"نورس"
فضلت محبوسة في البيت لغاية رجلي شفت تمامًا و قدرت امشي .. على قدر ما كنت عايزه اضرب لعمر و اطمنه علي .. على قدر ما خوفت من رد فعله و الاسئلة الكتيرة الحاينزلها على راسي لمن يشوف حالتي وانا ما عندي ليها إجابة .. قفلت التلفون عشان اتجنب خوفه و قلقه لو شافني اونلاين.. يوم عن يوم قرار اني ارسم حدود بيني و بين عمر بيزيد .. بزعل من نفسي لمن اشوف نظرات حبهُ الواضحة لي واتصرف اتجاها ببرود مصطنع .. الاسوء من الحب الصامت هو انك تكون عارف بشعورهُ إتجاهك و تقابل كل الحب و العطاء القدامك ده ببرود !!
سواءً أردنا او لا في احيان كتيرة نحن بنكون الطرف المؤذى .. الطرف الشرير و القاسي .. ورغم عدم استحقاقنا لحب الطرف التاني إلا إنو بفضل يحب فينا بلا حول منه و لا قوة منا على ردع المشاعر دي ! نحن بشر خير و شر ، نور و ظلام ، قسوة و حنان .. حانفضل شايلين الصفتين لغاية ما تنتهي مدتنا في الحياة دي .. دي الحقيقة المُرة اللي مهما ركبنا ليها جناحين او قرون حاتفضل واضحة و صريحة برغم كل مسمى جديد بيلمع مع المصطلحات الجديدة .
تخيل تجري في طريق طويل براك ، مافي مين يسندك و لا يد تمد ليك لمن تقع ..و فجأة يظهر نور من بعيد ، يد تسند و تقيف و تصفق .. زول بفهمك و بحبك ، انت جاري ورا الدنيا وانت بالنسبة ليهو الدنيا كلها ! الحياة عمرها ما كانت عادلة معاي ابدًا .. أخدت مني كل شي ..جردتني من حقوقي البسيطة و لمن شافت ان في زول ما عايز منها غيري .. بخلت بيه علي ..ختت اكبر حاجز ممكن .. اقوى حاجز !
مع الاسف انا ما حصلت على شيء بسهولة ، انا صاحبة الطرق الشاقة و الصعبة .. انا المستنية العوض و نهاية النفق .. انا البجري في كل الاتجاهات ضايعة و تايهة .. انا اللي كل ما احاول اقيف على رجلي ..بضرب ضربة قوية بتكسرني وتوقعني تاني !
فتحت عيوني بكسل ، ما كنت عايزه امشي الشغل حسيت روحي مرهقة و محتاجة وقت تتعافى فيه .. اتذكرت انو عمر حايكون موجود ، مستنيني و خايف علي ، غمضت عيوني و انا بحاول استوعب انو في الحياة الظالمة دي .. في زول مستنيني ! وانا العمري كله عشت كاني مخفية ، كأني ما موجودة ! حقيقي مافي احلى من الشعور ده .. إنو في زول مستنيك و بهمه امرك ♡ جهزت بسرعة و طلعتَ عاينت لنور اللي قالت لي ..
نور : سلمي لي عليهُ سلام حار يكون !
إبتسمت ببرود : حاضر♡
طلعت و كنت حاسة اني خاينة ، إتمنيت لو الارض تتشق و تبلعني .. خاينة نور و بكذب و بنافق قدام عمر .. ما عارفة ليه حاسة اني حاخسر واحد فيهم قريب ! ما عارفة ليه الشعور ده بالذات مسيطر علي الايام دي ؟ طول الطريق كنت بحاول اتجنب الحرب الدقت طبولها في راسي .. اول ما وصلت مكتبي ختيت شنطتي و مشيت مكتب عمر .. كنت مجهزة حججي و كذباتي الادربت عليها كالعادة .. زليخة ادتني حبل منهم لمن حكت لي انها فهمته اني مشيت اهلي