الفصل الرابع - وِلادة الظلام

505 251 12
                                    

يجلس أمامها وهالة البرودة المرعبة تسيطر على ملامحه التي اكتساها الجمود .

ينظر إليها بهدوء مريب وينفث الدخان من سيجاره بشرود وإهمال .

يضيق عينيه ويناظر وجهها الملائكي النائم .

يحول أنظاره حول يدها وذلك المغذي الموصول إلى جسدها عبر أنبوب دقيق !

يستذكر آخر ما نطقت به .

- انا كنت قد احببتك

لقد نطقتها فعلا !

لقد إعترفت له بحبها .

كان ينتظر هذه اللحظة منذ زمن على أحر من الجمر !

كان يعتقد أنه سيكون أسعد مخلوق في هذا الكون عندما تخبره أنها تحبه !

لم يكن يريد شيئا آخر من هذه الحياة !

لكن لماذا هو خائف ؟ ؛ أجل خائف !

لماذا ليس مرتاح إلى هذا الحد !

ربما لأنه أدرك حديثا أن قربها منه سيوذيها .

لقد خشي عليها من عالمه المظلم !

وهو الذي يخشى البشر من نطق أحرف إسمه ..

ظن أنه سيستطيع حمايتها لكن الواقع أثبت له العكس !

لذا قرر منحها الأمان والإبتعاد عنها ..

قرر الحفاظ على حياتها وسلامتها مقابل تركها .

قرر الطلاق منها !

نهض عن كرسيه ببرود وتقدم منها بخطوات ثابتة .

" قمر" همس بصوته الرجولي وهو يضع يده على وجهها يتفحصه بإهتمام .

لتفتح هي عينيها ببطئ ، وتتململ في نومها .

" إنهضي !" قال بصوت أجش متصنعا البرود .

"رام !" همست وشبح إبتسامة هادئة ظهرت على شفتيها .

ناظرها بجمود لثوان وسرت رعشة في جسده ، طريقة لفظها لإسمه بكل حب أرجفت قلبه !

" ما بك ؟ " همست بصوت خافت وهي تناظر شروده بغرابة .

هز رأسه نافيا ومسح جبينه بتعب وهمس :" كيف حالكي ؟ "

نهضت عن الفراش ببطئ وعدلت جلستها وسط نظراته المتفحصة .

همست بصوت رقسق :" أنا بخير لا تقلق !"

" كيف أصبح جرحك ؟" أردفت وهي تضع يدها على جانب بطنه ، ليشعر بارتجاف في جسده فهو يذوب حتى من لمسة عفوية من يدها !

" بخير !" همس بصوت مبحوح وهو يناظرها بإهتمام .

شعرت بالقلق والتوتر من نظراته الغريبة !

" ماذا بك ؟ " همست بحذر وهي تقترب منه .

عقد حاجبيه بخفة ووتيرة تنفسه قد ازدادت وسأل بهمس :" ماذا ؟"

قَمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن