بعمقه ينتظر إشراقتها كنجم الشمال في ليله..
و ربما الإحتراقَ بها إلى الأبد..𑁍𑁍𑁍
سحبت المفاتيح من الباب، و لم يكن البيتُ سوى فارغاََ لا يرينُ فيه إلا الهدوء و إلى مسامعها تنتهي طرقاتُ حذاءها صاعدةََ للطابقِ العلويّ..
رمت بإهمالٍ حقيبةَ يدها على سريرها، و تفقدت ثيابها في الخزانة لتأخذَ منها ما تحتاجه مارةََ إلى الحمام..
حصلت على حمامٍ فاتر و لم تفارقها كلماتُ السائق عن سيده، إلى أن انتهت من حمامها الذي طالَ قرابةَ الساعة متعمدةََ أن تريحَ جسدها من ثقلِ همّها و تنسلخَ من غمّةِ التفكير الزائد لما أثارَه جان بداخلها بدايةَ اليوم..
باشرَ الليلُ على اكتساحِ الأرض و سيدها لم يعد للمنزل بعد، تفقدت هاتفها لتتذكرَ أنها لم تأخذ رقمَ هاتفه بعد و لا طريقةَ لتهاتفه أو تعرفَ عن موعدِ رجوعه و عن العشاء هل من الضروري تحظيره أم أنه لن يبيتَ في المنزل مجددا؟
تنهدت واضعةََ هاتفها على السرير، لتجلسَ على الكرسي أمامَ المرآة التي تقابلها و على الطاولةِ أمامها مستحظرات تجميلها، عطرها و قلةٌ قليلةٌ من الحليّ في علبةٍ لامعةٍ مفتوحة مبطنةٍ بحريرٍ أصفر لامع.. تفحصت انعكاسها على المرآة بشعرها المنسدل المبتلّ و شفتيها الحمراوين لترفعَ مرطبا تضعُ منه عليهما.. ثمّ الخاص بجسمها..
كانت تخلل أصابعَ يديها ببعض لتطبقه على جلدها فأتاها اتصال لذا استقامت بثوبِ الحمام لتنظرَ صوبَ الهاتف الذي أبقته فوقَ السرير، تميلُ وجهها بجانبية بالعةََ ريقها بغنجٍ لما رأت جهةَ الإتصال تعودُ لجان..
رفعت الهاتف لتعودَ قبالةَ المرآةِ بملامحَ عادية واقفة تتأملُ الهاتفَ بينَ يديها و رنته لم تتوقف حتى انقطع الخطّ بعدَ حين.. وضعت الجهاز على المنضدة، و غدت تجففُ شعرها، اتصلَ مجددا.. و أعادَ الكرّة حالما جلست تضعُ منعّمَ شعرها منتصفَ راحةِ يدها و عيناها ترمشُ بخفة، دعكت يديها ببعض و ممرتها في جماليةٍ و راحةٍ على خصلاتها لتسرحها بالمشط و غدت تلملمهُ كما تحبّ مريحاََ للأعلى بشكلٍ اسفجيّ..
انتهت بمرطّبِ الوجه، و لم يتوقف الهاتفُ عن الرنين، مهاتفاتٍ و رسائل.. هي جعلت تتعطّر بعدمِ اكتراث، لتأخذه بيدها و تفصلَ الخطّ الفائت، فأغلقته بشكلٍ نهائي و غدت تغيّرُ ثيابها..
متحررةََ كانت رغمَ أنها أوثقَت معصميها لنرجسيّ خبيث، بجوفها كانت تسري سمومه إلى فؤادها و ما يلبث يؤلمها كم أن طيبتها أحيانا تؤولُ نحوَ الخطأ.. لكنها اختارت أن تكونَ من النصفِ الطيبِ من العالم على الأقل ألا تكونَ من النصفِ الفاسد..
أنت تقرأ
BLIND | أعمى
Romanceانتهت الحياةُ في لحظةٍ واحدة، و مع كل نفس و يوم ينطوي، رغم خفوت عينيه كانت رؤيةُ الماضي الأليم الذي لا يفارقه واضحةً في خياله، و رغم معاناته طوى الألم مع كل دقيقة و ثانية و جعل منهُ قوةً و نوراً لبصيرته لا بصره. استحقّ الحياة و أرغمها على استحقاقه،...