الفصل الثاني - بِلا بداية

744 257 16
                                    

ركل الباب برجله ركلة عنيفة لينكسر ويسقط أرضا ، دخل إلى الداخل ودقات قلبه تدق بعنف .

لمحها فاقدة الوعي داخل البانيو والمياه قد أغرقتها !

حملها بين ذراعيه وإتجه بها خارج المرحاض كالمجنون ، وضعها على الأرض بحذر شديد .

جسدها كان بارد جدا ، خلع قميصه ووضعه عليها لكنها لم تبدي ردة فعل ، كانت فاقدة الوعي !

وضع إصبعه موضع النبض أعلى رقبتها المبتلة ، ليشعر بفقدانه !

لم يكن الوقت ملائما للتفكير ، فقط للعمل !

بدأ بعملية إنعاشها بحذر ، وربما قلبه هو أكثر من يحتاج الانقاذ !

ثلاثون ضربة متتالية موضع عضلة القلب ، ثم اللحظة الأكثر حساسية ، نفس قوي !

أخفض رأسه بتردد ، ألصق شفاهه بشفتيها المبللتين المثيرتين ، استطاع استشعار ملمسهما الناعم ، جسده صار أكثر حرارة ، نفخ داخلها بقوة ، انتظر منها أدنى ردة فعل ! لكن لم يتلقى شيئا .

تعرق جبينه على أثر الضغط العميق الذي يمر به .

أغمض عينيه ، أخذ نفسا عميقا ، نظر إليها للحظة ثم عاود الكرة مرة أخرى .

بدأ يوجه الضربات نحو عضلة القلب ، صار يلهث بعجز .

همس بصعوبة جراء حالته الهلعه وهو يعد :"16 17 ، 18 ، 19 "

كان ينظر إلى وجهها باستمرار ، فقط ينتظر اشارة صغيرة تدل على بقاءها قيد الحياة .

وفجأة أخذت تسعل بين يديه ، نظر إليها غير مصدقا ،و ابتسامة بلهاء زينت ملامحه ،أمسك وجهها بين يديه ، اقترب منها وضمها اليه بقوة ، وكأنه يريد إدخالها إلى أحشاء قلبه !

استمرت هي بالسعال ، فابتعد عنها بحذر ثم قلبها على جانبها الأيسر وساعدها في اخراج ما تبقى من المياه في فمها .

بدأ جسدها الصغير بالارتجاف بين يديه ، أصبح صدره يعلو ويهبط من التوتر ، رفع جسدها للأعلى قليلا وحاول تهدئتها .

قال هو بصوته العميق :" إهدأي حبيبتي ، كل شيء بخير !"

صوته الرجولي العميق الحاد أعاد لها التركيز .

نظرت إليه باستغراب وسرعات ما تحولت نظراتها إلى الامتنان ، علمت بأنه هو من أنقذها ، تشبثت بجسده كالطفلة الصغيرة ، وضعت يديها الصغيرتين خلف ظهره ليبادلها هو العناق بحرارة .

قال هو :" ما الذي حصل يا قمري ؟ "

بقيت هي صامته فقط عيونها بدأت بذرف الدموع وشهقاتها التي لم تستطع كتمها بدأت بالعلو .

"شششش ، لا تبكِ يا قلبي ، دموعك هذة تقتلني !" قال رام بعدما مسح دموعها بكفة يده .

" هيا ، أخبريني ما الذي حصل " أردف هو .

قَمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن