- بدايةُ الجزءِ الثاني -
ـــــــــــــــــ
- تاريخ و توقيت فتحك للجزء؟
- أرجوا إضائة النجمة لطفا منك و دعما لي ♡..
- لا تنسى التعليق بآراءك بين الفقرات ♡..
ــــــــــــــــــ
- ENJOY -
𑁍𑁍𑁍
عند الغسقِ حيثُ لا يسمعُ سوى هديرُ الرياح، استيقظ في فزعٍ يسحب الهواء مرتجّ الشفتين لرئتيه، و عيونه تائهةُ النظرات في بحر السواد الداكن، إذ محجراه دون وجهة تتحرك في اتجاهاتٍ مختلفة في خوفٍ منه و بالكاد ترمشُ جفونه المبتلة.
رفع يده مائج التنفس و الهواء يأبى الوصولَ لصدره، غدت يمناهُ تبحثُ في الهواء في رجفةٍ عن مكان كأسِ الماء و مهدئات الأعصاب التي على الطاولة الصغيرة جانب السرير، لكنها حطت في رجفتها على الكأس بقوةٍ فأسقطه أرضاً لينكسر و المياهُ التي كانت به غدت منسكبةً أسفل السرير.
سارع يتلمسُ بيده فوق الطاولة الصغيرة بحثاً عن أقراصِ المهدئات، فأخذها بارتجافه أنامل يمناه ليأخذَ قرصاً منها يبتلعه بصعوبة بما بفمه من ريق يبلله.
قطراتُ العرق بجبينه كانت تتكدس على الجوانب لتجعل لها ممرا بداية من رغسه نحو ذقنهِ المائجِ الحركة.
هدأتْ رجفةُ أنامله، و معها جفونه المترددة، التي رمش بها مرتين ليغلقها باحثاً بيسراه عن الوسادة التي تموضعت خلفه من موضع جلوسه على السرير.
اتكأ على ساعده و يده فوق الوسادة البيضاء بعضاً من الوقت يتنفس بروية عله يعيدُ انتظام تنفسه من جديد.
تلك كانت أوضاعه منذ حادثٍ أخذ منهُ والدته، و عينيه، فكانت الضربة مضاعفةً و السجنُ دامس الظلام.
يكاد لا يجد أملاً من وجوده لكن كيانه لا يطاوعه إظهار ضعفه ولو حتى القليل منه، فكان يعيشُه وحيداً كتوحده بظلمته، اكتفى بنفسه ألا ينتظر أحدا يفهمه أو يربت على كتفه، مادام ليس ممن بجانبه أحد اللذين عاشو ذات التجربة.. الإنتظار من الآخرين فهمك يقتل شعورك بالإمتنان لنفسك و فهمها.
أنت تقرأ
BLIND | أعمى
Romanceانتهت الحياةُ في لحظةٍ واحدة، و مع كل نفس و يوم ينطوي، رغم خفوت عينيه كانت رؤيةُ الماضي الأليم الذي لا يفارقه واضحةً في خياله، و رغم معاناته طوى الألم مع كل دقيقة و ثانية و جعل منهُ قوةً و نوراً لبصيرته لا بصره. استحقّ الحياة و أرغمها على استحقاقه،...