المعانات

59 11 5
                                    

تمت إطاحتها للمرة الألف على التوالي دون فوز واحد ، إنها الساعة العاشرة فقط و هي في هذه الحالة ، تشعر بجميع عظامها تتحطم في كل سقطة حتى لم تعد تشعر بجسدها ، كان التديرب الثاني عبارة عن مسار منشأ بعدة حواجز طلب منها أن تتخطاه في 5 دقائق و لكن يمكنها تخفيض الوقت إذا أمكن ، كان ذلك أحسن ! في الظهيرة غادرت لتناول الغداء ، بسبب الألم لم تقوى على حمل الملعقة لذا لم تغذي جسدها جيدا قبل العودة للجحيم المبتسم ، أطلقت عليه هذا الأسم لأن غوجو يحافظ دوما على إبتسامته البراقة حتى في ظل الظروف الخاطئة كالمصائب ، هناك شيء إضافي كرهته في تدريبها هذا أكثر من غيره و هي كمية الإستفزاز و السخرية التي يطلقها من شفاهه ، لم تكره كونها مستفزة بقدر ما كرهت كونها نافعة في جعلها تثابر ، بطبيعتها شخص كسول و يحب الكسل الشيء الوحيد الذي منعها من السمنة هو نشاطات الرياضة داخل الثانوية التي تحركها . في أول مرة لم تستطع العودة و نامت في الغابة ، ثاني مرة أيضا نامت هناك لكن على جذع الشجرة ، حتى مر أسبوع أخيرا تمكنت فيه العودة متكأة على عصى تسير بها نحو غرفة إقامتها ، وجهها الخالي من الحياة و الهالة الساحرة و الشريرة التي كانت تدور بها ، كانت تبدو كعجوز شمطاء تعمل كقارئة للحظ ، لسوء الحظ قابلت ميغومي في الطريق حيث لما لمحها لم يستطع التعرف عليها من أول لحظة لكن عندما فعل رفع يده ليوقفها كي يسألها عن سبب غيابها هذه الفترة لكنه تخلى فورا عن ذلك مستشعرا طاقتها السلبية متمعنا في كلامها " لعنة آمون عليه ، معتل عقليا يحسبني مثله ، أقسم أن أرد عليه أشد إنتقام ، لعنة آمون عليه " عجز لسان ميغومي المسكين عن شرح ما سمعه ، رغم كونها في هذه الحالة فلا يزال من غير المؤدب دعوة أستاذها هكذا ! توجه أمامها ليلاحظ ملامحها فيسأل بقلق " رين سان هل أنت بخير ما بك؟! هل أستطيع مساعدتك " نظرت نحو ميغومي بعينين مغرورقتين بالدموع و تنبس " ميغومي كن " بصوت باكي يكاد يسمع ، لتذهب و تحظنه بينما تصلب جسده متوترا و هي تنوح قائلة " ميغومي كن ، عليك أن تنقذني ذلك الشرير المبتسم يحاول قتلي آآه " لم يفهم ميغومي مذا يفعل فيربت على رأسها و يطمإنها " سمعت من شوكو سان أنك تملكين طاقة هائلة لذا تحتاجين التدريب ، ربما يكون غوجو سينسي قاسيا لكنه يجيد ما يفعله ثقي به " إعتصر قلبها من الذنب فهي تعلم ذلك أيضا لكن طريقته مستفزة حقا على الرغم من ذلك ظل ينقلها ليلا و يعود لإصطحابها صباحا لهذا لم ينتبه الجميع لها ، تنهدت في صمت لتتكأ مجددا على العصى و تغادر نحو غرفتها قائلة " لا عليك كنت أمزح فقط ، آسفه لإقلاقك و أعتذر عن ما بدر مني للتو " فتحت بابها لتدخل و تنام على سريرها المريح دون أن تعرف أنها ستندم و تندب على حظها أكثر من ما مضى ، بالنسبة لميغومي فلم يفهم حالتها لذا لم يعرها إنتباهه و راح يجلب لها الضمادات لكي تستطيع تضميد جراحها ، عاد بعد قليل ليطرق على بابها فلم تجب ، ليطرق مناديا " رين سان ، لقد جلبت لك الضمادات "  لا إستجابة عرف أنها لن تفتح الباب لذا قرر ترك الضمادات بجانبه ليفاجئ بأن الباب كان مفتوح بعد أن تعثر بالمقبض ، فتح الباب ليرى رين النائمة بفوضوية و أمان ، بما أنها متعبة لم يقرر إيقاضها و ذهب جلس قربها يمسح الجراح ثم يضع الضمادات عليها، غادر بعد أن إنتهى مقفلا الباب خلفه.
في اليوم التالي تم نقل رين كالعادة صباحا من قبل غوجو لتستيقظ و هي في السماء ثم تسأل بعبوس " ما الذي سنفعله اليوم " تفاجأ غوجو ليرد " لقد إستيقضتي أبكر من العادة اليوم ، هل أنت متحمسة اليوم سيكون أصعب من السابق " ردت بلا مبالات " أسنستغرق وقتا لنصل " أجابها " ليس حقا " لتكمل " جيد أيقضني عندما نصل " عادت لوضعيتها الميتة بينما إستمر غوجو بالتحديق في هذا الكائن الغريب ، كان يحاول أن يتذكر ما إذا قابل شيئا كهذا من قبل حتى ميغومي الذي إعتبره أغرب من في المؤسسة لم يضاهيها ، كائن كسول و غير جاد لا مبالي ، قصير عاجز و متقلب المزاج لكنه ظريف بطريقة ما ! ضحك بخفة ليعود نظره لما أمامه عدة دقائق و هم في الموقع المحدد ، قام بهزها يمينا و يسارا ليصدر عنها صوت مضحك معلنة عن إستيقاظها " تووقققف " أنزلها لتقف بإعتدال " إذا ما المطلوب مني " قالت و هي تنظر للبناية المهجورة أمامها ، لم يصبها الهلع كما في السابق بل بقيت تتنهد لأنها لم تملك الطاقة لذلك ، أجابها غوجو " الأمر بسيط في الداخل يوجد لعنات من الدرجة الأولى عليك القضاء عليها " صدمتها كلماته واحدة تلو الأخرى و لم تتمكن سوى من الإكتئاب أكثر لتقول " ناه غوجو سينسي هل مسألة أني أمتلك طاقة ملعونة حقيقية ، لقد سمعت من ميغومي البارحة أنك تقوم بهذا من أجل تدريبي على التعود عليها " بهت الذي أمامها للحظة ' هل نادتني للتو بسينسي ' لقد كانت أول مرة لها لمناداته بسينسي منذ أن دخلت رغم أنه كان أسبوع فقط إلا أنه شعر و كأنه مضى وقت طويل و هو يتحملها ، تابعت رين " سينسي لا أريد إحباطك لكن أنا حقا  أظن أني لا أمتلك ذلك النوع من الطاقة ، لا بل أنا متأكدة من ذلك " رغم التدريب القاسي إلا أنها لم تلاحظ أي تغيرات و لم يظهر و لا إحساس واحد لديها يبلغها عن وجود طاقة إضافة لحقيقة أنها مجرد منتقلة دون قوة لم تتمكن من التفكير في أي سبب أو مصدر خارجي يمكن أن يعطيها تلك القوة ، حدق غوجو في وجهها المتوتر من الواضح أنها داخل تفكير عميق الآن تذكر أنها ليس مجرد فرد عادي في ثانوية جوجيتسو فرغم إنعدام قدرتها إلا أنها ملمة تقريبا بما يجري حولها أحيانا يجد كلماتها غريبة مثل ذات مرة عندما إستفزها فإنفجرت عليه غاضبة قائلة " أسكت يا قوس القزح الشاذ أنت و كبريائك اللعين لم تقدر حتى على إنقاذ صديقك من الظلام لتأتي و تحاظرني كيف أكون شخصا جيدا " من شدة ذهوله آن ذاك نسي حتى ما الذي قاله ليستفزها هكذا ، لا زال يتسائل حتى الآن لمذا وصفته بتلك الطريقة و كيف علمت بكونه يمتلك صديقا ! من زاوية أخرى خرجت رين من تفكيرها لترى الآخر و هو يغوص في تفكيره الخاص بينما يناظرها فظنت أنها أحبطته و شعرت بالذنب تجاه مجهوده رغم أنها تدرك نوعا ما أنه غالبا لن يتأثر و لو بحرف لتقول في نبرة محترمة بالنسبة لما سبق من كلامها " أحم على كل لا ظرر من المحاولة ، هل هناك وقت محدد للمطاردة ، إظافة لإحتياجي إلى سلاح ، أنا عديمة الفائدة الآن قد أستعين به " في نهاية المطاف حسمت أمرها و إنظمت للأمر عن طيب خاطر لذا عليها أن تتحمل المسؤولية ، خرج غوجو من تفكيره بعد سماع صوتها ليسحب من سترته سلاحا ، كان سيفا ملعونا شبيها بخاصة المطبخ سيكون سهل الإستخدام بالنسبة لها كما أعطاها صافرة لندائه عند المواقف الحرجة ، حدقت رين في الآداتين بينما يراقبها غوجو من الخلف ليحاول نصحها " لا تتوتري و أريحي ذهنك ليست أول مرة و لا آخرها لا تحاولي المخاطرة " توقف بعدها عن الكلام محتار من نفسه ، المخاطرة أهم جزء لتصل إلى القوة المطلوبة فكيف نصحها بالإبتعاد عنها ! ردت عليه رين بعد أن بدأت تتقدم للداخل " آه لا تقلق أنا لست بذلك الغباء " لم يجب بعد ذلك و شاهدها تدخل البناية ،  لحظات مرت و هو على نفس الحالة ليراوده إحساس بأنه نسي شيء ما مهما في القضية لكنه قرر تجاهل الموضوع و قرر العودة سيترك مرؤوسه ليتولى الحراسة ، حال سماع صوت الصفارة سيتصل به لينقذها ، أما رين المسكينة لا تدري عن المصير الذي سيواجهها .

لما و اللعنة أصبحت ملعونة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن