الأول

97 14 5
                                    

زَعمًا كاذبًـا أنني رَحلتُ بعيدًا عَن وَطني مُسافِرًا مِن عيناك لأعينٍ آخرى، كَذًبًـا كَان الحَديث والتَخطئ، لَم أثب بَعيدًا عَنك والظَفر بَفقد حُبِكَ خَسارة، فعَالقٌ أنا بَين جُدران حُزني مُسيجًا قَلبي مِن الفَرار، لا أعود أربضُ آغنامي بَعيدًا عَن حَقلي ولا يُحب القَلب سِوى حَبيبي، غابـات العَالم خَضارُها كاذب ولا صِدقًـا إلا لأعين خَليلي.

كَافة الأخِلَّة فَارقوا ولا يُلاطف وَحشتي ولا يُحاججني سِوى خَيّالُك. غَيهب الليّل بَات بِروحي مِن دُجنتّي حَتى صَباحي، عَسقت عيناي فِي المَساء إبـان ذِكر اسمك تَحمل عيناي مِياهها وروحي تُخبئها.
أقسو عَلى ذَاتي فِي مِن المَغيب حَتى الهزيع الرَابع متأرقًا الليل مُتفكرًا، أكُنت أنا بَغِيًّـا، أم كُنت أنت الزَاني؟
اضطرابات عَقلي ولا قَلبي لا تَفرغ بَعد استمر فِي ظل دوراني وكأن الحَقيقة واضحةً وضوح الشمس أمامي وأنا فقط أنكر أكذب لا أُبـالي.

أحملت أحبك فِي طيًاتها معانٍ أخرى وكلماتِ، كَاِبقى مَعي لا تَطغنَ نازحنًـا عَني، أمسكَ يداي عَانقني، مِيّلَ ناحيتي لا تُعطني حُريتي ولا تُطلق يداي..

يَـا مُرتحلًا لِبلادٍ لا يَعرفها سِواكِ مُتشفهًا الصَمت مُتحدثًـا بالسكوت، أمَّا كان رأفتًا لقلبينـا حديثك؟ ألم يَكن لحروفك مَعنى مُنقذًا وتأثيرَ، أضاعت جَميع المَعاني بعيناكَ أأصبحتَ مُتجمدًا جَافي فَقط إليّ، أم سوؤك لَم يحتمل جُودي، أو ايمانك لَم يحتمل جحودي؟

إلى مُسافرًا رَاكبًـا سُحبً، مُرتحًلا على ظَهر الهوى، أمَّا تَميل مُناظرًا نفسًا تهواكِ وإن أغلقت جَميع المَداخل فَروحي تَفتح لَكَ أبوابًـا فَسيحة.
وإن أنغلقَ بابًا إنبلقَ قلبي تَطأهُ قدامكَ فيكون مُرحِبًا فُؤادي.
مُتعجبًا الفَهيم مِن حَالي مُتململًا الصَديق لِذكر حُبي، كَيف لا يَمل لِساني ولا يَكل قَلبي، مَسائي كَما صَباحي مُتقنًا فِي ذِكري حافظًا وصايّاي جَميعًا غير مُتخلفًا عنها مُضيفًا إليها حُبي..مَن كان وصيتي الأزلية وذَنبي المُحبب، خطيئتي السَرمدية التِي لطالما سَقطتُ فِيها عَمدًا لا أقدم توبةً عنها.
أحبك حَتى لو بين وبين ذاتي، أنا وعقلي فَقط حتى لَو لم أشارككَ.

صِفصاف مَدينـة الحُب.Where stories live. Discover now