النهاية.

876 143 28
                                    

نفسها يخرج بثُقلٍ، حالة من الهدوء المُوحِش مسيطر عليها.
عقلٌ غير مُدرك مَاذا يفعل.
هزت جسده بخفه..

"اوجست".

حركت نظرها بعشوائية حولها، قبل أن تصرخ بقوة شديدة بينما تشتد بزراعيها حول جَسده.

"أيتها الممرضة".

ثوانٍ حتى دلفت الممرضة بقوة الي الغرفة مقتربة من السرير تُحَاول ابعاده عنها.

تركت جسده لتمسك بيده متحدثها بنبرة رجاء باكية.
"لا تفعل اوجست، لا تفعل".

"لا يتنفس"
تمتم الممرضة لتضغط على زر استدعاء الطبيب.

تنظر لها بأعُين مرتعبة حتى دخل الطبيب ومعه بعض ممرضات اخريات.

"ابتعدي رجاءًا" امرتها إحدى الممرضات، لتبتعد بعض خطواطٍ الي الخلف.

تراقف بأعُين مرتعبة ويدان مرتعشتان ،قلبها يخفق بخوفٍ، بينما تتطلع ما يفعلون.

قامت الممرضة بشق قميصه، ليقترب منه الطبيب متحسسًا صدره بأصابعه حتى استقر في مكانٍ دافعًا ابرة الحقنة في جسده.

" أنه لا يستجيب" تحدثت الممرضة.

"لنَقُم بإنعاش للقلب" اقترحت إحدى الممرضات، لينظر لها الطبيب بحزنٍ يحرك رأسه بخفه "لا داعي".

نَظرت لهم بأعينِها المنتفخة لتتحدث بصوت خافت يكاد يُسمع "مَاذا يعني، لا داعي؟".

اقتربت من الطبيب لتمسك بملابسه صارخة بوجهه
" مَاذا يعني لا داعي، قم بعملك؟".

امسك يدها ليسحبها من أعلى ملابسه بهدوء متحدثًا.

"انا اسفة آنسة ديانا لقد.... ".

صرخت به بقوة "لا تُكمل".

ببعض خطواتٍ عادت الي الخلف تنظر حولها بعشوائية، رافعة يدها الي شعرها هامسة "لا تكمل".

نَظرات شفقة تتطلع بها دون حَديث، تنهدت إحدى الممرضات لتَقوم برفع الغطاء على وجهه.

التفت ديانا بنظرها لها لتصرخ بها" ماذا تفعلي ابتعدي".

"انستي انه... ".

" لا اريد سماع صَوت" صرخت لتخرج شهقة من فمها، لتعاود الحديث بهدوء ناظرة الي الطبيب.

" اتركُني معه دقائق رجاءًا".

هز الطبيب رأسه بالموافقة، ليرمي نظرة الي الممرضات لتخرج كلا منهم خلف الأخرى، ليتبعهم مُغلقًا الباب خلفه.

جلست على ركبتيها على الأرض بجانب سريره ممسكة بيده الباردة.

"أهذا هو وداعك، انا شاكر لأنك لم تركيني اموت وحدي".

بشهقاتٍ تحدثت بدموعٍ لا تتوقف اكملت "انا على علمٍ تام بقدوم تلك اللحظة اوجست،..... لكني كنت رافضة لها، رافضة بشدة".

بخفة مالت برأسها على كفه.
"أصبحت ذكرى جميلة مؤلمة".

"إن قلبي يعتصره الألم اوجست، ارجوك أفق، أخبرني انه حلمًا ".

استقامت لتجلس بجانبه على السرير تقوم بهز جسده بخفه.
" لما لا نحصل على نهاية سعيدة ها، هيا أفق".

شهقة قوية خرجت من فمها تتبعها صوت ألمٍ.

انحنت لتضع رأسها أعلى صدره متحدثة بنبرة بكاء عاليه" لا اسمع نبض قلبك ".

ألقت كلمتها ليزداد بكاءها بنواحٍ عالي.

"لا اسمع نبض قلبك اوجست، لا اسمعه".

"لا استطيع ،لا استطيع تحمل هذا الألم ".

استقامت منتفضة من أعلى السرير تمسك بقلبها

" وإن اخترق قلبي سِهَامُ سَامة، كانت اهون من ألم فراقك".

عادت لتجلس بجانبه، لترفع كفها ليُلامس جبهته

"أتمنى أن يَجد قلبك السَّعادة التي حُرمت منها في تلك الحياة "

*************

بعد مرورِ شهرٍ

أمام حجرٍ نُقِش عليه اسمه بالخط العريض
مين اوجست.

تقف هي بفستانٍ اسود يصل أسفل ركبتيها بيدها حقيبتها.
تقدمت لتجلس بجانبه.

بكفها تتحسس الازهار التي زرعتها  والتي تعتني بها يوميًا.

تنهدد لترفع كفها تتحسس اسمه المحفور

"اشتقت لك".

همست

"حتى بعد مرورِ شهرٍ مَازال قلبي يتألم كالحظاتِ فراقك الأولى"

"أراضي انت عن عَذابِ قَلبٍ وضعتني به."

تنهدت لتغمض عينيها مكلملة حديثها

"و كَيف ألوم ما لست لك يدٍ به"

دمعة اخذت طريقها على خديها لتتلوها شهقة خارجة من شفتيها.

"كنت أجمل ذِكرى مؤلة في حياتي "

***************

انتهت الرواية
كانت رواية قصيرة غير مخطط لها ابدًا، لكني سعيدة بكتابتها واتمنى ان تَكون قد اعجبتكم على الرغم من حزنها.

بدأت في 5/3/2022

انتهت 10/3/2022

أَسْود |مُكتَمِلة |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن