وَقت اللِقاء خَشيّتُ تَلاقي أعيُننـا كَي لا يأتني منها الهَلاك، لا فُؤادي كان مُستعدًا ولا خَاطري حَضر كلمات، عَزيزي بَين ذراعيّ ونَفسي حَزينة لِلقائه، حَبيبي قَريبًا مِني وروحي لا تَشتعل فِي ذَاك التلاقي، مَن عِناقه لا تَبتهج رُوحي لِمن كانت مَراسيله سُعودًا، كَيف السعادة تَجني الشقاء كَيف لِلحب أن يَحصد جَفائًا أنيّنًا مُرًا شَجيًّا.
رَق فُؤاده فَرمى لِي فُتات حُبه، أخْدَجَتِ الشتوَةُ بَاكرًا كَما إغترب نازحًا عَني، وَطئتنِي غُمَّة استوطنت قَلبي، زَارني الحُزن مِنه قَبل وداده لَم أشبع بَعد مِن لقائه لَم أمسك يداه كُفاية لَم اكتفِي مِن مُلامساته حَتي يأتني افتراقه.
بِنانِي عَانقت أهداب ثَوبه اَحتمي تحت مَظلته ولَم يَلتفت لِي مَرة، ظَننته مُسَكرًا مُرَّ بَحري ومَا كان سِوى مِهراق حِنظل، ومَا كان شَهدًا لأيامِي ولا دوائًا لأدواي لَم يَكن جِنانِـي الخُضر ولا بساتيني نَيرة، دَار خُلدًا لِمُغْتَمّ ساهمٍ وَاجم.
زَني قَلبي بِحُبك ذُّل أيضًا لِهيامك، أرسل أليكَ مكتيبًّا وتُهاديني فَقط سَلامًا، أنكببتُ أعلاك بُحُبٍ لَم يَحمله قَلبك؟
لَبكٌ هَو الهَوى وحُوشيٌّ هو التَوله، أكذوبةً حُلوة ووَلسٌ طَيب رِياح شَمالية حَلمت بِطيّاتها خَيراتًا عِدة ولَم يكن بَيَناصيبي سَوى شُؤمًـا وبور.
سَاغت نَفسي لِحُبك وأُتخمت لِجفاك.
يَعود الصَباح سَاكن كَما المَساء، وكَلمات الخلائق أجمعين تَشويشًا وسَراب ضَجيج الشوارع صَمتٌ، وجَلجلةُ عَقلي صَخبٌ وصياح.
كَما قَلبي الأعذرَ زَني بِحُبك يعود طالبًا الهَوى مِن كُل أعجمي غَريب، وإن كان لا يَتلفظ بها فَعيناه صَارخةً ومَتى آتاه يَكون رافضًا مُستنيرًا مُسترجعًا ذكراكَ باكيًا يَطلب حُبك، يُناجي الخَالق لَو لَم يَكن لِقاء..لَو لَم يكن تَلاقي أعين.
YOU ARE READING
صِفصاف مَدينـة الحُب.
Poesíaعَالقٌ أنا بَين جُدران حُزني مُسيجًا قَلبي مِن الفَرار، لا أعود أربضُ آغنامي بَعيدًا عَن حَقلي ولا يُحب القَلب سِوى حَبيبي، غابـات العَالم خَضارُها كاذب ولا صِدقًـا إلا لأعين خَليلي.