الحلقة السابعة عشر

369 32 2
                                    

___________
.
.
.
.
MIEL'S POV
.
.

الأمْرُ جنُونِيٌّ أعلَمُ لَكِنِّي أُقسِمُ أنِّي شعُرتُ بِنفْسِي و كأَنِي أطِير عالِيًا جدًّا فِي فَضَاءٍ واسِعٍ جدَّا و كأَن جسَدِي أصْبَحَ خفِيفًا بوزْنِ الرِّيشةِ.
كلُّ شيءٍ غَيرُ واضِحٍ فقَطْ صوتُ بكَاءٍ و صُرَاخٍ من جِهةٍ و هدُوءٌ تامُّ من الجِهَةِ المُقابِلةِ يتخَلَلُهُ خرِيرُ المِياهِ و صَوتُ ضحكاتٍ أعرفُهَا،
لِوَهلَةٍ شعرْتُ أنَّهُ بإِمكَانِي اِختِيَارُ اِتجَاهِي...
كُنتُ قَد مَيَّزتُ صوتَ الضِّحكَاتِ ذَاكَ، إنَّهُ لأُمِّي، هُو أعادَ لِي الذِّكْرَياتَ الجمِيلَةَ.
عندَمَا نخرجُ للتَنَزُهِ،
أو عِندَمَا كُنَّا نلعَبُ سويًّا
أَو نجتَمِعُ لمُشاهِدَةِ فِلم فِي يومِ العَائِلة كمَا كانَت تطلِقُ علَيْهِ اِسمَهُ.
كانَت الحَيَاة عِندَهَا كأنَّها مسلسَلٌ كرْتونِي لديزني كُلُّ شيءٍ بخَيرٍ كَأَنَّنَا وجدْنَا النِّهايَة السَّعِيدَة خاصَّتَنَا..
كُنَّا فرحِينَ نعِيشُ حيَاةً خالِيةً من الشَّوائبِ.
اِشتَقتُ لَهَا كثِيرًا.. حَقًا أفعَلُ.. أموتُ منَ الشَّوقِ و أتَمَزقُ معَ كلِّ ثَانِيةٍ تمرُّ.
رُبَّمَا لوْ اِتبعتُ صوتَها الملائِكِي الذِّي ينادِينِي سأتمكَنُّ من مقابَلتِهَا مجددًا..
أجَل سأفَعل.
"مِيال.. لَا تتركِينِي.."
عرِفتُ هذَا الصَّوتَ رَغمَ ضبابِيَّتهِ
"لا يَمكِنُكِ أتسمَعِيننِي.."
شَعرْتُ بِهِ بعِيدًا جدًّا و يَقتَربُ ليُصبِحَ أوضَحَ و أقوَى
"عُودِي و لنَعِش سويَّةً للأبَدِ. لنَصنَع قِصَّتنَا الجِمِيلةَ و لنَستمتَع بِهَا. كُلُّ شيءٍ سيكونُ كَمَا أردتِ دوْمًا.."
لمَ أنَا عاجِزَةٌ عن الرَّدِ؟
حتَى أنِّي شَعرتُ بدُموعِهِ السَّاخِنةِ تسقُطُ عَلى يدِي
"أحبُّكِ ميال"
اِسودَّ كلُّ شَيْءٍ مِن حَوْلِي فِي تلكَ اللَّحظَةِ.
.
.

END MIEL'S POV
.
.
___________
.

