الحلقة الأولى

251 18 6
                                    

.
.
.

جَالِسٌ فِي الحانةِ التِّي اِكتشَفَهَا حدِيثًا يحدِّقُ في الكأْسِ الذِّي أمامَهُ و الذِّي وضِعَ أمامَهُ مباشَرةً عندَ دخُولِه فالسَّاقِي لم يَعد يحتَاجُ لأن ينتَظرَ طلَبهُ فهوَ المُعتَادُ منذُ شهْرٍ، منذُ أوَّلُ مرَّةٍ أتَى فيهَا لهنُا ليصبَحَ يقضِي معظمَ اليومِ هنَاكَ يغَادِرُ حينَ يفتَكُّ النَّادِل الزُّجاجةَ منهُ قِسرًا لإغلَاقِ المحلِّ.
تنَهدَّ و اِزدَرَد الكأسَ كلَّهُ مرَّةً واحدَة و طبطَبَ على الطَّاوِلةِ ليُملَأَ الكأسُ مجددًا بسرْعَةٍ.
اِقتَربت منْهُ شابَّةٌ جمِيلةٌ تعلُو محياهَا علاماتُ الخَجلِ لتجْلِسَ أمَامَهُ و تبتَسِم:"أَرَى أنَّكَ لوحدِكَ لليلَةِ؟"
ناظَرهَا دونَ تعابِير ثمَّ أعادَ نظَراتَهُ لكأسِهِ دُون ردٍّ
"أدعَى دايزِي.. هل ترغَبُ فِي أن نحظَى بكأسِ شايٍ في ِ وقت،ة لاحِ..."
"مُضحِكٌ كيفَ البشَرُ لا يتغَيَّرون"
قاطَعَها بغيرِ اِهتمَامٍ مبتَسِمًا بجانِبيَّةٍ و هوَ تحتَ تأثِيرِ الخمرِ لترمُشَ دونَ فهمٍ
"هذَا الشَّيءُ الوَحيدُ الذِّي لم يتغيَّر منذ وقتِي.. الحاناتُ.. مهمَا تقدَّمَ الإنسَان لا يزالُ يحتاجُ لمكانٍ يعِيشُ فيه مشاكِلهُ و ينساهَا في آنٍ واحدٍ.."
"اوه هذَا..."
"كانَت.. أجمَلُ ملاكٍ قابلتُهَا فِي حياتِي.."
"م..من و.. وأيْنَ هِيَ الآن؟"
"هِي في القرن السَّادِس عشرَ الآن، خدعتْهَا اِبنةُ عمِّي التِّي أتتْ من هنَاكَ و بمساعَدةِ السَّحرةِ أرجعتهَا لهناكَ و تركتْنِي في هذا الوَقتِ اللَّعينِ.. فِي الوَاقِع.."
"هاها حسَنًا.. لنأخذْكَ للمنزِلِ أيُّهَا الثَّمِلُ.."
حمَلهُ نامجون و هو يضحَكُ للفتاةِ المصْدُومةِ بتوترٍ ليهمِسَ لهَا "إنَّهُ مجنونٌ الجمِيعُ يعلَمُ ذلكَ"
و ليساعِدهُ على الخروجِ من الحانةِ.
.
.
_______
.
.
كانَ يتأمَل أمواجَ البحرِ تتعالَى و تنخَفِضُ بتناغُمٍ و قد بدَأَ يستوْعِبُ أين هُوَ ليأخذَ نفسًا عميقًا و يغمِضَ عينيهِ ليتخلَصَ من صداعِهِ.
فتحَ عينيهِ بعدَ ثوانٍ على رائِحةِ القهوَةِ القويَّةِ التِّي أحضرَهَا لها نامجون.
"ستسَاعدُكَ هذه على ان تصحو، قالَ و هوَ يجلِسُ حذوهُ ليتَنَهدَّ، كم ستبْقَى على هذِهِ الحالِ كوك؟"
"شكرًا، أخذ كُوبَ القهْوَةِ ليسكتَ قلِيلًا يرتِبُ سلسِلَة أفكارِهِ ثمَّ ينظرَ له، أترَاهَا خائِفةً في هذه اللَّحظةِ؟ أتراهَا تتضوَّرُ جوعًا؟ أترَاها لا تزَالُ تنتظِرُنِي أم أنَّها فقدَت الأمَلَ بالفعْلِ من أنِّي سآتِي من أجلهَا يومًا.. لأنِّي بدأتُ.."
"لا تقُلْ هذَا!!، قاطَعَهُ بصرامَةٍ، سنجدُ حلًّا ما لابدَّ أنَّ هنَاكَ طرِيقةٌ! علَينَا فقط إيجادُ ساحِرٍ مَا.. ذلكَ الأمرُ الصَّعبُ فقط! اللَّعنَة كَيفَ سنفْعَلُ ذلكَ، أعنِي سحرة؟ ألا يَزالُون موجُودينَ أساسًا في القَرنِ الوَاحدِ و العِش.."
"لقد مضَى شهرٌ ناجمون!! شهرٌ كامِلٌ!! من يؤكدُّ لنا أساسًا أنَّها.. أنَّها ..، صرَخَ مقاطِعا ثمَّ اجتمعَت الدُّموع في عينيهِ لعجزهِ أساسًا على نطقِ تلكَ الكلمَات،.."
تفاجَأَ جوني قلِيلا ليتَدَارَكَ نفسَهُ، ربَّت على ظَهرِهِ و اِبتسمَ بهدُوءٍ "هيَ بخيرٍ أنا متأكِدٌ! لنعِدكَ لمنزِلِكَ هيَّا!"
.
.
_____________
.
.
اِستيقَظت علَى بعضِ الضوضَاء لتفتَحَ عينيهَا بتعبٍ و تنظُرَ لسقفِ السَّرِيرِ المزخرَفِ بالذَّهبِ، اِبتسَمت للحْظَةٍ لتذكرِّها أنَّ هذَا السَّريرَ كان للأمير جيون جونغكوك فِي يومٍ من الأيَّامِ، نظرتْ لجيمينِ الذِّي يقِفُ أمامَ المرْآةِ و يغلِقُ أزرَارَ سترتهِ بصمتٍ مطوَّلاً حتى ناظَرهَا هو الآخرُ بصمتٍ، ابتَسمَ بسخريَّةٍ ثمَّ خرجَ.
وَقفت و هيَ تشدُّ اللِّحافَ على جسدِها العارِي لتجمعَ أشلاءَ ملابسِهَا من على الأرْضِ بهدوءٍ.
.
.
.
......
.
.
.
تمشِي فِي الرِّواقِ الذِّي يعود بها لغرفَتهَا و كلُّ الأنظَارِ عليْهَا كالعَادةِ لكنَّها لم تهتمَ بهذَا كلِّهِ.
ما كان يجُول فِي خاطرِهَا هي ليلَة أمسٍ تتكرَّرُ أمامهَا مرارًا و تكرَارًا.
لقد كان انشتايْن محقًا، الوَقتُ حقًا نسبيٌّ، فقد كان يمضِي ببطءٍ شدِيدٍ لمدَّةِ شهر، البارِحَة ليلاً تسارِعَ نسقُهُ بسرْعَةٍ رهيبَةِ، و الآنْ! لقد توقَفَ الوقتُ الآن!!! أو كما يخالُ لهَا.
أصابِعُ جيمِين بين خصلَات شعرِهَا تضغَطُ بلطفٍ على عنقِهَا بينمَا يقبِّلهُ برقَةٍ مبالَغةٍ لتتحوَّل تدرِيجيَّا لعضَّاتٍ لطِيفةٍ.
عضّهُ لشحمةِ أذنهَا بلطفٍ، مداعَبةُ كاملِ وجهِهَا بشفتيْهِ وصولاً لشفتيهَا لتتحوَّلَ تلكَ اللطافَةُ لشهوةٍ وحشيَّةٍ من كلاَ الطَّرفينِ.
اعتلائُها لهُ على السّرير و تقبيلهَا إيَّاه تزامنًا مع فتحِ أسرارِ سترَتهِ بلهْفَةٍ.
وقوعِ الملابِسِ على الأرْضِ و انطِفاءُ ضوْءِ الشُّموعِ تدريجِيًّا....
وجدَت نفسَهَا أمام غرفتِهَا لترمُشَ عدَّةَ مرَّات محاوِلةً الرُّجوعَ لوعيِهَا، لَعنتْ بصوْتٍ خافتٍ ثمَّ دخلت لتستلْقِي على السَّرير و تنَام! فهَذا ما تفْعلُه منذ شهرٍ، فقط النَّومُ!!

° my lost prince | JEON JUNGKOOK ° جيون جونغكوك | أميري التّائه° حيث تعيش القصص. اكتشف الآن