شفقة

750 131 25
                                    

     "ياللهي ،احفظني من الجنون"

تمتم بخفوت لتغلق الباب وتقترب منه بخُطى سريعة مقتربةً منه.

"انا لا امزح حقا، لنتزوج"

"ديانا ،توقفي عن هذا، اجل سأموت بعد أيام، فليس عليكِ ان تشعري بالشفقة لذلك الحد".

"أحُبي لك شفقة، اوجست؟؟".

"ديانا انا لا اقصد".

تنهدت لتقرفص متمسكة بيده.

" انا لا اشفق عليك، انا احبك".

سحبها من يدها لتستقم مقتربه منه، أشار لها بالجلوس ليرفع يده الي وجهها ماسحًا بإبهامه على وجنتها.

" وانا أيضًا أفعل حقا، بشدة "

*********

بعد مرور اسبوعين

مُتَكورة على ذاتها أعلى الاريكة، مغمضة الأعين.

"ديانا،ديانا".
نادى عليها بصوتٍ ضعيف يخرجه بصعوبة.
فتحت عينها لترفع ذاتها نَاظرة له باعين ناعسه في ظلام الغرفة المزين بضوءٍ يصدر من الخارج.

استقامة لتقترب من مفاتيح ضوء الغرفة وتقوم بإنارته.

حاله من الحزن طغت على وجهها عند رؤية وجهه الشاحب، وسوادٌ شُكل أسفل اعينه،وجهه يزداد نحافة مع الوقت.

حاول أن يستقم لتقترب منه مسرعه وتقوم بمساعدته.

جلست أمامه لتتحدث "ماذا الذي ايقظك الان؟".

"لا أعلم ،انها اللحظات الأخيرة على ما اظن، ارادت عيناي ان تكوني اخر مَن تَرى".

بنبرة مرتعشة أجابت "لا تتحدث بمثل هذا الكلام اوجست".

امسك بيدها "انها الحقيقة ديانا، لا أظن أن جسدي سيتحمل اكثر من هذا".

بدأت الدموع تتساقط من اعينِها.

"لا تبكي".

شد على يدها" اقتربي ديانا، قومي بضمي رجاءًا، اجعلي صَوت قلبك اخر ما اسمع ".

نبرة بكاء همست "اوجست".

ابتسم لها بهدوء" هيا ".

اقتربت منه بهدوء لترفع رأسه مبعدةٌ الوسادة من خلفه.

تزحزح هو لتجلس بجانبه ليقوم بوضع رأسه أعلى صَدرها، لفت إحدى ازرعِها حول ظهره وبكف يدها الاخر أصبحت تمسح شعره.

" اتعلمين؟ ".

همهمت بهدوء ليكمل" أشعر أنني أرغب بأخبارك بكل مشاعري".

صمتت ليتنهد هو مُكملًا.

"اتعلمين تلك اليد التي تمدت لك بينما انتِ تائهة، أو ضَوءُ يُنير في نهاية طَريقٍ مظلمٍ، أنتِ يا ديانا كنت منقذي، لقد وقع قَلبي لك منذ اللحظات الأولى، تحملين من القمر جماله وطالته، أنتِ مبهرة بشَكلٍ مميز "

تحاول كَتم شهقاتها ليكمل هو.

"لا تبكي،سأرحل لَكني على عِلمٍ تام اني سأظلُ حَيًا في قلبك ".

" لقد جَعلتي مني عاشق، جعلتي قلبي ينبض بإسمك".

" لو انني رأيتك مبكرًا، لتَمسكتُ بالحياة لخاطر عينيك ".

دموعها تنزل على خديها في صَمتٍ بقلبٍ يعتَصِره ألمٍ.

اغمض اعينَه ليكمل.
"كُنت خائف من لحظة مَوتي، ان اتعَفن وحدي في شقتي،...... لكن الآن لَستُ خائف البَتة،... انا شاكرٌ لك لجعل اخر ايامي سعيدةًا، انا مُمتن لك لانكِ لم تتركيني أموت وحيدًا".

شهقة خرجت من فمها لتتبعها الأخرى، عاجزة عن السيطرة على ذاتها لتهمس" انا احبك ".

تَوقفت اعينها عن البكاء وسَكنت يدها فوق شعره دون حراك.

اعينِها تتطلع بما أمامها في صَمتٍ تام، رأسه ثَقل فوق صَدرها، لا تشعر بحرارة أنفاسه تلامس جَسدها.

اغمضت اعينها بقوة وقلبٍ معتصر متألم عندما سقطت يده التي كانت تمسك بخاصتها بجانبه.

نَفَسًا خرج من بين شفتيها، بأعُين من الدموع لا تَرى.

بتردد في همسٍ.

"أوجست"

أَسْود |مُكتَمِلة |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن