يجلس أمامها وهالة البرودة المرعبة تسيطر على ملامحه التي اكتساها الجمود .
ينظر إليها بهدوء مريب وينفث الدخان من سيجاره بشرود وإهمال .
يضيق عينيه ويناظر وجهها الملائكي النائم .
يحول أنظاره حول يدها وذلك المغذي الموصول إلى جسدها عبر أنبوب دقيق !
يستذكر آخر ما نطقت به .
- انا كنت قد احببتك
لقد نطقتها فعلا !
لقد إعترفت له بحبها .
كان ينتظر هذه اللحظة منذ زمن على أحر من الجمر !
كان يعتقد أنه سيكون أسعد مخلوق في هذا الكون عندما تخبره أنها تحبه !
لم يكن يريد شيئا آخر من هذه الحياة !
لكن لماذا هو خائف ؟ ؛ أجل خائف !
لماذا ليس مرتاح إلى هذا الحد !
ربما لأنه أدرك حديثا أن قربها منه سيوذيها .
لقد خشي عليها من عالمه المظلم !
وهو الذي يخشى البشر من نطق أحرف إسمه ..
ظن أنه سيستطيع حمايتها لكن الواقع أثبت له العكس !
لذا قرر منحها الأمان والإبتعاد عنها ..
قرر الحفاظ على حياتها وسلامتها مقابل تركها .
قرر الطلاق منها !
نهض عن كرسيه ببرود وتقدم منها بخطوات ثابتة .
" قمر" همس بصوته الرجولي وهو يضع يده على وجهها يتفحصه بإهتمام .
لتفتح هي عينيها ببطئ ، وتتململ في نومها .
" إنهضي !" قال بصوت أجش متصنعا البرود .
"رام !" همست وشبح إبتسامة هادئة ظهرت على شفتيها .
ناظرها بجمود لثوان وسرت رعشة في جسده ، طريقة لفظها لإسمه بكل حب أرجفت قلبه !
" ما بك ؟ " همست بصوت خافت وهي تناظر شروده بغرابة .
هز رأسه نافيا ومسح جبينه بتعب وهمس :" كيف حالكي ؟ "
نهضت عن الفراش ببطئ وعدلت جلستها وسط نظراته المتفحصة .
همست بصوت رقسق :" أنا بخير لا تقلق !"
" كيف أصبح جرحك ؟" أردفت وهي تضع يدها على جانب بطنه ، ليشعر بارتجاف في جسده فهو يذوب حتى من لمسة عفوية من يدها !
" بخير !" همس بصوت مبحوح وهو يناظرها بإهتمام .
شعرت بالقلق والتوتر من نظراته الغريبة !
" ماذا بك ؟ " همست بحذر وهي تقترب منه .
عقد حاجبيه بخفة ووتيرة تنفسه قد ازدادت وسأل بهمس :" ماذا ؟"
أنت تقرأ
قَمري
Romanceإحتضَن يديها وسَط نظراتِها المُستغربة ثم قرّبهما من صَدره ومَسح عليهِما بِحنيّه . - أتسائل . كرّر بصوته الرجولي الخشن لترفع هي أنظارها إليه بتركيز فيُكمل حديثَهُ قائِلا ؛ - كم تغوصُ هاتين اليدين في الظلام ؟ رمشت أمام وجهِه دون أن تنطق بحرف ، سحبت يد...