[ إذَا أحَبَّ عَبدِي لِقَائِي أحبَبْتُ لِقَاءهُ ]

4 3 0
                                    

الأحَاديثُ القُدسيّة [٦]

••••

عَن أبِي هُرَيرَة -رَضيَّ اللهُ عنهُ- أنَّ رَسُول اللهِ ﷺ قالَ: «قالَ اللهُ تَعالى: إذَا أحَبَّ عَبدِي لِقَائِي أحبَبْتُ لِقَاءهُ، وإذَا كَرِّهَ لِقَائِي كَرِهتُ لِقَاءَهُ»

- رواه البخاري بهذا اللفظ، وروي بألفاظ مختلفة في البخاري ومسلم عن عائشة وعبادة بن الصامت وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين.

~~~

الساعة الأخيرة:

يخبر الحديث عن أحرج الساعات في حياة الإنسان، وهي آخر ساعة يودع فيها الحياة الدُّنيا، الساعة التي لابُدّ وأن تمُّر على الجميع بدون استثناء، المؤمن والكافر، الصغير والكبير، الغني والفقير، الذكر والأنثى، إنها ساعة الإحتضار وخرُوج الرُّوح، وهي ساعة صدق يصْدُق فيها الكاذب، ويظهر فيها المستور، وينكشف فيها المخبوء، فلا تقبل عندها التوبة، ولا ينفع نفسًا إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا.

وما يحدث للمُحتضر حال إحتضاره غيبٌ لَا نُشاهده ولَا نراهُ، وإن كنا نرى آثاره، وقد أخبرنا ربُّنا تبارك وتعالى في كتابه، وأخبرنا نبينا ﷺ فِي سُنته عمَّا يلقاه العبْد وما يعاينه في تلك الساعة.

فإذا حان الأجل وشارفت حياة الإنسان على المغيب، أرسل الله إلى عبده رُسل المَوت لقبض روحه كما قال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِۦ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتّٰىٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾
[ سورة الأنعام : ٦١ ]

وقال: ﴿ فَلَوْلَآ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ [٨٣] وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ [٨٤] وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ [٨٥]  ﴾
[ سورة الواقعة : ٨٣ إلى ٨٥ ]

فيكون الإنسان في تلك الحال في موقف من أصعب المواقف، فهو خائف مما سيقدم عليه، كما أنه خائف على من خلفه، فتأتي الملائكة للمُؤمن في صورة حسنة جميلة، وتبشره برضوان الله وجنته، وتؤَمِّنه وتطمئن قلبه بألَّا يخاف مما سيستقبله في عالم البرزخ والآخرة، ولا يحزن على ما خلفه من أهل ومال وولد، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقٰمُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾
[ سورة فصلت : ٣٠ ]

وتأتي الكافرَ والمنافقَ في صورة مخيفة مفزعة، وتبشره بسخط الله وغضبه وأليم عقابه، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرٰىٓ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلٰٓئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبٰرَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾
[ سورة الأنفال : ٥٠ ]

وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُولُوا الْأَلْبَابِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن