فصل الثاني 🤍🪔

209 13 0
                                    

احترقي بنار جحيمي 🔥💔

" تأقلم "

في زاوية ذلك البيت يوجد باب خشبي قد بدأ يفقد قوته تلك التي تحلى بها طيلة السنين دون كلل او ملل ، حتى الغرفة التي يحجبها ليست اقل منه بل تكسر بها كل شيء و عفى عليها الزمن لتصبح غرفة عتيقة بكل لكلمة من معنى ...

فتحت لورا ذلك الباب الذي لم يكن مغلق بأصله ، وجدت ضيوفهما يجلسون معا و قد ظهر شبح الحزن على ملامحهما مرة اخرى .

اقتربت لورا منهما و جلست قرفصاء امامهما قائلة بنبرة قد غزاها الحزن :

" اعلم ان فقدان الاب امر صعب و ليس هيناً ابدا ، لكن حزنكما لا ينفع ، هل سيعيد الميت من قبره "

مسحت مارينا وجهها بكف يدها بعشوائية ، رادفةً بغصة لن تزول مهما مرت السنين :

" كان لنا اكثر من اب ، كان سندا لنا ، كان اخا لنا ، كان صديقا لنا و اكثرهم كان اما لنا بعد ان تركتنا امنا راكضةً خلف عشيقها دون ان يرف لها جفن "

اكملت بسخرية يتخللها الحزن و هي تعيد مسح تلك الدمعة الخائنة التي نزلت اثر تذكرها لوالدتها :

" من يرانا يقول هتين مددلتان لا ينقصهما شيء و لديهم كل ما يتمنوه ، لكن نحن بالعكس لا نملك شيء ، الوحيد الذي كان يقف خلفنا كالجدار مات ، مات و لم يعد موجود "

كلماتها تلك كانت بمثابة سكاكين حادة الحواف تغرز بقلب لورينا  ، تذكرها بما فعلته والدتهم كأنهم ليسوا بناتها ، كأنها انجبتهم زوراً .

اخرجتهم لورا من حالة الشرود و هي تقول بمرح مصطنع محاولةً منها لتخفيف الامهم :

" يا لا تحزنا الخاسرة الواحدة هي والدتكم ، انظرا  جيداً لنفسيكما ، انت العسل و اخرى السكر ، عمتي دائما تتمنى لو كنتما بناتها "

ابتسم كل من لورينا و مارينا بانكسار ففعلا فالنتينا كانت كوالدة لهما ، صحيح انها ليست هي فعلا ، لكنها ادت دور الامومة اتجاههما كما لم تفعل امهم الحقيقية ...

لاحظت لورينا انهم اضافوا الحزن على هذه العائلة السعيدة لذا قررت انه يجب ان تخفي حزنها هي و اختها داخل قلبيهما و يتركوا زمام الامور لزمن فلا حبذا في زرع التعاسة في محيط سعيد فنحن البشر يجب ان نتأثرت ايجاباً و ليس سلباً ...

-" مارينا يكفي اختي ، لورا معها حق ، الان يجب ان ننام غدا سأذهب للعمل "

أومأنَّ لها ليناموا بجانب بعض بحكم ان الغرفة ضيقة و قد اتسعهم سرير بصعوبة ، لو كانت واحدة منهم فقط ممتلئة الجسد حتماً لما اتسعهم ..

احترقي بنار جحيمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن