الفصل الأول - النِهاية

1.3K 257 36
                                    


 رنّ جرس المدرسة الثانوية مُعلنا انتهاء الدوام، تعالى صوت الطلاب الخارجين من المدرسة كلٌ مغادر إلى بيته، أسرعت قمرنا في مشيتها، دقائق قليلة حتى وصلت بيتها  فلم يكن يبعد عن المدرسة  الكثير.

صعدت درجات السلالم بهرولة، كان باب المنزل مفتوحا على مصرعيه، دخلت إلى الداخل بعدما وضعت حقيبة ظهرها الجلدية السوداء على الكنبة المجاورة بهدوء.

صدر صوت من الجانب ، إلتفتت بعينيها العسلية نحو المصدر ولمحته في غرفة الجلوس، رفعت حاجبيها للأعلى بخفوت .

- رام !

همست بصدمة

كان يجلس على الكنبة بإهمال رافعًا قدمه اليمنى على الطاولةِ من أمامه بحركة عشوائية ومن حوله ثلاثة رجال بإنتظار إشارة واحدة منه لينفذوها مهما كانت.

الأب والأم كانا واقفين مقابله، يعتلي والدتها القلق وعلى محيا والدها رُسم الغضب بـإتقان.

- ماذا يحدث هنا؟
سألت بخفوت بصوتها الناعم وهي تدخل إلى الوسط المحتدم الساكن.

نظر هو إليها من أدنى لأعلى نظراتٍ متفحصة، أمعن النظر في ثقوب بنطالها التي تظهرن أجزاءًا من ساقيها.

- تعرضين أنوثتك إذا

تمتم بصوت غير مفهوم وقد إسودت عيناه وتشنج فكه من الغضب، كتم عصبيته فالوقت غير مناسب لإظهار المستور.

- أخرجوا حالا
قال رام موجها كلامه للرجال الثلاثة فهو يغار عليها حد اللعنة.

خرج الرجال دون نقاش فمن يجرؤ على عصيان أوامر القائد؟

رام إبن عزّ الدين، رجل الأعمال أمام الدولة وأكبر

نهض من على الكنبه وتوجه نحوها، مدّ يده الضخمة لتلامس أصابعه خصلات شعرها الأمامية، أبعدت هي يده عنها بحركة سريعة.

رمقها بنظرات هائمة ، فتأثيرها عليه كالمنوم المغناطيسي لا بل وأكثر!

- ماذا تريد أنت؟
سألت وهي تنظر إلى سوداويه بعتب مقطبة حاجبيها.

- تعلمين جيدا ماذا أريد
أجاب بصوته الرجولي العميق الخشن.

هزت رأسها بِ لا وأجابته بصوت خافت
- لكن ... لا يمكن

إقترب منها خطوة  تفصلهما الآن بضع إنشات، مد يده نحوها مجددا ،تحدث ببرود وهو يلعب بطرف احدى خصلات شعرها المتمردة

- يؤسفني رفضكِ لي تكرارا !

نظرت إليه بإبهام وعيونها العسلية فقط تلمع بسبب تجمع الدموع بهما، تعلم أن هدوءه هذا لن يطول وبأن غضبه وعصبيته ستنفجر كالبركان عما قريب وتعلم أيضا أن ذلك لن يسبب لها سوى المزيد من المتاعب.

قَمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن