[ ولعَبدِي مَا سأل! ]

8 2 0
                                    

الأحاديث القُدسية [٨]

•••

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: قال الله تعالىٰ: «قَسّمَت الصَّلاةُ بينِي وَبينَ عَبدِي نِصفَين ولِعَبدي مَا سَأل، فإذَا قَال العبدُ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعٰلَمِينَ ﴾ قَال اللهُّ تعَالىٰ: «حَمّدَنِي عَبدِي» وإذَا قَال: ﴿ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ﴾ قَال اللهُّ تعَالىٰ: «أثْنَى عَليَّ عَبدِي» وإذَا قَالَ: ﴿ مٰلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ قَالَ: «مَجدَّنٍي عَبدي» وَقالَ مرةً: «فوّضَ إليَّ عَبدِي» فإذَا قَال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ قال: «هَذا بينِي وَبينَ عَبْدِي ولِعَبْدِي مَا سَأل» فإذَا قالَ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرٰطَ الْمُسْتَقِيمَ  ۝ صِرٰطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّآلِّينَ ﴾ قَال: «هَذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي مَا سَألَ» وفي رواية: «قَسّمتُ الصَّلاةُ بَيْنِي وَبَينَ عَبدِي نِصْفَيْن، فنِصفُهَا لِي وَنِصفُهَا لِعَبْدِي»
- رواه مسلم، وأصحاب السنن لأربعة.

~~~

مفردات الحديث:

مَجدَّنٍي عَبدي: عظمني وشرفني.
فوّضَ إليَّ عَبدِي: رد الأمر إلي.

~~~

منزلة الحديث:

هذا الحديث يبين فضل سورة الفاتحة ومنزلتها من الدين، ولذا قال بعض السّلف مبينا ما لهذه السورة من شأن عظيم عند الله: أنزل الله عز وجل مائةً وأربعة كتب، جمع علمها في أربعة وهي: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وجمع علم الأربعة في القرآن، وعلم القرآن في المفصَّل، وعلم المفصَّل في الفاتحة، وعلم الفاتحة في قوله: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
[ سورة الفاتحة : ٥ ]

~~~

فضائل الفاتحة:

ومما يُؤكد أهمية هذه السورة العظيمة ما ثبت لها من الفضائل والخصائص التي صحت بها الأخبار منها أن الصلاة لا تصح إلا بها، ولهذا سماها الله صلاة كما في حديث الباب.

ومنها أنها أعظم سورة في القرآن، ففي البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى قال: «كنتُ أصلي في المسجد فدعاني رسول الله ﷺ فلم أجبهُ، فقلتُ: «يَا رسول الله، إني كنت أصلي» فقال: «ألم يقل الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾؟
[ سورة الأنفال : ٢٤ ]

ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد» ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلتُ له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟» قال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعٰلَمِينَ ﴾ هي السَّبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُولُوا الْأَلْبَابِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن