الفصل العشرون ( قبل الأخير)

148 8 0
                                    

" بسم الله الرحمن الرحيم "

اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين اجمعين وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه.

الله لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين
أشهد أن لا إله الا الله وأن محمد عبده ورسوله
الله أكبر. الله أكبر. الله وأكبر
الحمدلله.

أتعلمون إحساس الألم، هذا الإحساس الذي لا يمكن وصفة
هو فقط ألم، وليس له معني أخر، قبضة قويه تعتصر قلبك
لحد الإختناق، وجع رهيب بداخلك، ولكن خارجك هادئ، شخص غير مقروء، لا أستطيع وصف شعوري بالألم وهو يقتلني يومياً، بدون رحمة، أنا فقط أطلب الرحمة، الرحمة لقلبي الموجوع ألماً وحزناً.
بقلمي:- رحمة مرعي " أنين الحياة "

_________________________________________

مازالت كما تركناها تقف وحيدة حزينة، ويا لهُ من حزن كاسر للقلب والروح والجسد وكل شيئ
‌ليه يا دنيا وخداني ملطشه يمين في شمال، عملت اي، دأنا من يوم ما اتولدت وأنا ماشية جنب الحيط، لا قتلت ولا سرقت ولا نهبت ولا افتريت، ولا حتي في يوم استقويت علي ضعيف ولا عمري كالت حق يتيم، بصلي و بذكي وبصوم، وبحمد رب العالمين،( أخرجت تنهيده طويلة محملة بألم ووجع) ولكن يمكن لربنا حكمة في كل ده، مهما كان ده هو وحده عالم بحال عبيدة ورحيم و غفور وكريم، واقفة تخاطب البحر، تنظر للسماء، تشكي وتشكي في يوم جميل الشمس ساطعه والسماء صافية و بثواني تحول الجو واختفت السماء وتحولت السحاب البيضاء لغيوم سوداء، أخذت تمطر، تمطر حزناً وألماً علي تلك المسكينه وكأن السماء تشاركها أحزانها، تبكي لبكاء قلبها الدامي، تبكي السماء وهي تبكي تحول الجو لرعد شديد وأخذ البحر يضرب موجه عالياً وبشدة كلاهما يصرخ بطريقته مخرجاً ألامه، أما هي فبكت بصمت وكأن الصراخ لم يعد مجدياً، أريد شيئاً يافعاً نافعاً، بكيت وصرخت وضربت الأرض والجدران علشان أخرج ألامي، بس كنت بموت كل مره والوجع بيزيد، اتأذيت و انجرحت واتقتلت بدل المره ألف، ومازلت موجوده، جسد بدون روح، قلب بدون دق، يارب أنا بطلب الرحمة لو كانت الرحمة في موتي فأنا بطلبها ومستنيها، مش طالبة الدنيا ولا عمري عشت ليها، فا لية سايبني أتألم فيها، يارب سامحني أنا مش معترضه علي قضاءك وأمرك، أنا بس ما بقيتش قادرة، خلاص تعبت، تعبت أووي ومش قادرة، يارب ريحني وسامحني، يارب، يااااااااااااااارررررررررررررب

بالأعلي، استغرب الجميع للتغير المفاجئ هذا في أحوال الطقس، سبحان من مغير الأحوال يارب العالمين
هدي / يا ستار يارب هي الدنيا قلبت مره واحده كده لية
هالة/ الي يشوف الجو ده ميقولش اننا في عز الصيف
كان الجميع مستغرب لحالة الجو المتغيرة تلك، ولكنهم لم يعلموا أن التغير هذا سيكون أسوأ في حياتهم، غابت نور كثيراً بالأسفل فلم يلحظ أحد غيابها بحكم أنه ممنوع عليهم الدخول لها ولا هي لاحظت كم من الوقت قضت بالأسفل، بدأ الليل يسدل ستائرة ليستقبل الناس أجوائه، قرر طارق أن يدخل ويطمئن علي نور بعدما جهز الجميع كل شيئ وأتي المأذون، وعندما دخل لم يجدها علي السرير فاعتقد أنها قد تكون بالحمام فأخذ يطرق الباب ولا يوجد اجابه ففتح الباب ووجده خالياً فهرول للخارج وهو ينادي الممرضات سائلاً عنها ولكن الإجابة كانت بالنفي، بدأ القلق يتسرب لقلبه فهاتف أبيه عندما كان بالأسفل قائلاً / بابا نور مش موجوده فى غرفتها فهرول عبدالرحمن للأعلي ومعه الباقي قائلاً / يعنى ايه نور مش موجوده في غرفتها، ثم وكأنه تذكر شيئ فذهب للغرفة المجاورة وفتحها بعنف وتحقق ما كان يخشاه لم يجد قمر بالغرفه فقال برعب/ قمر مش هنا ونور مش موجوده فنظر لطارق وقال / أختك في خطر ياطارق، اقلبلي عليها مصر بحالها، وأكمل بوعيد وغضب / قسماً بالله لو تكوني عملتيها يا قمر لكون قاتلك بايدي
وبالفعل بدأ الجميع بالبحث عنها، وفي هذا الوقت قد وصل الزعيم ورجاله مطار الأسكندرية وتوجهوا بسرعة البرق بسياراتهم للمستشفي الموجوده فيها نور وعند سيرهم علي للطريق كان ذالك القابع بالداخل ينظر للشوراع والبحر وحنينه لأيام الماضي وبعد دقائق وصل أمام المستشفى وقبل أن يدخل أمن له رجاله الطريق حول المبني و بالداخل فأتي أحد الرجال مهرولاً قائلاً / سيدي الأنسه نور تقف هناك علي الشاطئ لقد رأتيها ونحن نأمن المكان
فذهب لها بدون كلمه وعندما وصل لها ظل واقفاً ورائها ببضع خطوات، حتي هي أحست بوجود أحدهم بل وكأنها محاطة لم تستدير ولم تتحرك قيد أنمله من مكانها وقالت بصوتها المبحوح / لم أعلم أنك ستأتي بهذه السرعه، وأيضاً بنفسك
فقال بعد بصمت دام ثواني / جئت لأخذكي..... يا ابنتي
وكأن هذه الكلمة خنجر بارد مسموم غرز في قلبها فشل جميع محاولته عن الصمود، استدارت له نور ونظرت في عينيه، نظرات فارغه مبهمه لا يوجد بهم شعور ولا احساس كأنهم موتي، كأجساد بيضاء، بينما كان النقيض مقابل لها فقد رات في عينيه حنين، وندم، واشتياق، وحب.. حب؟!... كيف لمثيله أن يحب، نعم لقد رأت حب،
حب أب لإبنته الغائبة، لقد رأت هذه النظره في عيون أبيها أحمد ولكن هذه العيون الواقفه أمامها تفوقهم أضعاف مضاعفه، وكأن عقلها ينقصه التشتيت، أفيق الإثنان من أفكارهم وجولة الحب من طرف هذا الواقف علي صوت قمر التي جرت علي هذا الواقف و احتضنته وهو بدوره التقطها في عناق مشدد طويل، لوهله رأت حب حقيقي أمامها، كيف لها أن ترتمي بأحضانه هكذا وبأي حق ثم ارتسمت علي شفتاها ابتسامه ساخره ولما أنتي مستغربه هكذا يانور انه الرجل الذي تركت العالم أجمع حتي أبيكِ و ارتمت بأحضانه، انه عشيقها يا عزيزتي، دام هذا العناق لبضع دقائق حتي أخذها ذلك الغريب في جولة من القبلات لم تعي نور ما يحدث أمامها ولم تشعر بنفسها الا ويد أحطط علي عينيها تحجب هذا المنظر المروع لم تتحرك قيد أنمله ولم تفاجأ فقد علمت هوية الشخص من رائحة عطره، أزاحت يده ببطء و استدارت له وجدت طارق يقف وبجانبه لؤي وليث وعدي وأسد و أدم وعبد الرحمن وأحمد وعمها محمد، سحبها عبدالرحمن من امام أخيها لأحضانه فوضعت نور رأسها علي صدرة وقالت بصوت مبحوح / انت عارف هو جاي ليه يا بابا
عبدالرحمن بحنو و مطمئناً اياها / عارف ياقلبي هو جاي ليه بس علي جثتي لو حد خدك مني
فنظرت له بشكر ثم نظرت لأحمد بعيون نادمة فهي لم تنسي انها أخطأت بحق والدها فقال أحمد بحب / متبصليش بالنظرة دي يا نوري مهما عملتي و قولتي ليا هتفضلي حبيبة قلبي وبنوتي، فنظرت له بشكر وقالت لهم بصوت منخفض / رجاءً نفذوا الي هقوله، الراجل ده مش هيمشي غير وأنا معاه، مش عايزه حد فيكم يتعرض للأذي علشان كده هروح معاه ومتقلقوش عليا
اخذها عبدالرحمن من يدها وقال / استحاله يانور استحاله
رجاءً يابابا مش عايز يكون فيها دم حد فيكم
عبدالرحمن بحده منهياً الموضوع / قولتلك لو علي جثتي، يقتلوني وساعتها يقدروا ياخدوكي مني
ثم حمم بصوت عالي وقال بغضب / لو المهزله دي انتهت عرفوني
فابتعدت قمر عن هذا الرجل وهي مخضوضه وقالت بتلعثم / عب.. عبد.ه
عبدالرحمن بحد وبرود / خايفه ليه أظن الو**خه دي مش جديده عليكي يا بنت أبويا، يا خسارة تربيتهم ليكي
فاعترض هذا الواقف وسحبها لأحضانه قائلاً بحده / انها زوجتي يا هذا ولا تحدثها مرة أخري هكذا وإلا قتلتك
فقال طارق بغضب / يستحسن أن تتحدث باحترام وإلا قتلتك أنا وعلقت رأسك العفنة هذه علي باب المدينه
فاأشهر احد رجاله السلاح بوجه طارق فأشار له الزعيم أن ينزله وقال / لا تتدخل بحديث الكبار أيها الصغير
ثم وجه حديثه لعبدالرحمن قائلاً / أنا لم أتي للقتال يا عبدالرحمن أنا أتيت لأخذ ابنتي و أرحل
عبدالرحمن ببرود / وهذا أمر لا يعنيني ابحث عن ابنتك وخذها واذهب من هنا
فقال هذا الواقف / ابنتي من تحتجزها بين يديك، دعني أخذها وأرحل ولا اريد شيء منكم بتاتاً ولا تجعلني أتبع أسلوب القسوه
فتقدم أحمد قائلاً بغضب / أتقصد ابنتي من تريد أن تأخذها
الزعيم بغموض / ابنتي ياابن الشافعي ابنتي
فقال لؤي بسخرية /هه افتراضاً انها ابنتك وهذا ليس حقيقي، لا يمكنك أخذها من زوجها، فيستحسن أن تأخذ هذه العا*** وتذهب من هنا
فغضب الزعيم كثيراً وقال بصوت عال / إن أردتم أن أذهب لكم هذا وسأنهي هذه المهزله
فقالت نور بثبات وهي تتقدم أكثر منه / اذا كنت حقاً تريدني أن اتي معك وتثبت فعلاً أني ابنتك، فأنا أريد اثبات أولاً
الزعيم بلهفه / اي شيء صدقيني أي شيء تريديه سأفعله
نور / أريد حقي وانتقامي، انتقامي مِن مَن أذوني، حقي وانتقامي هو القتل، قتل من جعلني أعيش في عذاب منذ أن ولدت، اذا أحضرت لي حقي فأنا سأتي معك بدون تردد وأنا واثقه أنك.... أنك.. أبي
فقال الزعيم بغل / اذا كنتي تعلمين هذا الشخص فصدقيني سأقطع رأسه أمامك
صمتت نور قليلاً وهي تنظر لقمر ثم قالت / هي
( بينما علي الطرف الاخر كان اهلها يقفون يترقبون الموقف فهمس لهم طارق وقد سمعوه جميعاً وهو يقول / نور بتلعبها صح وهتجيب حقها بدون ما تدخل، ثم أكمل بفخر / هي دي نور الأسيوطي
فقال عدي / تفتكروا خطتها تنجح، أنا مش مطمن للناس دي أبداً
عبدالرحمن بثقه / متقلقش دي تربية ايدي، بس انا برضو خايف عليها ربنا يستر)
نظر الزعيم لمن تشاور عليها نور وقال / هي..ولكن.. كيف
نور وقد هبطت دمعه من عينها وتقدمت منه اكثر / أجل يا أبي هي من فعلت ذلك، هي من حرمتني حنان الأب منذ ان ولدت، وكانت تعلم منذ البدايه ومع ذلك ظلت صامته، تركتني اتعذب عشرون عاماً من بيت للأخر، هي من أجرت مجرمون حتي يقتلوني،... ثم علا نبرة صوتها وهي تقول بألم / السيدة التي من المفترض أن تكون أمي وتحميني من جميع الناس ومن أي أذي هي من رمتني بالنار بيدها هي من حاولت قتلي كل هذه السنين هي سبب عذابي و مرضي و وحدتي و ألامي هي سبب معاناتي وهي.. هي سبب فراقي عنك كل تلك السنوات، ثم ذهبت أمامها وتحدث بالعربية وهي تصرخ بكل ما فيها وكأنها تخرج ألام كامنه لمدة عشرون عاماً، الام حاولت ان تدفنها ولكنها بكل مره كانت تتمرد عليها وتطلب الرحمه دعيني اخرج كي ارتاح و ترتاحي واليوم كانت الحريه لألامها من سجن جسدها وقلبها الميت، الحزين / ليه عملتي فيا كده ليه بتكرهيني لييييييييه، عملت فيكي اي، ليه حاولتي تقتليني، ليه كنتي كل مره تدبحيني بسكين بارد، انطقيييي عملت ليكي اي انا علشان تعملي فيا كده، انا بكرهك بكرهك اوووي، عمري ما كرهت حد في حياتي قدك، انتي مش ام ولا عمرك هتكوني انسانه مش أم، ولكن وجدت من يحتويها ويضمها لصدره اشمئزت منه ولكنها أحست بدقات قلبه العنيفه كانت كالطبل القوي، يشدد علي احتضانها ويقول بقوه / هجبلك حقك، هقتلها لو فيها راحتك بس ما تسبنيش ما ليش غيرك حلو في حياتي يانور، نور دنيتي وحياتي
لقد انصدمت، لحديثه وحنانه وحبه ولهجته المصريه القويه التي لم ينساها للأن رغم كل هذه الاعوام، لقد أحست بضعفه، هذا الرجل الطاغيه، قاتل ومجرم وزعيم مافيا العالم، الان بحضنها هي يبكي بضعف، يتوسلها ألا ترحل، تقسم لو أن أحدهم كان أخبرها أن هذه اللحظه ستأتي لما كانت صدقته أبداً، أبداً
لم تتحرك من مكانها ولم تبادله العناق، وكيف تبادله العناق وهو قاتلها، معذبها كل تلك الأعوام، أقسمت أن تأخذ بثأرها لنفسها وبطريقتهم لن تقتل ولن تعذب ستجعلهم يتعذبون في وهم ظنوه حقيقه، ستقتلهم أحياء كما قتلوا روحها وقلبها
ابتعد عنها ونظر بعينيها نظرات صدق ولكنها لم تبالي لمشاعره، هه وهل هم بالوا أساساً بها ثم قال بقوة / هخليكي تشوفيها وهي بتتعذب علشان تشفي غليلك منها وتريحي قلبك يا قلب أبوكي
ثم نظر لرجاله وتلك التي أخذت بالتراجع للخلف في ذعر وهي تقول / صدقني مكنتش أعرف انها بنتك، والله أول ما عرفت انها بنتي منك جريت عليها
أخذ سلاحاً من أحد رجاله الواقفين وصوبها ناحيتها فوقعت أرضاً قائلة بترجي / أرجوك يا سالم متقتلنيش، والله العظيم بحبها دي بنتي، بنتي من لحمي ودمي، متقتلنيش يا سالم، أخذت تتوسله وتبكي بشدة وهي واقفه تنظر لها بجمود لم تشمت بها ففي الأخير هي والدتها، كانت تتمني ان تكون والدتها صالحه ولكن " ليس كل ما يتمناه المرء يطاله "
وفجأة حدث ما لم يتوقعه أحد فقد امتلئ الجو بدخان وأخذ يسعل الجميع ولم تعد الرؤيه واضحه وبعد أن هدأ كل شيئ كانت قد اختفت، نظرت نور لذلك الواقف يشتعل غضباً فتراجعت للخلف وقالت / هربت هه هربت يا.. بابا، فلاحظ سالم تراجعها وأحس أنها ستبتعد عنه فقال بتروي / هجيبها لو راحت أخر الأرض ثم أمر رجاله بأن يبحثوا عنها ولا يأتون بدونها، واستدار بنظره لها وقال / هجيبها يانور صدقيني يالا تعالي معايا وصدقيني لاخليها تيجي تزحف لحد عندك
نور بجمود / محدش بيروح للموت برجليه يا سالم..بيه
بس مع ذلك هديك فرصه لحد متلاقيها وهدي نفسي فرصه أكون وثقت في كلامك و..فيك
سالم بحذر / أفهم من كده انك مش هتيجي معايا
نور / الموضوع مش سهل زي ما إنت متخيل، انت ضيعت الإنسانه الي كنت بدور عليها من سنين فاتت ودلوقتي بقا صعب اني ألاقيها تاني بعد ما عرفت الحقيقه وكانت في بيتي بإرادتها..... انت هديت كل شيئ
سالم بلهفه / لا لا مهدتش حاجه وهجيبها صدقيني لأجبهالك في ضرف 24 ساعه هتكون تحت رجلك
نور بخبث / ازاي عايز تقتلها وازاي حبيببتك وعشيقتك، ازاي اتغير كل شيء في دقايق
سالم بغموض / مفيش شيء اتغير لو فعلاً عايزه تعرفي الحقيقه تعالي معايا وهقولك علي كل شيء
نور / فرصتك 48 ساعه تلاقيها ولو علي كلامك، هستناك بكره الساعه 2 في كافيه **** اسمع منك كل شيء
سلام يا.. با.. يا سالم بيه
ثم تركته وذهبت و ورائها اهلها وهم ينظرون له بقوه وانتصار فأقسم أن لن يترك ابنته لهؤلاء الاوغاد، صحيح هم من ربوها ولكنه يكرههم وعند هذه النقطه فقد هدأ غضبه قليلاً ناحيتهم فبلأخير هم من اهتموا بابنته و رعوها
بقصر الأسيوطي كان الجميع يجلس علي أعصابه في هدوء وأجواء مشحونه بالتوتر، صمت رهيب يغلف المكان وفجأة انفتح باب القصر وكأنه اعصار حل عليهم فقام الجميع مخضوضين وقد كان رئيس الحرس وعندما رأهم هلعين هكذا تراجع للخلف وقال بأسف / أنا أسف الباب انفتح و...
نور مقاطعه اياه / مش مهم ادخل في الموضوع اي الجديد، انجز
رئيس الحرس / رجالته دايرين في أنحاء العاصمه بحالها وفي المحافظات الداخليه وعلي الشواطئ والمطارات ومأمنين مداخل ومخارج البلد يعني مش هتعرف تهرب
نور / نفذ الخطه ج
رئيس الحرس بتردد / بس يا فندم ده فيه خطر علي حضرتك واحنا اتفقنا اننا هنرجع للخطة في حالة الطوارئ
فهب طارق / اي الخطه دي مش كانت خطه بديله، بتخططي لإيه يا نور
نور / ما هي دي الخطه البديله ثم وجهت حديثها لرئيس الحرس قائلة بحزم غير قابل للنقاش / هتنفذ في المعاد الي متفقين عليه، يحصل الي يحصل المهم انها ما تخرجش من البلد وفي الوقت المحدد
_ أوامرك يا فندم، ثم رحل
وبعد قليل دخل أدم و جاستن ثم قالوا بانتصار / لقد تم كل شيء كما هو مخطط له
أدم / أكل الطعم بكل سهوله ووقع فريسه لنا
نور / والله جدعان حلو أووي الكلام ده ودلوقتي جيه دورك يا طاطا يا حبيبي
طارق بنفاذ صبر / استغفر الله العظيم، أمري لله يا نور هانم يا نور باشا :-)
نظرت له نور بضيق ثم أكملت حديثها / أنا هطلع أرتاح شويه بكره يوم حافل بالأحداث عن اذنكم
هبت شذي من مكانها قائلة / استني يا رحمه " نور"
فاستدارت لها نور مستغربه منادتها لها بهذا الاسم فتقدمت منها شذي وهي تشعر بالألم و الخذي وقالت / أنا عايزة اعترفلك بشيء واعتذر منك قدام الكل
فقالت نور ببرود / مالوش لازمه يا شذي أنا عارفه هتقولي ايه ومن غير اعتذار الموضوع عادي مش فارق معايا في شيء
شذي / بس فارق معايا، فارق معايا انك تسامحيني ثم بكت وأكملت / والله ما كنت أعرف حقيقتها ولا نوياها
فتعصبت نور قائله / متحلفيش اتكلمي من غير ما تحلفي
ثم هدأت انفاسها / الموضوع مش مستاهل يا شذي