اِبتَسَمت عِندَ رُؤيَتهِ يقتَرِبُ لتقِفَ بسرعَةٍ و تَركُضَ نحوهُ لتقَبِّلهُ بخفَةٍ
"لَقد تأَخرتَ و جعَلتَنِي أنتظِرُكَ"
تحدَثت بِعُبوسٍ بتعابِيرَ وجهٍ طفُوليَّةٍ ليبْتَسِمَ لهَا بهدوءٍ بينَما يَضعُ يدبْهِ بجيُوبِهِ دُون ردِّ.
اِبتَسمت هِي الأخْرَى لتنْظُرَ حوْلهُ و تَرمُشَ ثمَّ تنْظُرَ لهُ باِبتِسامَةٍ جانٍبِيَّةٍ
"أرَى أنَّكَ حقًا كرهتَ المكَانَ هُنا. لم تحضِرْ معكَ أَىَّ شيءٍ للذِكْرَى عندَ العَودَة؟"
"أجَل ..بِخُصوصِ هذَا.. لنْ نعُودَ"
نطَقَ بِهدُوءٍ و أدَار ظهرَهُ لهَا ليمْشِي بهُدُوءٍ.
رَمشت بِصدمَة و قَد مَرَّ شرِيطُ أحدَاثِ اللَّيلَةِ أمامَ عينيها بسرعَةٍ لتركُضَ و تقِفَ أمَامهُ مجددا
"مَهْلًا مَاذَا؟ لكنَّكَ قطَعتَ وعدًا"
"أعي جيِّدًا ذَلِكَ و سأفِي بِه.
عَلَيَّ أَوَّلًا حضورُ حفلِ زِفَافِ نامجُون و يارا.
هُمَا يعنِيَانِ لِي الكثِيرَ.
لا تَقلَقِ لن نَظَلَّ هُنَا سوَى ثَلاثةِ أيَّامٍ عزِيزَتِي"
رَبَّتَ عَلى رأسِهَا بلطفٍ ليتَخطَاهَا مكمِلًا سيرَهُ.
شعرَتْ ييري فِي تلكَ اللَّحظةِ أنَّ لحظَةَ موتِهَا أوشكَت عندَ تخَيُّلِهَا لرَدَّةِ فعلِ كوك لوْ عرَفَ مَاذَا فعلت بمِيال.. فشرط وعدِهِ أنَّها لن تُلْحِق بهَا أيَّ ضرَرٍ.
حسَنًا هِي توقِنُ جيدًا أنَّها خالفت الشَّرطَ الوحِيدَ لكنَّها كانت تظُنُّ أنه لن يعرِفَ مادَاما سيغادِرانِ اللَّيلَة لكن هَاهِي الأحدَاثُ تنقلِبُ مجدَدًا ضدَّهَا.
اِزدَردت رِيقَهَا بِصعُوبَةٍ لترْكُضَ نحوَهُ و تحَاول مُزامَنةَ وقعِ خطوَاتِهِ السَّرِيع و تبتسِمَ بتَوَتُرٍ
"لَكن.. إِنَّهُ مجرَّدُ زفَافٍ.. أعتَقدُ أنَّهُ ليسَ مِن الضَّرُورِي.."
قَاطعَهَا صوتُ رنِينِ هاتِف جونغكوك ليخرِجهُ من جَيبِه.
كَان اِسمُ المتَصِلِ واضِحًا لَهَا "جوني" لتَحبِسَ أنفَاسَهَا منتظِرَةِ ما سَتؤُولُ لهُ الأمُورُ.
ناظَرهَا كوك ثمَّ أعادَ نظرَهُ لهاتِفهِ ليبتَعِدَ عنَهَا بعضَ الخُطُواتِ
"أستسْمِحُكِ عذرًا"
نطَقَ بِهدُوءٍ و قد ضَغطَ بلُطفٍ على الدَّائرَةِ الخضرَاءِ المضِيئَة على الشَّاشةِ و قرَّب الهاتِفَ من أذُنِهِ.
لم تستطِع ييري تَمِييزَ كلِماتِ محادَثَتِهمَا لكنَّها تأكدَت من المَوضوعِ الذِي دارَت حولَهُ عندَمَا رأتهُ يغلِقُ الهَاتِفَ و يتقَدَّمُ منهَا و قد برَزت عُرُوقُهُ من الغَضبِ ليصْرُخَ عَلَيْهَا
"عاهِرةٌ لا تتَغَيَّر"
دفَعَها بقوَّةٍ جاعٍلًا منهَا تتراجَعُ بعضَ الخطواتِ للخلفِ كَي لَا تَقعَ
"أقسِمُ أنِّي سأجْعَلُكِ تدفَعِينَ ثمنَ فعلتكِ اللَّعِينةِ ..لكِن لَيسَ الآن"
هدَّدَهَا موَّجِهَا سبابَتَهُ نحوهَا ليترُكَهَا راكِضًا نحوَ الطَّريقِ الرَّئِيسي كَي يوقِفَ سيارةَ أجرَةٍ.
___________

° my lost prince | JEON JUNGKOOK ° جيون جونغكوك | أميري التّائه° حيث تعيش القصص. اكتشف الآن