوم ....و نعَم لم أقم بأخذها لمدة ما يقرب من اسبوع الآن..
رغم أني وعدت الطبيب كيم أني سألتزم بجميع الأدوية و هو من ولاني مسئولية أخذه عندما شعر أنني يمكنني فِعل ذلك ..و الآن أنا تجاهلت كل شيء.

مددتُ يداي إلى الدرج و كُنت على وشك فتحه.

" ماذا تَفعلين ڤيا؟"

نظرتُ إلى عينيها البريئتان المتسائلتان.

" لَم أقم بأخذ دوائي منذ مدة "

ابتسمت ثُم اقتربت.
" أنتِ لا تحتاجي إلى تِلك الأدوية ڤيا "

نظرتُ إليها و لإبتسامتها الجَميلة التي تُسحرني.

" أنت أصبحتي بخير أليس كذلِك؟"

ابتسمتُ أنا الأخرى و أبعدتُ يدي عن الدرج.
" صحيح ... انا بخير"

اقتربت مني أكثَر و قامت باحتضاني ..عناقها بمثابة دواء لجميع جروحي ، ليس عناقاً لجسدي فقَط ..لروحي أيضاً.

دائِماً ما كانَت لها تِلك المقدرة على جَعلي مُطمأنة كَوني بخير..و دائِماً ما تجعلني سعيدة.
كانت بمثابة خِدرٍ لي ..معها لا يوجد ألَم..لا حُزن و لا مرض.

تمنيتُ لو كانت ابنتي..فكَم أنا محظوظة إذاً لو كانَت تِلك إبنتي.

تركتني و ركضت خارج الغُرفة بينما وقفت سريعاً لأتبعها و لكن قبل أن أخرج من غُرفتي وجدت الطبيب كيم أمامي.

ابتسمتُ لَهُ ثُم أردفت.
" كيف الحال طبيب كيم؟"

دلف إلى الغرفة متجاوزاً لي و جلس على فراشي ، ذهبت و جلست بجانبه.
" أنا بخير ڤيا"

قال و كان يتحدث بروية عكس عادته.
" أين كنت ذاهبة؟"

"امم ... الآن؟ كنت ذاهبة إلى الحديقة مع صديقة لي"

"و بماذا تشعرين؟"

نظرتُ إليه بتمعن ثُم ابتسمت.
"السعادة اعتقد"

صمتنا لوهلة.
"و لكن لَم تَقُل لي أن هناك قِسم أطفال هُنا أيها الطبيب كيم؟!"

نظرَ إلَي ثُم وقَف أمامي يستعد لقول شيء ما.

"لإن ليس هُناك قسم هنا متخصص للاطفال بالأساس "

نظَرت إلَيه بعدم فِهم.
"م..ماذا تقصِد؟"

اتجه إلى الدرج و قام بفتحه و أمسك بأحد الأدوية.
"يبدو أنَّكِ أهملت داوئك ڤيا"

"لأني أصبحتُ بخير"

" و أنا لَم أَقُل لَكِ أن تتوقفي عن أخذ هذا الدواء حين تشعرين أنك بخير ..بل عندما أقول أنا!"

صوته كان به القليل من عدم الرضى و الغضب.
"م..ماذا هُناك؟"

"مَن تكون أريام؟"

"صديقتي هي بالتاسعه ، قالت لي أنا هنا في قسم الاطفال"

ابتسم بسخرية.
" و أنا أخبرتك ليس هناك قسم أطفال هنا"

" إذاً ما الذي تعنيه؟!"

اقترب مني و ظهر الغضب على وجهه.

" ما أقصده أن بعد إقترابنا لموعد تعافيك تماماً من تِلك الهلوسات قومتي بالتهاون في دوائك و بدلاً من هلوسات سمعية فقَط أصبحت سمعية و بصرية كلاهما ڤيا!...عدنا إلى نُقطة الصفر و كأننا لَم نقُم بأي شيء!!"

بقيتُ كما أنا لا يمكنني فِهم ما يقول.
" لا يمكنني ... لا أعلم ماذا تقصِد "


"أريام خاصتك هي لا شيء سوى تصور من عقلك ليس إلا ...أريام ليست حقيقية"

.
.
.
.
.

 

Exception|| JJK ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن