إخوةٍ ثَلاَثْ تَرَعْرَعُوا مَعَاً منْذَ الصِّغَر دُونَ وَالِدَتِهِم وَالتَي تُوفِيتْ بَعْدَ إنْجَابِهَا لِشَقِيقَتِهِم الصُّغْرَى
تَارِكَةً إياهٌم دٌونَ حَنَانِهَا وَعَطْفِها ؛ وَمٌشْتَاقِينَ لِصَدْرِهَا الدَافِئ وَلَمَسَاتِهَا الحَنُونَة وَهَمسَاتِهَا
الرَقِيقَة وَصَوْتِ غِنَائِهَا العَذْب الّذي يُوقِفُ بُكَاءً دَامَ لِدَقَائِق يَغْفَون بِبَسمَةٍ هَادِئَة .
..............
{ فِي المَحْكَمَة }
مَقَاعِدٌ مَرْصُوصَةٌ فِي كُلٍّ الجِهَات ،مُهَامَسَاتٌ طَغَتْ عَلَى هُدُوءِ المَكَانْ ، وَتَوْأَمَانْ دُلِفَ بِهِمَا
إِلى ذَلِكَ المَكَان يُزَجَّانْ فِي زِنْزَانَة حَدِيدِيَّة
أحَدَهُمَا يَتَمَسَّكْ بِالأخَر خَائِفَاً وَمُقْلَقَاً وَالأَخَربِمَلاَمِحٍ جَامِدَة يَجُول بِنَظَرَهِ فِي الأَرُجَاء بَاحِثاً عَن
شَقِيقَتِه الصُّغْرَى وَالتِي حَقّا شَوْقُه يَزْدَادُ لَهَا
عَنْ كُلٍ لَيْلَة دُونَ الإطْمِئْنَانِ عَلَيْهَا كَعَادَتِه ، يُؤلِمُهُ أنّهُ لَيْسَ بِجَانِبْهَا وَانّهَا تَوَقْفَتْ عَنْ الدِّرَاسَةِ
تُحَاوِلُ مُسَايَرَةِ عَمَلَ شَرِكَتِهِمَا وَتَبْحَثُ عَنْ مُحَامٍلَهُمَا
؛ وَأَخِيرًا هَاهِيَ تَتَوَسَّطُ الجُمُوعْ وَبِجِوَارِهَا صَدِيقَتِهَا تَمْسَدُ عَلَى ظَهْرِهَا وَتَهْمِسُ لَهَا تُهَدِّئُهَا
، وَمَا إِنْ حَدَثَ تَوَاصُلٌ بَيْنَ أَعْيُنَهُمَا حَتَّى اجْهَشَت
بِالبُكَاء يُؤْلِمُهَا أنَّ أخَوَيْهَا يُزَجَّانِ فِي السِّجِنْ وَهِيَ لَيْسَ لَهَا حَوْلٌ وَلَا قُوَّة فَقَطْ تُلَوِّحُ لَه وَهُوَ
دَنَت مِنْهُ بَسْمَةٌ هَادِئَة يَرْفَعُ يَدَهُ يُبَادِلُهَا التَلْوِيحْ
وَحِينَهَا الأَصْغَر بِجَانِبِه لَمِحَهُ يُلَوِّحُ لِجِهَةٍ مَا ، فَحَدَّقَ بِالإِتِّجَاهِ ذَاتَه يَلْمَحُ شَقِيقَتِه الصُّغْرَى
فَاتَّسَعَت حَدَقَتَيْهِ دَهْشَةً وسَعَادَة يُلَوِّحُ لَهَا بِكِلْتَا
يَدَيْه تَزَامُناً مَعَ نَبْسِهِ لِإسْمِهَا بِصَوْتٍ عَالٍ " مِيــَــان " حَوَّلَتْ بِنَاظِرَيْهَا تِجَاهَهَ تُلَوِّحُ لَهُ
أنت تقرأ
P1 " Between a star and two moons " " بَيْنَ نَجْمَةٍ وَقَمَرَان "
Romanceإِخْوَةٍ ثَلاَث مِنْ عَائِلَةٍ عَرِيقَة ذَاتَ ثَرْوَةٍ هَائِلَة تَوَارَثَتْهَا العَائِلَة مِنْ جِيلٍ إلَى جِيل وُصُولًا لِلِإِخْوَةِ الثَّلَاث . .......... تَوْأَمَانِِ وَشَقِيقَةٌ صُغْرَى لَمْ تَحْظَى بِحَنَانِ وَالِدَتِهَا بِسَبَبِ وَفَاتِهَا بَ...