وصعدت اول درجتين فاوقفتها شذها قائلة / بس أنا خنتك واتفقت معاها اننا نتخلص منك، الموضوع مش عادي انا كنت هقتلك
فوضعت نور يدها علي وجهها تمسحه برفق من غباء أختها، وبالناحيه الأخري وقع كلامها عليهم كالصاعقه
فاستدارت لها نور وقالت / وايه الجديد أمك من قبلك قتلتني ورمتني وانتي جيتي دلوقتي كملتي عليا، قولتلك الموضوع مش فارق معايا بلاش تخسري كل شيء في سبيل لا شيء
كادت أن تتحدث شذي فوجدت من يمسكها ويوجهها له وكان أبيها أحمد فقال / الكلام الي بسمعه ده صدق
فسكتت شذي فاكمل بغضب وصوت عال / انطقي انتي اتفقتي مع أمك علشان تقتلي اختك
شذي بخوف / ايوه بس مكناش هنقتلها كنا ه...  فصمتت من وقع الضربه التي تلقتها علي وجهها من ابيها فوقفت نور امام أبيها وسحبتها ورائها وقالت / بابا مش كده
أحمد بغضب / انتي لسه بتدافعي عنها ابعدي كده ثم ازاحها بقوه وذهب لشذي التي اختبأت خلف عدي وقال أحمد بغصه مريره / عايزه تقتلي أختك دي تربيتي ليكي، هي دي أختك الي كنتي هتموتي علشانها ليه يا شذي ليييييييه، ليه عملتي كده
شذي ببكاء من خلف عدي / والله يا بابا ما اعرف انا اتفقت معاها ازاي ولا كنت هعمل حاجه زي دي ازاي، انا عمري ما كرهت نور دي أختي توأمي، أنا مش مصدقه كل التخاريف الي هي بتقولها وان نور مش منك كل ده مجرد لعبه علشان ياخدوا نور ويقتلوها والله أسفه أنا عمري ما كنت هعمل حاجة تأذيها
أحمد بغضب / واتفاقك معاها ده ايه مش أذيه لاختك 
وقفت نور أمام أبيها وقالت / شذي ملهاش ذنب يا بابا هي الي ضحكت عليها وخدرتها يعني شذي مكانتش في وعيها، خلاص الموضوع ده منهي، لو انا كنت عارفه انها عملت ده عمد منها مكنتش هسامحها لأن دي خيانه بس الي شفعلها انها كانت مغيبه عن الوعي
خرجت شذي من وراء عدي وبدأت السعاده علي وجهها وقالت / يعني انتي سامحتيني
نور بحده وبرود / متنسيش ان أنا مش أختك الي بيجمعني بيكي هو بابا وده كمان ما بقاش من حقي أنا وانتي من ام واحده والأم دي أنا مش معترفه بيها
شذي بصدمه / يعني اي لا لا لا لا مستحيل دي لعبه والله لعبه علشان توقعك انتي اختي ولو مش عايزه تعترفي بيها ميهمنيش بس انتي اختي انا وانتي من ضهر راجل واحد وهو أحمد الشافعي..لا يانور لأ
نور وقد بدأت الدموع تتجمع بعينها / عايزه تصدقي او لا ده شيء لا يعني لي بس الي ما تنسيهوش ان أنا مش اختك انتي فاهمه مش أختتتتك ابدااا
وصعدت السلالم بسرعه وهي تجري لغرفتها، ملجأها التي تختبأ فيه من العالم لترتاح، بينما شذي قد وقعت أرضاً وعلمت انها خسرت أختها و توأمها مدي الحياة فوقعت مغشياً عليها مستسلمه للظلام التي وضعت نفسها به
لحقها عدي قبل أن يرتطم رأسها بالأرض، حملها علي الأريكة وأخذ يضرب علي وجهها بخفه حتي تستيقظ ولكنها مستسلمه تماماً فأبعده أحمد وأخذها بين يديه وأحضروا له برفان وبعد قليل من الوقت قد استيقظت ووجدت نفسها بين يدي أبيها فأخذت تبكي، تبكي كما لم تبكي من قبل،  وهو حزين، حزين علي حاله وحال أولاده وعائلته، لم يستطيع أن يختار أمً جيده لأبنائه ولا حتى زوجه مخلصه له، فبكى ذاك الجبروت قد بكي، بكي من حال الدنيا، فذهب له لؤي وأخذه باحضانه مواسياً له / متقلقيش يا بابا كل شيء هيتدعل ويرجع زي الأول وأحسن وهنخلص من كل المشاكل دي
فنظر محمد لأولاده فتوجهوا لعمهم وجلسوا بجانبه وأخذوا يواسواه ويضحكوا معه
فقال لهم / متحاولوش يا أولادي، الي حصل ده بسببي حتي لو كل شيء رجع لحاله، هتكون بنتي رحلت عن الدنيا ومن فيها ثم هب واقفاً ونظر لابنته قائلاً بعتاب / حاولي تخلي أختك تسامحك قبل فوات الأوان والندم مش بيفيد بشيء ثم تركهم وذهب، ذهب وهو حزيناً مكسوراً
توجهت هدي لعبدالرحمن الجالس منذ البدايه حاله كحال الغريق ثم قالت بدموع وألم / عبده أرجوك بلاش بنتي، ضحي بأي شيء الا بنتي، هموت يا عبده لو جرالها حاجه وأخذت تبكي بحرقه فأخذها بأحضانه وهو يعلم أنه لم يعد يوجد مفر فقد انفلتت زمام الأمور من يدهم و لُف حبل الموت حول رقبة ابنته فقال مكذباً عقله وكل شيء / متقلقيش يا هدي مش هيحصلها حاجة ليها رب حامي قادر يحميها ويصونها ادعيلها انتي بس، ادعيلها 
في أحد أحياء الإسكندرية
_ يالا يا جهاد خلصي نفسك شويه
خرجت جهاد وهي مازالت بثيابها البيتيه
_ يا ماما الوقت اتأخر هنروح للناس دلوقتي مينفعش
_ ايوه هنروح دلوقتي، بالمصيبه الي انتي عملتيها الله اعلم البنت حالتها اي دلوقتي ولا اي الي جرالها، ملا قيتيتش غير المسكينه دي وتلعبي بيها وفي مشاعرها علشان توصلي للي انتي عيزاه، الله يسامحك يابت بطني
جهاد / يا ماما صدقيني هي كويسه وانا متفقه معاها علي كل شيء وهي عامله حسابها، نور قويه وبتلعب الموضوع صح وحاسبه كل خطوه بتمشيها
رانيا (والدتها)/ برضو هنروح الوقت متأخرش اووي يادوب المغرب مأذن من شويه
جهاد محاولة اقناعها / يا ماما يا حبيبتي دول ناس راجعين ببنتهم من المستشفى بعد سهر يومين جنبها فأكيد تعبانين وهيرتاحوا يعني أول ما يوصلوا البيت كده كل واحد هيطلع علي أوضته يرتاح
رانيا / ليه هو انتي فاكره ان كل الناس بارده ذيك بعد الي يعرفوه حد هيجيله نوم، هتغيري هدومك وتيجي معايا ولا أروح وحدي
جهاد / يا ماما، ياحبيبتي، ربنا يخليكي اسمعيني الناس دول مش قاعدين في اسكندريه في حي زينا كده دول قاعدين في قصر والقصر ده بعيد عن هنا والله علي طريق اسكندريه والقاهره يعني مسافه طويله وبعدين علشان نعرف نوصلهم محتاجين حد معانا لان أنا عمري ما روحت هناك ومعرفش الطريق وكمان قصرهم ده تحسيه مخفي كده ميعرفش طريقه غيرهم
رانيا / يا سلام عيله صغيره أنا دخلت عليا الحدوته الحلوه بتاعتك دي
ضحكت جهاد وقالت / والله انا بقولك الحقيقه، يا ست الكل بكره اكلم نور وهي هتبعتلنا حد ياخدنا و وحدك هتعرفي الطريق وهتعرفي اني صادقه وبعدين نور اصلا نفسها تشوفك وبكره هنروحلها بإذن الله، تعالي انتي بس علشان اديكي ادويتك وترتاحي شويه ثم سحبتها بالكرسي للداخل ووالدتها تقول / أمري لله انا عارفه اني مش هخلص منك وهتلفيني بكلمتين زي كل مره
جهاد بضحك / وانا ليا اعز منك يا غاليه انتي دانتي روحي وحته مني
رانيا بضحك / شوف البت البكاشه هههههههه

حب وسط دائرة الماضى والانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن