[ أنَا أَغْنىٰ الشُركَاء عَن الشِّرك ]

8 1 0
                                    

الأحاديث القُدسية [١٠]

•••

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «قال الله ﷻ: «أنَا أَغْنىٰ الشُركَاء عَن الشِّرك، مَن عَمِل عملّا أشْرَك فيهِ معِي غَيرِي ترَكتُه وَشِركهُ».

- رواه مسلم، وفي رواية ابن ماجه: «فأنَا منهُ بَريءٌ وهُو للذِي أشرَك»

~~~

معنى الحديث: 

أنا غني عن أن يشاركني غيري، فمن عمل عملاً لي ولغيري لم أقبله منه، بل أتركه لذلك الغير.

~~~

الترهيب من الرياء:

جاءت نصوص الكتاب والسنة بالترهيب من أن يقصد الإنسان بعبادته غير الله، وعدَّت ذلك من عظائم الذنوب بل من الشرك بالله، لأنه ينافي الإخلاص الذي يقتضي أن يقصد المسلم بعمله الله وحده لا شريك له.

قال سبحانه:
﴿ وَمَآ أُمِرُوٓا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾
[ البينة: ٥ ]

والمرائي في الحقيقة جعل العبادات مطية لتحصيل أغراض نفسه الدنيئة، واستعمل العبادة فيما لم تشرع لأجله، وهو تلاعب بالشريعة واستهانة بمقام الألوهية، ووضع للأمور في غير مواضعها.

وقد توعد الله صنفًا من الناس يراؤون في صلاتهم بالويل والهلاك فقال: ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ • الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ • الَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ • وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾
[ سورة الماعون : ٤ إلى ٧ ]

وبين سبحانه أن الذي يريد بعمله عاجل الحياة الدنيا فإنه يعجل له فيها ثوابه إذا شاء الله، ومصيره في الآخرة العذاب الشديد والعياذ بالله، لأنه لم يخلص العمل لله فقال سبحانه: ﴿ مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصْلٰىهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴾
[ سورة الإسراء: ١٨ ]

وجعل مراءاة الناس بالأعمال من أخص صفات أهل النفاق فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُنٰفِقِينَ يُخٰدِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خٰدِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوٓا إِلَى الصَّلٰوةِ قَامُوا كُسَالٰى يُرَآءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾
[ سورة النساء: ١٤٢ ]

وبين النبي - ﷺ - في أحاديث كثيرة خطورة الرياء على دين العبد وعاقبة المرائين، ومنها حديث الباب، وحديث الثلاثة الذين هم أول من يقضى عليهم يوم القيامة وهم شهيد، وعالم، ومنفق، وغيرها من الأحاديث.

وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُولُوا الْأَلْبَابِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن