الفصل الخامس - أعطيتك قَلبي

513 249 14
                                    

دخلت إلى ذلك القصر بخطوات بطيئة مترددة ، تبعها من خلفها وعيونه ترتكز عليها بشكل غير مريح .

توقفت قليلا وناظرته بهدوء مصطنع ، سألت بخفوت :" لماذا أتينا إلى هنا ؟"

حدق بها لثوان بوجه متجهم خال من المشاعر ثم همس ببرود :" إتبعيني !" صاعدا السلالم متجها نحو غرفته ، رمشت هي عدة مرات قبل أن تلحق به بخطوات متسارعة .

صعدت السلالم من خلفه وحاولت أن تسير وراءه لكنه كان أسرع منها بكثير ، دخلت الغرفة لتتوسع عيونها من الصدمة وهي ترى صورتها الكبيرة تتوسط الحائط .

رمشت عدة مرات قبل أن تنطق بصوت خافت :" كيف ؟"

" أنا أحتاج أن أراكي في كل وقت !" قال بصوت رجولي عميق .

ناظرته بهدوء وابتلعت ريقها بقلة حيلة .

" عندما أستيقظ ، أريد أن تكوني أول ما تراه عيناي !" أردف بصوت ممزوج ببحة شجن .

" أحب النظر إليكي كثيرا ، وأدعو الله كل ليلة أن ألقاكي في منامي يا حبيبتي !" همس وهو يسير نحوها بخطوات ثابته .

" أسهر كثيرا وأنا أتأمل صورتكي بغير ملل !" أردف وهو يقف أمامها .

" السهر لوقت متأخر ليس جيد ! " همست بصوت رقيق محاولة تغيير الحديث .

" عديني أنكي ستأتين في حلمي ، وأنا أعدك أنني لن أسهر الليلة !" همس هو بإندفاع .

إبتلعت هي ريقها مجددا وأخفضت نظراتها خجلا وتوترا ، لا تعرف بماذا ستجيب .

مر القليل من الوقت وساد الصمت بينهما ليفسده هو ويقول باستغراب :" لماذا لا تتحدثين ؟"

رفعت رأسها نحوه وقالت بهدوء :" لا طاقة لي على الكلام ! ولو كان هناك ما هو أهدأ من الصمت ..."

توقفت عن الكلام عندما لمحت الغضب في مقلتيه .

عقدت حاجبيها باستنفاذ وهمست باندفاع :" لفعلت !"

لا تعلم من أين أتتها الجرأة لقول ذلك أمامه ...!

عقد حاجبيه بصدمة وارتسمت على وجهه ملامح الندم وعلامات الأسف .

أدار وجهه عنها ومسح على وجهه بخشونة ....

" أنا أحلم !" أتاه صوتها الرقيق ليستفيق من شروده.

إلتفت إليها وهمس بإهتمام :" بماذا ؟"

ناظرته بهدوء وهمست بارتجاف :" بحياة هادئة !"

عقد حاجبيه بقلق وتقدم منها ، " هل أنتي بخير يا حبيبتي ؟" همس وصدره يعلو ويهبط .

" أنا لم يعد لدي أي طاقة للتعامل مع البشر !" همست وهي ترفع كتفيها بقلة حيلة ودموعها على وشك النزول .

" ششش ، إهدأي يا عمري !" همس وهو يقترب منها .

" إياكي ، إياكي يا حبيبتي !" همس بأنفاس متثاقلة وهو يضع إصبعه أسفل عينيها .

قَمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن