عَوْدة

747 250 14
                                    

بَعد مرور ثلاثةِ شهور 

في جلسة تضم أكبر وأهم رجال الأعمال ورؤساء الإقتصاد ، يتوسط رام المجلس ومن حوله باقي المستثمرين ، منهم الأثرياء ، أصحاب الشركات ورؤوس الأموال ، مالكي البورصة وأصحاب الأسهم والعقارات وبالتأكيد قادة المافيا وتجار الممنوعات ، ينتظرون وصول آخر مستثمر لإكتمال العدد وبدء الإجتماع .

عمّ الهدوء لدقائق قليلة قبل أن يفسده وقع خطوات بالكعب العالي ، إلتفت الجميع نحو مصدر الصوت بإستغراب فمشاركة عنصر نسائي ضمن تلك الأعمال لم يكن في الحسبان .

دخلت امرأة ومن خلفها مُرافقها  وسط أنظار جميع الرجال ، سارت بخطوات ثابتة وجلست على مقعدها المقابل لرام .

- قمر !
همس رام بصدمة وإرتجف جسده من الغضب .

إبتلعت ريقها بغير إرتياح جرّاء إرتكاز نظرات الجميع عليها ولا سيّما نظراته هو .

رفعت يدها ترجع بعض خصلات شعرها السوداء الأمامية وتضعها خلف أذنها ، تنفست الصعداء ورفعت رأسها عاليا  بهدوء ، تلاقت عيونهما ! دقّ قلبها بخوف .... على عكس ما بداخلها أدارت وجهها بثبات نحو الجالسين في الجانب الأيسر .

- لأبدأ أنا بالتوضيح .

قالت بصوت أنثوي عميق متزن يتخلله بعض اللا مُبالاه ، أرجعت رأسها إلى الأمام بشكل مستقيم ، تحدثت وهي تناظره بقصد .

- لكي لا تتشوش عقولكم .

أكملت بنبرة هادئة  إستفزته .

ضغط على يده بشدة حتى إبيضت مفاصله .
ظلّ صامتا يجز على أسنانه ، يُصغي إليها ببرود مصطنع على عكس البراكين التي تحترق في داخله .

- أنا قمر شاهين  ، سأدير أعمال أخي من بعد الآن .

أكملت بجدية .

عقد حاجبيه بعدم فهم .

تنقلت بنظراتها بين الجالسين تارة يمينا وتارة يسارا .

- لأجل من لديهم إشارات إستفهام في رأسهم

- هه
همس هو بسخريه .

قطعت كلامها ونظرت إليه مباشرة ؛

- لدي رسالة واضحة لأنهم لن يأخذوني على محمل الجدّ ، هُنا .

رفعت حاجبها بثقة وأكملت ؛

- على هذا الكرسيّ !
كما هو معلوم ... أعداءُ أخي كُثر .

ظهرت على وجهه إبتسامة شيطانية ، شعرت بإرتجاف في قلبها ، خافت من نظراته المظلمة المتعطشة .
مشاعرها مختلطة .

- العدو لي !

قالت بإندفاع بصوت مهزوز .

أزاحت وجهها عنه ، إلتقطت أنفاسها بهدوء .
أعادت وجهها نحوه مرة أخرى .

قَمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن