إستيقظَت بصعُوبة لتنظُر للسّاعة المُعلَّقةِ أمامَها.
إِنَّها العاشِرة صباحًا ..تنهدَّت لتقِف بنعاس، نظَرت لكاحِلها بتَعبٍ لتمشي نحوَ الباب بيْدَ أنَّ البَاب فُتحَ لتتأمَل وجهيْ اللَّذان أمامُها و هي تبتَسم
_يااا و اللَّعنة مِيال ..لما وقَفتِ
تكَلَّم تايهيونغ بغَضبٍ
_أجل تاي معَه حقٌّ هيَّا عودي للنّوم
_جونغكوك، تايهيونغ، أنَا حقًّا مللتُ من الإستِلْقاء ! سأُحضِّر نفسي و أذهَبُ للمحاضرةِ المسائِيَّة لقد تغيبتُ لثلاثةِ أيَّام
_ااا ..ميال ..أظُنُّ من الأفضَل أن ترتاحِي أكثر ..الأُمور في الجامِعة ..همم كيف أقولُها ..لا تزال مشوَّشة
إبتَسمت بإنكِسارٍ عند سماعِها لكَلامه
_لا أزَال محوَر حديثهِم و كيفَ خذَلتُ الجمِيع صحيح؟
لم تتلقَّى جَوابًا لتجلِس على سريرِها و تعانِقَ دبَّها المحشوَّ
_و ماذَا عن يارا؟ أينَ هِي؟
_لم تأتِ منذ ثلاثَةِ أيَّام هِي الأُخرى ..هل كلُّ شيءٍ عَلى ما يُرام بينَكما ؟
_أ ..أجَل، فقط ..علَيَّ الإعتِذار منها ..عَلى ما أظنُّ ..و تصحِيح سوءِ فهمٍ بيننا
تكلَّمت بصوتٍ خافتٍ و هي تنظُر للأرضِ بحُزن بعدَ كلِّ ما حَصل يارا لا تَزال صديقتَها منذ المدرَسِة الإعداديَّة و مشارِكَتها أسرارَها فكيفَ تحاوِل اليَوم تخطِّيها ؟ شعُرت برغبةٍ بالبكاءِ و هي تشدُّ على الغطَاء على سرِيرها لتشعرَ بيدٍ تُمسِكُ يدها، نظَرت لهُ فإذَا هو جونغكوك مبتسِمًا بادلتهُ الإبتسامةَ بحزنٍ ليعمَّ الصَّمتُ للحظاتٍ بينمَا لم ينفكَا بتأمَلان أعينَ بعضهُما ..
من جِهةٍ اخرى كان تَاي ينظُر لهمَا بإستِغرابٍ ..
_هل نسِي أنني موجودٌ؟ ياااا أيُّها العاشِقان إذَا كان وجُودي يزعِجكما فسأغادِر حالًا
_ااا ..تاي تاي خاصتِي ..أنتَ لا تزال هُنا بالفعل ..اللَّعنة هذا محرج
حاوَل كتمَ ضحكاتِه و هو ينظُر لوجهيهما المحمَرَّان ليسحَب كلٌّ منهما يدَه و يشيحَ بنظَره للجهةِ المُقابلة
_أنَا أمزح ..أعلمُ أنَّكما صديقان لا أكثَر ..همم حسنًا عليَّ الذَّهابُ في كلِّ الأحوالِ ..أراكمَا في المَساء ..تعلمَان جونِي سيُقيم حفلَةً بمناسبَةِ مرور شهرٍ على إفتتاحِ مدرسته الموسقيَّة لقد إستدعَى أعزّ أصدقائه فقط
_لم أتلقى دعوَة !
_ولا أنَا رغمَ إنِّي أعمل هناك
_احممم ...ااا ..حسَنًا ها قد تلقيتما الآن ! بحقِّكما ألا تشعرَان أن نامجُون يتصرفُ و كأنَّ له مدرسةُ بيرتهوفن ..أعنِي حفلَةُ مرور شهرٍ ! جدِيًّا ! و ليسَ و كأنَّ المدرسةَ مُكتظةٌ بالتلاميذ ..أظنُّ هم تسعة
_بل عشرة
_اا ..أجل ..شكرًا على المعلُومةِ القيِّمة جونغكوك
_حسنًا سنأتِي ..صحيح؟
_تُريدين ذلِك؟ سيسعِدكِ؟
أومَأت لهُ بطفولِيَّة ليكمِل و هو ينظُر لتايهيونغ مبتَسمًا
_لا تنسُوا حصتنا من الكَعك
إبتَسم تاي ليخْرج و يُغلق الباب
_متى سيعتَرفان لبعضِهما؟ أعنِي أليسَ هذا واضحًا لهمَا و للجميعِ؟ تششه حمقَى اااع يبدوَان لطيفانِ حقًا
______
في مكان آخر
______
طُرقَ باب منزَلها لتفتِحَ و هيَ شبهُ ثمِلة بسبب كثرَة شربهَا و الذي لم تُوقفهُ منذ ثلاثَة أيَّامٍ ..إنصَدمت عندَ رؤيتِها للذي أمَامهَا لترتِبَّ مظهرها بسُرعة
_ن ..نامجون؟ مالذي ..
دفعَها ليدخُل و يغلِق الباب، نظَر لها بغَضب ليصرخَ بوجهِها
_اللَّعنةُ على الأصدِقاءِ أمثَالِك يارا !
_ن ..نامحون ماذا تقص...
_لا تُنكِري لقد عرِفتُ كلَّ شيءٍ ! جونغكوك أخبرنِي بما فعلتِهِ لميال !
إزدَرت ريقَها بِصعُوبةٍ ..هل يعْلَم الآن بأمرِ مشاعِرهَا؟
_نامجون إسمَع ..
_و اللَّعنة يارا ! هَل فقدتِ عقلِكِ! هل تعلَمين لِما كنتُ هناكَ يومهَا؟ لقد وعدَتْنِي بأن تسَاعدنِي لأتشجَع و أعترفَ ..لكِ ..بمشاعِري !
توسَّعت عيناها مِن الصَّدمةِ لتطلِق العنَان لدمُوعها ..لم تكُن دمُوع فرحٍ لإكتشافِها بأنَّ حبَّ حياتِها يبادِلها المشاعِر بل دمُوع حزنٍ و نقمانٍ على نفسِها، فهِي حطمت كلَّ أحلامِ صديقَةِ طفولتِها بسببِ أنانِيَّتها و غَبائهَا
_نامجون ..عليَّ إصلَاحُ الأمرِ
نظَرَت لهُ بعينانِ دامِعتان لتركُض بإتجاهِ غرفتِها قصدَ تغيِير ملابِسها !
_________
صعِد لغسلِ وجهِه بعدَ أن أُنهِكَ من الرَّكضِ وراءَ جان ..
أثنَاء ذهابِه مرَّ بغُرفةِ والِد ميال ..حاوَل مقاوَمة فضولِه لكنَّه لم يستطِع منعَ رغبتِهِ فِي الدُّخول، ففي النِّهايةِ هوَ يعرِف كلَّ أرجاءِ البيتِ إلاَّ هذهِ الغرفة و لهذَا فتحَ البابَ ببطءٍ ليذهِلهُ ما رأَى، غُرفتُه عبارةٌ عن مكتَبَةٍ صغِيرةٍ شبهُ مرتبَةٍ ..هو يعشَقُ قراءَة الكُتُب لذلكَ دخلَ للدَّاخلِ و أغلَق البابَ خلفَهُ
..
تصفَحَ عدَّة كتبٍ و أغلبُهَا روايَاتٌ تتحدثُ عن قصصِ حُبٍّ إلى أن وَصلَ لكتَابٍ جعلَ كلَّ جسدَهُ يرتعِشُ
"ماذا حدَثَ للعائِلة الملكيَّة جيون بعدَ إختِفاء أميرهم المُفاجِئ؟"
أمسكَهُ بيدينِ مرتعِشتينِ لينظُر لهُ بقِلَّةِ حيلةٍ ..أخذَ نفسًا عميقًا ليفتحهُ و يبدأُ بالقراءةِ
"تمَّ قتلُ والِدِه فِي إحْدى جولاتِه المكثَّفة للبحثِ عن إبنِه ..ماتت والِدتُه حزنًا على موتِ أكثَر شخصَينِ محببين لقَلبِها ..توَّلى إبنُ عمِّهِ جيمين الحُكم ..لا أحدَ يعلمُ سببَ إختِفائِه و قد عمَّ الحزنُ على كلِّ المملكَةِ"
كانت هَذِه الجملُ كفِيلَة بإندِثار الغُبار عن مشَاعِره المكبُوتةِ !
إنفَجرَ باكِيًا أخِيرًا ..أجل ! دموعٌ كتمها لأسَابيعَ ..منذُ مجِيئِه لهذا الجَحيم ! هوَ ظلَّ يقنَع نفسهُ مِرارًا و تكرَارًا أنَّ حياتهُ الجدِيدة ليست سيئَة لكنَّهُ لا يستطِيعُ الكذِبَ على نفسِهِ أكثر ..لقد سئِم و إشتَاقَ لأهلِه و حياتِه القدِيمة كثِيرًا ! ..صحِيحٌ أنَّه وجدَ فتَاة أحلَامهِ لكن ما جدوَى كلَّ هذَا و هو دخِيلٌ بينهم؟ شعُر بتلكَ الدُّموعِ السَّاخنةِ تغسِلُ كلَّ الأكاذِيبِ الذِّي ظلَّ يخبرُ نفسهُ بها مرَاتٍ و مراتٍ ..لذلِك لم يمنع نفسَهُ من البُكاءِ بصوتٍ مرتفِعٍ ليفرغَ ما في جبوتِهِ من حزنٍ و إشتِياقٍ ..
..
_جونغكوك؟
مسِح دمُوعهُ عندَ سمَاع صوتها ليعِيد الكتابَ بسرعةٍ لمكَانهِ ناسِيًا إغلاقَهُ و يستدِير لها مبتسمًا إبتسامتهُ المُعتادَة "المزيَّفَة"
_ميَال؟ م ..منذُ متَى و أنتِ هنا؟
_ا ..أتيتُ لتوِّي ..مالذِّي تفعَلهُ هُنا؟
_ااا ..آسِفٌ لدخولِي غُرفَةَ والِدكِ لم أستَطع مُقاوَمة فضُولِي
_لا ..لَا عليكَ ..لمَا عينَاك منتفِختان؟ هل ..هل كنتَ تبكِي!
إقْتَربت منهُ بقَلقٍ و هُو ينفِي برأسِه و يمسَحُ دمُوعهُ لتلحَظَ ذلكَ الكِتابَ مفتُوحًا
_اووه ..أجل قرَأتُ ذلكَ الكِتاب ..هل وجدتَهُ محزِنًا؟ ..أجل بكَيتُ أنَا أيضًا عندَ تخيُّلي ما حدَثَ لكلِّ من يحبونَّهُ
_هل أصبحت حَياتي تارِيخًا الآن!
تكلَّم بصوتٍ خافِتٍ و هُو ينظُر للكِتابِ بوهنٍ
_ماذا قُلت؟
_لا ..لا شيء عَلى الإطلَاق ! سأذهَبُ الآن
خَرجَ بسُرعَةٍ و الأُخرى تنظُرُ لَهُ بإستغرابٍ لتعِيدَ الكِتاب مكانهُ
دخَل الحمامَ و أغلقَ الباب خلفَه ..ظلَّ يتأمَلُ نفسَهُ في المرآةِ لدقائِق ليهمِس
_سأفَعلُ أيَّ شيء ..أيَّ شيء ! فقط و أعُود لزمنِي ..
إنحنَى ليغسِل وجههُ ليسمَع صوتَ همسٍ، رفعَ نظره لتتسِّع عينَاه بصدمَة___________
يتبع
أنت تقرأ
° my lost prince | JEON JUNGKOOK ° جيون جونغكوك | أميري التّائه°
Fantasia_ياااا تتحدثْ و كأنكَ مسافِرٌ عبر الزَّمن ضحكَت بعفَويَّة تحت أنظَار الآخرِ المصدومة ليركض نحوَ النَّافذةِ ماذااا!! م ..مالذِّي ..ترَاهُ عيناي !!؟ مبانيِ شاهِقة و .. و عرباتٌ غريبة تسيرُ على عجلاتٍ و ..و لباسٌ غريب و ..كلُّ شيءٍ مختلِف نظرتُ لهَا...