الحلقة العاشرة

468 42 4
                                    


____MIEL POV____

_ه ..هل جَهَزت؟
هذا ما نطقْتُ به بتلعثُمٍ و أنَا أَطرُق بابَ غرْفَة جونغكوك بتردد ..طبعًا لَم أتلقَّى الرَّدَ
تنهدت لأعود لغرفتي و أجلس على السرير ..حسنا لقد اخطأت أعتَرفُ بذلِك و لَو كانَ لديَّ اي فرصَةٍ للإصلاحِ فأقسم أني لن أفوِّتَها ..لكن ماذا يمكنُني فعلُهُ الآن؟ أنا عاجِزةٌ حقًا
كل شيْءٍ حدَثَ في نفسِ الوقْتِ ..تفْوِيتي المُسَابقة و تشاجُري معَ يارا و أَمرَ جُونغكوك ..و اِعْتِرافي بحبِّه
لما يحدث كل هذا يا الاهي انا فقط وقعت له و لم أَستَطِعْ التَّفكير للحظةٍ انني لن ارَاهُ مرَّةً أُخرى في كلِّ حَياتي!
أسندتُ ظَهري على الحَائطِ حذْو السَّرِير لأُغمِض عينَاي بتعبٍ ..كلُّ هذهِ الأفكَار تشوِّش ذهني ..حسنًا إهدئِي ميال ..ستسمتِعينَ بوقتِك الليلة! يكفِيك ما عَانيتِه طِوَال هذَهِ الفترَةِ
"الحَفلَةُ ستفوتُنَا و أنتِ هُنَا نائِمة؟"
فتحْتُ عينَايَ عِندَ سماعِ صوتهِ لكنِّي لم أجِدهُ فهُو ألقَى هذهِ الكَلِماتِ ببرُودٍ علَى مسامِعِي و غادَر بالفعلِ
تنَهدتُ لأقفَ وَ أنظُر لنفْسِي مرَّةً أخِيرَةً فِي المِرْآةِ و أَنزِلَ
"نونا نحنُ أيضًا سنذهب!"
نظَرتُ لجان و جينيونغ و أبْتَسمتُ .."طبعًا ستأتِيان!"

____END MIEL POV____

لم تَكُن مدرَسةُ نامجُون بعيدَةً لذا سارَ الجميعُ عَلى الأقدامِ عوَضَ أخذِ سيارَةِ أُجرَة
اِقتَرب جينيونغ من أُذنِ ميال ليهمِس "تبدِين غايةً في الجمَال كالمُتوقَعِ ..لكن لم أظنَّ أنَّكِ ستكُون آلهِةَ لطافَةٍ بفستانِك الوردِيِّ اللطِيف"
استَنشَقَ عطرَها ليقتَربَ محاوِلاً تقبِيل عنُقِها
شعُرت هيَ الأخرَى بأنفاسِه الحارَّة على رقَبتِها لترتَبِكَ و قد أدرَكت غايتَهُ و تحمرَّ وجنتاها إلاَّ أنَّ جونغكوك سحبَهُ من ذرَاعه بقوَّة ليُبعِده بهدُوءٍ تامٍّ ليضَع يدهُ في جيوبهِ و يتقدمُهم و هو يتحَدثُ ببرودٍ "كما قُلتُ سابِقًا ..الحفْلَةُ ستفوتُونا ..بمعنًى آخر هذا ليسَ وقتَ قذَارتِك سيِّد جينيونغ"
زفَر الشَّابُ الآخرُ الهواءَ بغضَبٍ و قدْ فضَّلَ اِتخاذَّ الصَّمتَ هذهِ المرَّة ليكْمِل السَّير

....

دخَلوا أربَعتُهم لحديقة المدرسَةِ ليجِدُوا المكَان قد بدَأَ يكتظُ بالفعلِ
اِتجهَ جونغكوك إلى تَايهيونغ المنهَمكِ في مطارَدةِ الأطفَالِ الذِّين يخربُون الزِّينةَ ..ما إن لمحَهُ حتى وقفَ يسترِدُّ أنفَاسَه
"أهلًا كوك من اللَّطِيف رؤيتُكَ هنا ..خفتُ أنَّك لن تأتِ"
"أهلا تاي ..طبعًا سآتِي ألا أعمَلُ هنا؟"
تحدث جونغكُوك و هو يبتَسِمُ بهدُوءٍ
"أجل ..إجلِس في تِلك الطاولةِ حذوَ يارا و جون اا و هاهيَ ميال أيضا حذوهم بالفعْلِ ..هل أتيتُما معًا؟"
"اا ..أجل في الواقِع و اتى ذاكَ المتعجرف جينيو..."
"هااي أنتَ أُترك ذاك الكامان و أنتِ توقفِي عن تكسِير الكؤوس ..ماذا؟ تخرجِين لسانكِ!! أعرفُ والداكِ أنتِ في ورطةٍ ..ااه جونغكوك عذرا علَيَّ الذهاب ..استمْتَع بالحفلةِ"
ذهبَ تايهيونغ راكِضًا ليتركَ جونغكوك واقِفًا و هو لم يكمِل كلامهُ حتى
ضحِك بصوتٍ خافتٍ ليُعدِّلَ شعرهُ و يتجه ليجلِس حذو أصدِقائِه
تحدَثُوا قلِيلا ليستأذِن نامجون بَعد حينٍ بدعوَى أنَّ لهُ بعضَ الشؤُون ليهتمَ بهَا
"إذًا سيِّد جونغكوك ..كيفَ عرفتَ ميال؟"
تحدَّثَ ذاكَ الذِّي لم ينوِ أنْ يجعَل إهانَة كوك له تمرُّ بسهُولة و قد عَلت ثغره ابتِسامة ودُودةٌ تُخفي ورائَها الكثيرَ ..
"و لمَا يهمُّكَ أن تعلَّم؟"
نطَق جونغكوك و قد وَجهَّ نظره له تعلُو وجهه مَلامحُ البرودِ القاتِل
"همم ربَّما لأنٍّي ابن عمِّها و .."
سكَت ليقْتَرِبَ منهُ و يهمِس حذوَ أُذنِه
"حبِيبها القادِم و لمَا لا زوجُها المستَقبَليُّ.."
خدَش جونغكوك فوقَ حاجِبه و هُو يبتَسم بسخرِيَّة على كَلامِ الآخر الذِّي يبتَسمُ بوثوقٍ ليومئ لهُ
"متشوِقٌ لرؤيتِك تخرجُ معها فِي موعِدكما الأَوَّل ..اووه لحظة تَذكرت ..هيَ تحمِلُ بالفعْلِ مشاعِر لشخصٍ آخر "
كوَّر جينيونغ قبضَتهُ بغضبٍ و هو يفكِر في إجَابةٍ مناسبةٍ ليقاطِعهما اِنطِفاءُ الأنوارِ ليخرجَ نامجون ممسِكا ميكروفونا و هوَ يبتَسِم
" حَسنًا أوَلاًّ أهلًا بكم في الحفلةِ الافتِتاحيَّة لمدرسَةِ الفُنون خاصتي و شكرًا للجمِيعِ الذِّين حضَرُوا اليومَ"
اجتاحَ المكانَ صوتُ تصفيقٍ ليُكملَ:
"أودُّ ثانيا شُكرَ أهمِّ الأشخاصِ الذِّين ساعدونِي في تحقِيقِ حلمِي البسِيط ..كيم تايهيونغ ..صديقُ الطفولةِ لولاهُ لمَا وصلتُ لما أنَا عليهِ اليومَ ..هُو أوَّلُ من شجعنِّي و آمنَ بي ..شكرا تاتا"
ابتسم تايهيونغ بإحرَاج و قد توجهَّت جميع الأنظارِ ناحيته ليسعُل نامجون بتَصنع إيذَانًا بمواصلةِ حديثهِ
"ثم علَيَّ شكرُ راقِصة الباليه خاصتِنا الموهوبةِ ميال ..فقد ساهمت تلكَ اللَّطِيفةُ فِي دهنِ جدرانِ هذا المبنَى الصغِير و تزيينهِ و إشهَارهِ ..أشكركِ ميال"
لوَّحت له و هِي تبتسمُ بطفوليَّة ليبادلَها الاِبتسامَة ثمَّ يكمل كلامه
"و ماذا عن فنَّانِنا غَريبِ الأطوَار؟ جُيون جونغكُوك ..أنا ممتَنٌّ لأَنِّي تعرفتُ عليْكَ يا صاح أنتَ الأفضَل حقًّا"
"و أنا أيْضًا ممتنٌّ جون"
صَرخ جونغكوك مبتَسِمًا ليقهْقِه نامجُون على عَفوِّيتهِ ثمَّ يعدِلَّ ربطَةَ عنقه و قد تحَوَّلت ملامِحُه للجِدِّ و وجّه نظَرهُ ليارا التِّي كانت هِي الأُخرى تنتظِرُ شكرًا دُون جدوَى
عمَّ الصَّمتُ لثوانٍ في المَكان ..كان خِلالَها قلبُ يارا سيخرُج من مكانِه من نظَراتِ نامجون الغرِيبة الذِّي لم يكن قلْبُه في حالَةٍ أفضَل من حالةِ خاصتِها فهو سيُقدِم علَى خطوَةٍ لها تأثِيرٌ كبِيرٌ علَى مستَقبَلِه ..
و لم يكن أصدِقائهما اقلَّ اِستغرابًا من يارا حيثُ تبادلُوا نظَراتِ الاستفسَارِ دُون أن يجِدُوا تفسِيرًا ..
أخَذَ نامجون نفسًا عمِيقًا ليتحَدث بهدُوءٍ
"و الآن ..سأَكشِفُ السَّببَ الحِقيقي وَراءَ قِيامِي بهذِه الحَفلة ..لم يَكن الدَّافع بصَراحةٍ أن يكُون هذَا اِفتِتاحًا لمدرَسَتِي لكن .."
سكَتَ نامجُون قلِيلا لينظُرَ لها و يبتَسِم
"يارا ..ربُّما ستُظِنِينني أُبالِغ لكِن أنتِ نُقطَةُ التَّغيِير في حَياتِي ..لم أَنسَ يوْمًا أوَّل يومٍ تَقَابلنَا فِيه ..عندمَا كُنَّا فِي الثَّانوية ..كُنتُ الفَتى مهوُوسَ العِلم كما عُرفتُ ..لم يكُن لي أصدِقاءٌ أو رفَاقٌ ..كنتُ أشعُرُ بالفراغِ حقًا إلى حِين أتيتِ! أتذَكرُ كيفَ دخَلتِ للصَّفِ أوَّل مرَّةٍ و أنتِ تلوِّحِين للجَميع إِلى حِين اِستقَرَّت عيناكِ عليَّ لتبتَسمِي لي بلُطفٍ ..كُنتِ أوَّل من فعلْتِ ذاكَ ..و مِن بعدِها في نفسِ ذلكَ اليومِ فِي مطعَمِ المدرسَة كنتُ أجلِسُ وحِيدًا كعادَتِي و حذْوِي مجموعَةٌ من البناتِ اللاتِّي لم ينفكن يسخرنَ من شكلِي و نظارتِي لكن أتيتِ بطبقِكِ و صرختِ بوجههنَّ و من ثمَّة جلستِ حذوِي و تحدثتِ إليَّ و كأنَّ شيئًا لم يكن ..لم تهتمِي يومًا لما يقولونَه الآخرُون عنِّي و لم تضحكِي مع الجمِيع عندمَا سألنِي الأستاذُ عن حلمِي و قلتُ أنه اِفتِتاحُ مدرسَةٌ للفنونِ تنبِضُ بالحبِ و تساعِد الجمِيع على الهرُوب من الواقِع المليءِ بالتعَاسةِ ..و ساعَدتِني في التَّحدثِ مع تايهيونغ و ميال فِيما بعدُ ..لولاَكِ أنتِ لما كُنتُ ما أَنا عليهِ اليوم! لولاكِ لماتَ الحُلمُ داخِلي و رَضختُ لأقوالِهم المحبِطة ..لاِختَفت نظرَتِي المتفائِلةُ لهذا العالم و ظللتُ مثلهم مستسْلِمًا مُحبطًا ..و أنَا الآن لا أرغَبُ بشيءٍ ..بأيِ شيءٍ غيرَ أن تبقِ بجانِبي لبقِيَّةِ حياتِي ..أن نحلمَ معًا لآخِر الدَّهر ..أن نوثِقَ حبنَّا للأبدِ ..أن نُتوٍّجَ قِصَّة حبِّنا اللطيِفةِ و نجعَلُها تنبُضُ إلى ما لا نِهاية! أنَا أحبُّكِ يارا .."
كان يتَحدثَ و هو يبتَسمُ بهدوء و قد اِتخذَّ طريقَه باِتجاهها بينما امتَلأت عينا الأخرى دُموعٍ أخذَت تحاوِل قدرَ الإمكانِ كبتَها ليمسكَ يدها بلطفٍ و يجعلَها تقف ..
ركعَ أمامَها على ركبتهِ ليخرِجَ علبَةً حمراء صغِيرة من جيبه و يَفتحَها مكمِلًا حديثَهُ
"كونِي ملكي و سأكُون ملكك ..لنتحد و نصبح شخصًا واحدًا للأبدِ حبيبتِي ..يارا ..هل تقبلِين الزَّواج بمهووس الدِّراسةِ هذا؟"
لم يعد بمَقدُور الفتاةِ المصدُومةِ الصُّمود أكثر فاِنفجرت باكِيةً و هي تهزُّ برأسِها بالإِيجابِ ليقفَ نامجون و قد علتْ ملاَمِحهُ علاماتِ السَّعادةِ ليحظُنهَا بقوّةٍ
"أعدِكِ أنِّي سأجعَلُكِ أسعَد فتاةٍ على وجهِ الأرضِ يارا ..أقسِم لكِ بذلكِ"
شدَّت على عِناقهِ باكيةً :"متأكِدةٌ من ذلكَ نامجون"
علا صوتُ التَّصفِيق المكانَ ليبتَسم الاِثنان بإِحراجٍ ليُبارِك الجمِيع لهم بسعادَةٍ

...

انتَهت الحَفلةُ و قد رحَل الجمِيعُ عدى الأصْدقاءَ الخمسةَ و جان و جِينيونغ
كانت مِيال جالِسةً مع يارا يتحَدثان فِي شتَّى المواضِيع بينمَا جلَس الشُّبانُ معًا ..
"هكَذا إذن يتمُّ عرضُ الزَّواجِ ..كانَ هذا رومانسِيًّا حقا"
تحدَث جونغكوك و هوَ يضحكُ
"اووه إذًا السَّيد جونغكوك لا يعرِفُ ماهُو عرض الزَّواج ..من أَيِّ غابةٍ أتيت يا صاح؟"
ابتسامةُ سخريَّةٍ اِعتلت وجهَ جينيونغ و هو يتكلم بهدُوءٍ"
"الغابَةُ التِّي رفضت ميال مشَاعركَ بها أثناءَ التَّخييم ..أتفتكرها؟"
نطَق تايهيونغ محاوِلًا كتم غَضبِه لينفجِر الجمِيع ضاحكِين
"حسَنًا اِضحكُوا كما تشائونَ ..سنرَى كيفَ سينتهِي الأمر"
تحدثَ جينيونغ باِبتسامةٍ واثِقةٍ

_____

"كان ذلكَ رائعًا يارا ..لم أتوَّقع أن جوني رومانْسيٌّ لهذه الدَّرجة"
تكلمت ميال و هِي تضحكُ بعفويَّةٍ لتومئَ لها صدِيقتها بحماس "أجل ..أتصدِيقين أنِي بعد وقتٍ ليسَ بالطَّوِيل سأصبِح السَّيدة كيم ..ااععع متحمِسة"
ابتسمَت لها مِيال "كنتِ ستُصبحِين عاجِلاً أم آجِلاً مادامَ حبُّكما حقِيقيا ..الحبُّ الصَّادِق لا يمُوتُ أبَدًا ..هُو يأتِي مرَّةً واحدةً و لا يتكرر ..لكن ليسَ الجمِيع محظُوظ فِي هذا الأمر ..أحيانًا نُخطيءُ أخطاءً لا تُغتَفَر ..و نكُون بذلكَ قد فَقدنا الحُبَّ الحقيقي للأبد"
تحدث بصوتٍ متعبٍ لتنْظُر لجونغكوك الذِّي يضحكُ مع رفاقِه و تتنهد ..
رفعَ الآخر بصرهُ لتتلاقَى أعينُهما في حوارِ أرواحٍ صامتٍ ظلَّ لثوانٍ طويلةٍ اِنتهى في الأخِير عندما أشاحَت ميال نظرهَا و قد احمرت وجنَتاها

_______

دخلوا أربَعتهم المنزِل بهدُوءٍ نظَرًا لكونِ والدِ ميال نائمًا
"تصبِحُون على خيرٍ"
نطقت مِيال بتعبٍ لتصعدَ درجاتِ السُّلم ببطءٍ ..دخلَت غرفتهَا لترمِي بنفسِها على السَّرِير
فتحَت عينيها عِندَ سماعِها صوتَ طرقِ البابِ لتأذن للطَّارقِ بالدُّخول
"أتمنَّى أنني لا أزعِجُكِ"
اِبتسمت له لتنفِي برأسها بنعاسٍ و تفركَ عينيها لتجلِس على السَّرير
"لن يزعِجنِي جينيونغي أبدًا"
تقدَّم و جلسَ حذوهَا لينظُرَ لها و يتنهد ..اِستغربت من هُدوءه المفاجئ لتسألهُ
"مابكَ جينيونغي ..هل من شيءٍ يزعِجك؟"
"أجل مِيال .."
"وَ ماهُو؟"
"جونغكوك ذاك .."

.
.
.
_______

يتبع
_______
هلووووو مابعرف اذا مازلتوا تتذكروا هالرواية او لسا 😂😂
اعرف تأخرت قرابة الخمس أشهر ام سوووري👀
مابطول عليكم
فوت و كومنت بليز💜

° my lost prince | JEON JUNGKOOK ° جيون جونغكوك | أميري التّائه° حيث تعيش القصص. اكتشف الآن