خفّت تضاحيكها الجميلة..
ولست أدري، لماذا أصبحَ الهدوءُ مزعجا بعدها..𑁍𑁍𑁍
عبرت بابَ الشركةِ الخارجيّ و انتهت بخطاها المحبطةِ حيثُ كانت سيارةُ تايهيونغ مركونةََ و السائقُ في انتظارها، بلعت ريقها قبلَ أن تحاولَ التحلي بالقليل من الطاقة كي لا تنهارَ باكيةََ أمامه عندَ جلوسها بالمقاعد الخلفية..
و قد تحمحمت ما إن اعتدلت في جلوسها واضعةََ علبةَ الطعامِ قربها، قبلَ أن يشغلَ السائقُ محركَ السيارة تقفى أثرها على المرآةِ العلوية، و قد بدت غيرَ مرتاحة حتى قبلَ أن تحاولَ الكلام.. لذا خاطبها سائلا : إلى أينَ تودين الإتجاهَ الآن يا آنسة؟..
أتاها سؤاله بغتة، كانت أفكارها متضاربة و ذهنها في حرب بيد أنها لم تكن لتفكر في شيء آنذاك، رمشت بجفونها الندّية و بنّ عينيها المتردد.. فخرجت آهاتُ توتّرٍ عن شفتيها و غدت يدها تعدلُ غرتها الجانبية عندَ الصدغ فلمحت تلكَ العلبة التي أعطتها شعوراََ بالنفور..
فقالت : أيمكنكَ أن تأخذَ علبةَ الطعامِ للسيد كيم؟ ثم بعدها.. ربما تستطيعُ إعادتي للمنزل..
إلتفتت إليه، و غدت عيناها على خاصته بالمرآة و يداه معا على علوّ مقودِ السيارة، كانَ سيدا عبرَ حاجزَ الستينَ من عمره بشعرٍ يتخللهُ بعضُ الشيب، و تجاعيدَ على ملامحِ وجهه المرتاحة.. ومضت عيناهُ بغيرِ رضا عما قالته فأجابها : لم تكن لأجله.. إن كنتِ ستكذبين سآخذكِ إليه و قومي بذلكَ بنفسك يا آنسة..
بلعت ريقها، لم تكن نيتها كما يخال.. لا أن تُشعرَ تايهيونغ بأنهُ شخصٌ ثانويّ.. لكن.. هذا ما سيبدوا عليه أخذُ علبةِ الطعامِ إليه بعدَ أن رفضها الذي كانت من أجله.. غيرَ أن إخفاءها لأمرِ خطبتها بدى أمرا وشيكا انكشافه، سواءََ أكانَ سيعتبرُ مشكلة تقفُ أمامَ غاياتها أم لن يكون..
- سيد شو.. ليسَت نيتي..
صمتت حينما تذكرت كيفَ بدى شعورها حينَ سمعت كلماتِ جان و إيساءاته لها، ولا هي براغبةٍ أن تنشرَ شعورَ الأسى في قلبِ أحدٍ بسبب أنهُ تملّكها إبان تلكَ المواقف من خطيبها، ليسَ عندما يقفُ على مشارفِ اللعبِ بمشاعر ربّ عملها و الذي يكونُ كفيفا أيضآ.. و هي ليست فتاةََ أنانية و لم تكن يوما هكذا، لكن المخاطرة لفقدان هذا العمل ضربٌ من الغباء.. قاطعَ شرودها آنذاك صوتُ السائق ذا النبرةِ المخمليّة المريحة..
- يا آنسة.. سيفرحه أن أحدا تذكرَ بعثَ علبةٍ من الطعام إلى مكتبه، إن هذا ليسَ شيئا كبيرا لكنه رجلٌ بسيطٌ في مشاعره يقدرُ أقلّ العطاء.. لذا لا أستطيعُ أن أقبلَ رؤيته متوهما أنه مهمّ بالنسبةِ لك بينما الحقيقةُ غيرَ ذلك..
أنت تقرأ
BLIND | أعمى
Romanceانتهت الحياةُ في لحظةٍ واحدة، و مع كل نفس و يوم ينطوي، رغم خفوت عينيه كانت رؤيةُ الماضي الأليم الذي لا يفارقه واضحةً في خياله، و رغم معاناته طوى الألم مع كل دقيقة و ثانية و جعل منهُ قوةً و نوراً لبصيرته لا بصره. استحقّ الحياة و أرغمها على استحقاقه،...