[ مَن عَادىٰ لِي وليًا فَقد آذنتهُ بالحَرب ]

45 9 2
                                    

الأحَاديثُ القُدسيّة [١]

•••••

عَن أبِي هُرَيرة رَضي اللهُ عَنه قَال: قَال رَسُول اللهِ ﷺ:
إنَّ اللهَّ قالَ: «مَن عَادى لِي وليًا فَقد آذنتهُ بالحَرب، ومَا تقرّبَ إليَّ عَبدي بشيءٍ أحّبُ إليَّ مِما افترَضتُ عليهِ، وَما يزَالُ عبدِيَّ يَتقرّبُّ إليَّ بالنوافِل حَتى أحِبّه، فإذَا أحببَتهُ كنتُ سَمعه الذِي يسمَع به، وَبصرَه الذِي يُبصرِ به، وَيدهُ التِي يَبطِش بهَا، وَرِجلهُ التِي يَمشِي بهَا، وإنْ سَألنِي لأَعْطيّنَه، وَلَئِن اسْتعَاذَنِي لأُعِيذنّهُ»

-رَوَاه البُخَارِي.

~~~

غريبُ الحَديث:

١ : عادَىٰ: آذىٰ وَأبغَضَ وَأغضَب بالقَولِ أوْ الفِعلِ.

٢ : وَليًا: أصْلُ المُوَالَاة القُربُ، وَأصْل المُعادَاة البُعد، وَالمُراد بـ‹وَليّ اللهِ› كمَا قَال الحَافظ ابنُ حجَر: العَالم باللهِ، المُواظبُ عَلى طَاعتهِ، المُخلصِ فِي عبَادتِه.

٣ : آذَنْتهُ بالحَربِ: آذنَ بمَعنَى أعْلَمَ وَأخبَرَ، والمَعنَى أيْ أعْلَمتُه بأنِّي مُحاربٌ لهُ حَيث كانَ مُحاربًا لِي بمُعادَاته لأوليَّائِي.

٤ : النَوافِل: مَا زادَ عَلى الفَرائضِ مِن العِبَادَات.

٥ : اسْتعَاذنِي: أيْ طَلب العَوذَ وَالإلتجَاءَ وَالإعْتصَام بِي مِن كُلّ مَا يَخافُ منهُ.

~~~

مَنزلةُ الحَديث:

قَال شيخُ الإسْلَامِ ابنُ تَيمِيّة عَن هَذا الحَديث: هُوّ أشرَف حَديثٍ رُوّي فِي صِفةِ الأوليَّاءِ؛ وَقالَ الشُوكَانِي: هَذا الحَديثُ قَد اِشْتمَل عَلى فَوائِد كَثيرةِ النّفعِ، جَلِيلةِ القَدرِ لمَن فهِمهَا حقَّ فَهْمِها، وتدّبّرهَا كمَا يَنبغِي.

~~~

مَن هُم أوْليَّاءُ اللهِّ؟

وَصفَ اللهُّ أوليَّائهُ فِي كِتابهِ فقَال: ﴿ أَلَآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ • الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾
[ سورة يونس. ٦٢ إلى ٦٣ ]

وصَفهُم سُبحَانهُ بهَذيْنِ الوَصفين، الإيمَانُ وَالتَقوَى، وهُما رُكنا الوِلايةِ الشّرعِية، فكُل مُؤمنٍ تَقيٌ هُو للهِ وَليٌ، وهَذا يَعنِي أنَّ البَاب مَفتوحٌ أمَام مَن يُريدُ أنْ يَبلغَ هَذه المَنزلةَ العُليَا وَالرُّتبة السُّنية.

وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُولُوا الْأَلْبَابِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن