أضواءٌ مسّرحيّةٌ

166 12 1
                                    

مرحبًا جميعًا أعزائي.

كيف كان يومكم؟ أكان مليئًا بالطاعات والإيجابيّة؟

جئتكم اليوم بجزءٍ جديدٍ مِنْ مسابقتنا الرمضانيّة المميّزة، هل أنتم جاهزون؟

سيكون موضوعنا لهذا اليوم هو كتابة مشّهدٍ مسرحيٍّ، هل تعرفون ما هو المشّهد المسرحيّ؟ وكيف تتم كتابته؟

المشّهد المسرحيّ هو الدعامة الأساسيّة في كلّ مسرحيّةٍ، فالمسرحيّة ما هي إلا مجموعةٌ مِن المشاهد المتلاحقة والمتكاملة، وكلّ مشهدٍ منفصلٍ عن البقية، له بدايةٌ ونهايةٌ.

بغض النظر عن طبيعة العمل المسرحيّ، يجب أنْ يكون المشّهد المكتوب يحتوي على أحداث وشخصياتٍ تعيش في مكانٍ وزمانٍ محددين.

ولأنّ المشّهد المسرحيّ مكوّنٌ أساسيٌّ في مسرحيّتكَ، لا بدّ أنْ تتعلم كيفية كتابة مشّهدٍ مثاليٍّ وفق الخطوات التالية:

كخطوةٍ أولى نحدد فكرة المشّهد، ونميّز أهميتها على مستوى المسرحيّة كاملةً؛ فالمشّهد ما هو إلا قصّةٌ صغيرةٌ في المسرحيّة الكبيرة.

كما ويجب أنْ يكون لهذه الفكرة مغزًى ما يلتقطه القارئ مِن المشّهد.

إضافةً لذلك لا ننسَ التشويق الّذي يجب أنْ يكون بارزًا في آخر سطور المشّهد، ليجعل مِن المتابع متحمّسًا لمتابعة باقي المشاهد.

أمّا خطوتنا الثانية فهي انتقاء الشخصيات المناسبة التي نحتاجها في المشهد، والتي سنجدها واضحةً عند تحديد الهدف مِن المشّهد.

كما في مسرحية روميو وجولييت في مشّهد الشّرفة، حيث ظهر روميو وجولييت ولم يظهر الراهب لورانس؛ وذلك لأهمية وجود الشّخصيات المهمة فقط.

ولا تنسوا أنّ عدد الجمل التي تقولها الشخصية ليستْ محور نجاحها! فأحيانًا تكون الشخصية قليلة الكلام فيظهر حزنها في هدوئها، وبهذا الشكل تكون تصرفات الشخصية هي التي تروي الموقف، لا الكلام!

انتقالًا للخطوة الثالثة، والتي تكون خلفية المشهد، يجب أنْ يكون مكانًا مثيرًا للفضول، يشدّ المشاهد ولا يمكنه إنكاره، وهذه الخلفية تظهر مِن خلال الوصف في كتابةِ المشهد، حيث يشمل الوصف أهم الأشياء في المكان وحتى الزمان مما يرسم خلفيةً في ذهن المشاهد ويتعرف فيها على الجو المحيط بالمشّهد.

ولا بدّ لنا ألا ننسَ أهميّة الخلفية في انعكاسها على أحداث المشهد وإثارة الحواس فيه، كما في مسرحيّة هاملت العالمية، وتحديدًا في مشهد رؤية هاملت لشبح والده على سور القلعة؛ فكانتِ العناصر داعمةً للموقف بشكلٍ ممتازٍ.

أمّا عن رابع خطواتنا فهي نقطةُ البداية، فكما هنالك أهميةٌ كبيرةٌ للبدايات في القصص، هناك أهميةٌ كبيرةٌ كذلك لبداية المشّهد. يجب أنْ تكون بدايةً جديدةً مبتكرةً يمكنها أنْ تجذب الاهتمام وتسحر الألباب.

مِن الممكن أنْ تظهر عدّة بداياتٍ للمشّهد في عقولكم، لا تقوموا بمسحها! وإنّما قوموا بتجربتها، ودفع الأحداث مِنْ بعدها لتختاروا البداية الأنسب.

وبعد ذلك في الخطوة الخامسة فسنتحدث عن زمان المشّهد، والّذي يظهر مِنْ خلال الملابس، أو الخلفية، وقد تظهر مِنْ خلال الحوارات أو المعدّات.

بعد ذلك، نأتي للحوارات في المشّهد، فالحوار هو أهم العناصر التي توجه المشّهد إلى الطريق الصحيح، وتعطيه القوّة والترابط مع باقي أجزاء المسرحيّة، لذلك يجب خلق حوارٍ مناسبٍ يدفع الأحداث للأمام، ويجب عدم حشو الحوار بوجهات النظر الفلسفيّة بكثرةٍ؛ فهذا النوع مِن النصوص مكانه الكتب لا المسرحيّات، نصوص المسرحيات تكون بسيطةً وخفيفةً.

نمزج العناصر معًا في خلّاط الكتابة وتظهر مسوّدة النصّ، نقوم بقراءته بعين القارئ لا الكاتب، ونتخيلها بنظرة المُشاهد، ثمّ نقوم بتعديل النقاط التي نجدها غير جيّدةٍ.

أرجو أنْ تكونوا قد فهمتم الخطوات بشكلٍ صحيحٍ، والآن يا أحبائي إليكم تحدّي هذا اليوم.

في ظلّ الأزمات دائمًا ما يختار بعض الناس الهجرة إلى مكانٍ أفضل كما تفعل الطيور التي تبحث عن الدفء، ما رأيكم بأنْ نتخيل معًا قافلةً مهاجرةً، إلى أين ترحل؟ وكيف كان الطريق؟

قوموا بكتابة مشهدٍ مسرحيٍّ عن قوافل مهاجرةٍ، استعملوا مخيلتكم لبناء المشّهد بأبعاده كاملةً، وقوموا بخلقه بإبداعكم.

ننتظر مشاركاتكم على أحرّ مِن الجمر.♡

ولا تنسوا أنْ أدتضيفوا هذه المشاركة إلى فصول كتبكم الخاصة بتحدّي سلام.

دمتم بحبٍّ لا يفنى.♡♡

-عضو النقّد لافا.

تحدي سلام 2022.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن