يا أيّها النّاس!

82 9 0
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف حالكم يا رفاق؟ أرجو أنّكم بخيرٍ، كيف حال رمضان معكم الآن؟

نرى الكثير مِن الرؤساء اليوم، ممن يلقون خطاباتٍ لشعوبهم في موضوعٍ ما، فذاك رئيس روسيا (بوتين) قد ألقى خطابًا على جنوده؛ ليحفزهم ويقوّي عزيمتهم مِنْ أجل أنْ ينجزوا مهمتهم في أوكرانيا. وذاك رئيس أوكرانيا (زيلِنسكي) يخطب بشعبه يطمئنهم عن أحوال بلادهم، وأنّهم سيجتازون هذه الحرب.

في فصل اليوم، سنتكلم عن الخطابة.

وجد العرب قديمًا في الخطابة خير وسيلةٍ لاستعادة نفوس المستمعين وتشجيعهم على خوض الحروب مثلًا، أو للدفاع عن شيءٍ ما.

إنّ الخطابة مِن الفنون الأدبيّة التي عرفها الإنسان منذ عهدٍ مبكرٍ، وهي تهدف إلى التأثير في نفوس المستمعين واستمالتهم وإقناعهم، ولَمْ يستطع الأنبياء أنْ يَهدوا الأمم إلّا بقوّة المنطق، وبراعة البيان.

إذًا كيف نكتب الخُطْبَة؟

عند كتابة الخُطبَة نختار أولًا موضوعًا معينًا، وقد اخترنا في تحدّي اليوم موضوع (الحريّة).

ومِن خصائص الخُطبَة، الموضوعات مِنْ حيثُ مناسبتها لحال المستمعين، إذ أنّها تُخاطب عواطفهم، وتناقش ما يشغل بالهم، ويجد فيها الناس حلولًا للمشاكل والصعوبات التي يواجهونها، أمّا حين يتجه الخطيب إلى موضوع لا يمتّ لواقع النّاس بصلةٍ، ويخاطبهم في موضوع لا يحتاجونه، فذلك يُفقدها ميّزتها.

ومِنْ خصائصها أيضًا الأسلوب، ويقسم الأسلوب إلى ثلاثة أنواعٍ، أسلوب الخاطب المحترف والبليغ، وأسلوب العاميّ البسيط، وأسلوب المتعلم الّذي يكون مزّجًا بين الأسلوبين السّابقين.

وأيضًا لدينا الإقناع، فهدف الخطابة في الأساس هو إقناع المستمع، ومِن أساليب الإقناع في الخطابة الاستفهام، الزجر، الإنكار، التقرير، النداء، والتمني.

ولدينا المعاني، حيث تتميّز معاني الخطابة بالسهولة والوضوح، بعيدةٌ عن التكلف والتعمّق والغموض.

وقد أعددنا فعاليةً لكم في هذا الفصل أيضًا، وهي كتابة خُطبَة عن موضوع (الحريّة الشخصيّة).

 ففي الآونة الأخيرة أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعل يردّه المجتمع بمصطلح الحريّة الشخصيّة، وعلى الخُطبَة أنْ تتضمن ما تعنيه الحريّة بوضوحٍ.

شروط كتابة الخُطبَة:

-ألّا يزيدَ طول الخطبة عن ألفٍ وخمسمئةِ كلمةٍ، ولا يقلّ عن الخمسمئة كلمةٍ. 

-أنْ تكون شاملةً للموضوع بأسلوبٍ منمّقٍ سهلٍ يفيد قارئه. 

-أنْ تتبعَ هيكل الخُطبِة وبنائها مِنْ مقدّمةٍ وعرضٍ وخاتمةٍ، مع الاستشهادِ بأياتٍ مِن القرآن أو السنّة النبويّة أو إجماع الأمّة. 

شروط المقدّمة:

1- أنْ تكون متصلةً بالموضوع نفسه لتخدمه وتمهد له.

2- أنْ تكون واضحةً، مناسبةً، وشيقةً لعقول القراء.

3- أنْ تكون دقيقةَ التعبير وموزونةَ المعاني. 

4- أنْ تناسب الخُطبَةَ طولًا وقصرًا؛ لأنّها مقدّمةٌ لا خُطبَة، وتمهيدٌ للموضوع، ولأنّها إذا طالتْ استنفدتْ جهدَ الخطيبِ وانتباهَ السامعين، فمنعَتِ الخطيبَ مِن الاستفاضة والشرح، ومنعَتِ الجمهورَ مِن الانتباه الجيّد، لأنّهم سمعوا الكلام في المقدّمة لذا يجب أنْ يراعي الخطيب هذه الناحية في المقدّمة.

شروط العرضِ:

1- أنْ تُرتّب النّقاط الأساسيّة ويُحكى عنها بتسلسلٍ لا يشتت القارئ. 

2- أنْ يكون الأسلوبُ طلبيًّا إنشائيًّا بهدفِ جعلِ القارئ ينتبه ويتعلّم بعيدًا عن التّهديد والأمر.

أثق بأنّ الشخص إنْ سعى لتحقيق شيءٍ ما، فستجري الرياح كما أرادتْ سفينته، وأثق أيضًا بأنّكم يا أعزائي قادرون، ولديكم الإبداع والمهارة الكافية لإتمام مهمة الفعالية! كما ويمكنكم الإطلاع على مصادر خارجيّةٍ، للاستزادة المعرفيّةِ حتى تساعدكم في كتابتكم للخُطبَة.

موعد تسيلم الفصل حرٌ بالطبع.

ولا تنسوا أنّ فصل هذه الفعالية سيضاف لفصول كتاب تحدي سلام الخاص بكم.

ختامًا، أرجو لكم صيامًا مقبولًا في هذا الشهر المبارك.

تارديس.

تحدي سلام 2022.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن