٩

241 13 0
                                    


                         "حيدر" 


كنت شايف الاستغراب و الحيرة الكست وش نورس و نور .. ما كانوا متوقعني أجي السودان في التوقيت ده تحديدًا ..بعد آخر مرة اتناقشنا فيها سوا .. اتفقنا بعد انفجار عيلة الساتي هم بس الحايرجعوا السودان وانا افضل في كندا ! 


انا الابن الاصغر للملك نجم الدين ، كنت رافض فكرة اتفاق السلام وياما اتناقشتَ فيها مع الملك .. لكنهُ كان مُصِر بعناد شديد وفاكر انه ده حاينهي العداوة اللي بين بلغاريا و شهران اللي عرفناها من فتحت عيونا على الدنيا ..كان عايز يخت حد للمشاكل و الخلافات البتحصل بين شعب المملكتين .. مقدم المصلحة العامة على كل الظنون و التخوين والشكوك الكانت جوانا اتجاه الملك آزر وولده هِزبر .


ولاني كنت ضد الاتفاق الملك سفرني خارج المملكة بغرض التعليم ..دي الحجة القدمها ملك شهران اللي اقترح على ابوي يسفرني برا اكمل تعليمي في افضل جامعات العالم "هارفد " .. سافرتَ اميركا وانا ما راضي كنت متاكد انو سفري ده ما هو الا خطة ماكرة من الملك آزر عشان ما اعيق الاتفاق .. و بعد سفري باسبوع واحد بس تم الاتفاق زي ما كنت متوقع بالضبط . ما بنكر اني مع مرور السنوات الاولى من الاتفاق حسيت بشوية تأنيب ضمير اني كنت ضده .. ومع كل تطور في المملكة كنت بتاكد انو الدم الشهراني مهما حصل في النهاية حايخون زي ما احساسي عمرو ما خاني ابدا! ..و حصل الكنت متوقعهُ و خانت شهران كما هي عادتها من سنين قديمة !. عرفت انه عيلتي كلها ماتت واولهم والدي الملك .. كنت على تواصل مع الشيخ الزايد اللي كان سبب في اني اسيب امريكا و اسافر كندا خوفًا من اي خطر ممكن يصيبني وانا هناك .. الشي الوحيد الساهم في اني عايش ان هزبر نفسه ما كان عارف اني سافرت بأمر من والده الملك آزر .. وده لو صح توقعي فهو انه هو و والده ما على اتفاق تام بيناتهم و اي واحد متوقع خيانة من التاني وما حاستغرب ابدًا لو ظهرت حقيقة قاتل الملك آزر وكان القاتل ولدهُ هِزبر ! .


بعد استقراري في كندا بديت حياتي كأي لاجىء عادي ولاقيت من الصعوبات ما لقيت و مرت علي ايامي نومتَ فيها على الرصيف .. و اتبدلت احوالي بين ليلة وضحاها .. من امير مملكة لمتسول في شوارع كندا .. لغاية جاني مدد من الشيخ زايد بمبلغ مادي يكفيني سنتين قدام كاقصى حد .. كان لازمني شغل و بديت افتش و استثمرت المبلغ الرسلهُ لي في اني امتلك مكتب صغير امارس في شغلي القريتهُ نظري .. ومن هنا كانت بداية شركة O.S.L ، كان لازم اقيف على رجليني .. عرفت من الشيخ زايد ان "نورس" هربت في واحد من مراكب الانقاذ .. بعد فترة جات طالبة سودانية تابعة لواحد من معاهد التعليم الآلي لبحث اكاديمي مطلوب منها .. من اول مرة شوفتها فيها حسيت فيها شي غريب و كانه في رابط بيني و بينها ..طول فترة بحثها في الشركة معانا كنت مراقبة ما كان حايصعب علي اميز مهارتها الشاذة ..عينتها عندي كموظف شكليًا عشان مهوبة داخليًا عشان إحساسي القوي في إنها واحدة من الناجين من المملكة .. فضلت مشكك في احساسي لغاية ظهرت موهبة التانية و كانت بتخطف الافكار من عقلي قبل انطقها حتى.. مع انها في كل مرة بتعلل لي باني لمّحت بس حتى لو لمحت فهي ما ذكية كفاية لانها تنطقها زي ما في عقلي بالضبط ..!

نورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن