..
مُجدداً..صَوتُ المكابِحِ و البُوقِ يَتلوهما صَوتُ إرتِطامٍ عَنِيف...تِلكَ الصَرخةُ المَفجُوعةِ و ثُمَ الصَمتُ الذِي يَستَبِد .. يَستحِلُ كَما تَفعلُ الدُجنة.
تَدهورت صِحَتُها و هَاهِي طَريحةُ الفِراشِ فِي المَشفى .. لَكم باتتِ السَاعاتُ شَاحِبةً خَافِتةً بَطيئةً كأنَ الزَمانَ يَثبتُ حِيناً و لا تَكادُ تُجاريهِ حِيناً...
تتابعت فِي جَوفِها الأَدويةُ و المُنومات .. صَرحَ الطَبيبُ بِكُلِ ثِقةٍ بأنَّ الأَمر بِرمتهِ مَحضُ هَلوساتٍ سَمعيةٍ و بَصريةٍ بِسبب الصَدمةِ و الأَرقِ الذي يَدومُ لأيامٍ ...
أَرادت تَكذيِبهُم ..لَكِنَهُ مُنذُ باتت تُحقَنُ بالأَدويةِ الَتي وَصفها لَم يَعُد... لَم تَره ... لَم يَكُن وَاقِفاً يُحدِقُ كَكُلِ لَيلةٍ مُنذُ عَام..
" أَكُنتَ خَيالاً ..?"
" هُناكَ خَيبةٌ عَميقَةٌ في أَيسري!"
________
" واثِقة??"
" أَشتاقُه ...رُبما عَبقهُ في الثَرى يؤنِسُ شَيئاً مِن وِحشتي!.."
" لَن يَزيِدك إلا لَوعةً .."
_______
" أَتأتيني بُنَي ? ... "
قَرفصت قِبالةَ قَبرهِ مُبعثَرة الرُوحِ
شَيٌء مِن الرَهبةِ يَلتفُ حَولَ نابِضها.." أَتأتين? "
عَصفت رِياحٌ هَوجاءُ بَغتةً و ها هِي هَمساتهُ تَعود...
بِقلبٍ مُنصت و بأعيُنَ باهِتةٍ ..
سارت مُقادةً بِصمت."آَتيكَ حَتماً!"
_______________
كَانت طِفلةً معَ الكَثِيرِ مِن النُضجِ ..
بالشَكلِ الكَافي لِجَعلِها تَنزوي عَن أَقرانِها ..
فلَطالما نُبِذت تِلكَ الشَقراء..لَم أَكُن الكُبرى...و لَم أَكُن أَصغَر قَطيعِ الأَطفالِ في ذَاك المَنزِلِ البَائِس ..
عَلى أَن وَالِدتي رَبتنا دُونَ أَبي الَذي لَم أَعرِف سِوى فِي صُورِ الجُدران ..
أَجل فَفِي صُورِه كَانَ وَدودَ الوَجهِ شَديدَ السَعادةِ و البَهاء...أما أبي حَقِيقةً كانَ من تُدفنُ في رأسِهِ إنٗ عَادَ شَكوى أُمي فيتمُ سَحبيِ حِينها إلى الزَاويةِ الغَابِرةِ فِي غُرفةِ معيشَتِنا الرَثة ليُترَكَ أَثرُ حِزامِهِ الجِلدي فيِ أنحاءِ جَسدي..
ذَلِكَ الأَب..لَيسَ أَبي؛ أَبي هو الرَجلُ الطَيِبُ فِي إطارِ الصورة..
--
أَردت فِي يَومٍ ما أنٗ أمتَلِكَ صَديِقةً مُقربةً كالبَقِية..أَردتُ أنٗ أَحصُلَ على مَحبَةِ أَحدِهُم و إيجادِ من يُخبِرُني بأن لابأسَ البتةَ ما دامَ هُنا..
لَمٗ أملِك سِوى لِيام..كانَ جَمِيعَهُم ..و جَميعُهم مَات..
...
" لِنَذهب إلى الجَنةِ ليام.."
يتبع•°
....احم..
لقد عدت 🙂💔

أنت تقرأ
°• فاجِعة ديسَمبر°•
القصة القصيرةرأيتُ في منَّامي جسدهُ الضئيلَ حافياً على الثلوج ، أشعث الشعرِ شاحباً ... شفتاه مُزرقة ، جُفونهُ متورمةٌ و عيناه غائرة ، الحلم ذاتهُ كُل ليلة منذ توفي ، لكن اليوم.. وجدت آثار أقدامهِ الصغيرة على الثلج ..حيث كان واقفاً في منامي ..حيثُ همسَ باكياً أ...