دخلت إلى ذلك القصر بخطوات بطيئة مترددة ، تبعها من خلفها وعيونه ترتكز عليها بشكل غير مريح .
توقفت قليلا وناظرته بهدوء مصطنع ، سألت بخفوت :" لماذا أتينا إلى هنا ؟"
حدق بها لثوان بوجه متجهم خال من المشاعر ثم همس ببرود :" إتبعيني !" صاعدا السلالم متجها نحو غرفته ، رمشت هي عدة مرات قبل أن تلحق به بخطوات متسارعة .
صعدت السلالم من خلفه وحاولت أن تسير وراءه لكنه كان أسرع منها بكثير ، دخلت الغرفة لتتوسع عيونها من الصدمة وهي ترى صورتها الكبيرة تتوسط الحائط .
رمشت عدة مرات قبل أن تنطق بصوت خافت :" كيف ؟"
" أنا أحتاج أن أراكي في كل وقت !" قال بصوت رجولي عميق .
ناظرته بهدوء وابتلعت ريقها بقلة حيلة .
" عندما أستيقظ ، أريد أن تكوني أول ما تراه عيناي !" أردف بصوت ممزوج ببحة شجن .
" أحب النظر إليكي كثيرا ، وأدعو الله كل ليلة أن ألقاكي في منامي يا حبيبتي !" همس وهو يسير نحوها بخطوات ثابته .
" أسهر كثيرا وأنا أتأمل صورتكي بغير ملل !" أردف وهو يقف أمامها .
" السهر لوقت متأخر ليس جيد ! " همست بصوت رقيق محاولة تغيير الحديث .
" عديني أنكي ستأتين في حلمي ، وأنا أعدك أنني لن أسهر الليلة !" همس هو بإندفاع .
إبتلعت هي ريقها مجددا وأخفضت نظراتها خجلا وتوترا ، لا تعرف بماذا ستجيب .
مر القليل من الوقت وساد الصمت بينهما ليفسده هو ويقول باستغراب :" لماذا لا تتحدثين ؟"
رفعت رأسها نحوه وقالت بهدوء :" لا طاقة لي على الكلام ! ولو كان هناك ما هو أهدأ من الصمت ..."
توقفت عن الكلام عندما لمحت الغضب في مقلتيه .
عقدت حاجبيها باستنفاذ وهمست باندفاع :" لفعلت !"
لا تعلم من أين أتتها الجرأة لقول ذلك أمامه ...!
عقد حاجبيه بصدمة وارتسمت على وجهه ملامح الندم وعلامات الأسف .
أدار وجهه عنها ومسح على وجهه بخشونة ....
" أنا أحلم !" أتاه صوتها الرقيق ليستفيق من شروده.
إلتفت إليها وهمس بإهتمام :" بماذا ؟"
ناظرته بهدوء وهمست بارتجاف :" بحياة هادئة !"
عقد حاجبيه بقلق وتقدم منها ، " هل أنتي بخير يا حبيبتي ؟" همس وصدره يعلو ويهبط .
" أنا لم يعد لدي أي طاقة للتعامل مع البشر !" همست وهي ترفع كتفيها بقلة حيلة ودموعها على وشك النزول .
" ششش ، إهدأي يا عمري !" همس وهو يقترب منها .
" إياكي ، إياكي يا حبيبتي !" همس بأنفاس متثاقلة وهو يضع إصبعه أسفل عينيها .
أنت تقرأ
قَمري
Lãng mạnإحتضَن يديها وسَط نظراتِها المُستغربة ثم قرّبهما من صَدره ومَسح عليهِما بِحنيّه . - أتسائل . كرّر بصوته الرجولي الخشن لترفع هي أنظارها إليه بتركيز فيُكمل حديثَهُ قائِلا ؛ - كم تغوصُ هاتين اليدين في الظلام ؟ رمشت أمام وجهِه دون أن تنطق بحرف ، سحبت يد...