يوم صاخب

248 23 10
                                    

تبادلا الأرقام الخاصة بهاتف كُل منهما ثم ودعها لتذهب و وجهتها هي المنزل ، تأكد انها ركبت سيارة اجري ثم غادرت المكان ليرقص و يقفز فجأة بسعادة و الضحكات الصاخبة صادرة منه مقاطعة ذلك الهدوء الذي يحتل المكان ، توقف عن ما يفعله ليتحمحم بإحراج و يعدل ملابسه بعدما لاحظ عجوز تعمل بعربة تبيع القهوة و المشروبات الساخنة تضحك على لطافته
غادر البحر ليعود ادراجه نحو البيت ، وصل ليخرج المفتاح الخاص به ثم يفتح الباب خلع حذائه و معطفه ليضع حذائه بمكانه المخصص و ثم علق المعطف ليتجه نحو غرفة المعيشة اخذًا مكانًا له بجانب هيونجين و الابتسامة لم تفارق وجهه منذ ان غادر البحر ، توجهت انظار الحاضرين له بإستغراب ليتسائل مينهو بعد ان عاد بنظره الي هاتفه مرة اخرى و نبرته يتخللها بعض من السخرية :
ما الذي جعلك تبتسم بوسع هكذا كالأحمق ؟
لم يكترث المعني بكلمته الأخيرة ليجيبه و الحماس يطغي علي صوته :
لقد قابلت لوكا اليوم بعد ان غادرت المكتبة و كنت متوجه الي البحر و طوال الطريق كان تفكيري منشغل بها و يالا الصدف عندما وصلت وجدتها تجلس هناك و أيضًا هي كانت تفعل المثل ، تفكر بي ، و قد كانت تقرأ رواية و إحذروا ماذا كانت ، انها ذات الرواية التي كنت اقرأها بالمكتبة منذ قليل ، و قد قضينا اليوم بأكمله معًا ، و بنهاية اليوم تبادلنا الأرقام اخيرًا

احتلت علامات الإندهاش وجوههم ، ان كل ما يقوم بسرده اشبه بالتخاطر الروحي ، اكملوا حديثهم و من ثم اتجهوا الي المطبخ يقومون بتحضير العشاء معًا
و اكيد الأجواء لا تخلو من صخبهم و اصوات ضحكاتهم ، انتهوا من تحضير الطعام ليبدأون بأكله مع بعض الأحاديث الجانبية و التي يتضمنها ما حدث مع تشان و تلك الشمطاء كما يسميها تشان و قد قابله ردة فعلهم المشابهة لخاصة مينهو و اتبعه لينو بحديثه عن تلك الفتاة ، لينتهوا جميعًا من الأكل و غسل الاواني و تنظيف الطاولة و ثم يخلدون جميعًا للنوم بهدوء ، ينعمون بالراحة بعد يوم طويل استهلكوا به طاقتهم ليقوموا بشحنها مجددًا ليستهلكوها غدًا ، هكذا هي الحياة ايها القارئ ،
تنام لتستمد الطاقة و الراحة لأجل استهلاكها في يومٍ جديد من عمرك
______________________________________
صباح يوم السبت
الساعة
9 : 32
استيقظت على خيوط ذهبية لامعة قد اخترقت عينيها متسببة في ايقاظها ، فتحت اعينها ببطئ و ما قابلها كان سقف غرفتها ، نظرت اليه بشرود تفكر في ما ستفعله اليوم ، كانت ستنوي الجلوس بالمنزل مع عائلتها لكن اتضح لها البارحة ان كل فرد من عائلتها سيكون غير متواجد بالبيت ؛ لذا قررت الخروج لكن اين ؟ هذا ما تفكر به ، استقامت بعد ان وجدت اجابة لذاك السؤال اتجهت الي المرحاض تغتسل و تفعل روتينها ثم خرجت لتقف امام خزانتها تريد انتقاء ما سترتديه اليوم ، اخذت يداها تتجه نحو قميص صوفي اسود ذو اكمام طويلة و تنورة باللون الحنطي واسعة و طويلة ، قامت برتداء ما اخترته لترتدي حذائها ذو الكعب الطويل و تحمل حقيبتها السوداء صاحبة الماركة العالمية
"غوتشي" ، اسدلت شعرها المتوسط الطول الي الخلف و من ثم اخذت هاتفها لتخرج من غرفتها متجهة نحو الأسفل ، ليقابلها هدوء المنزل ، و هذا جعلها تتأكد ان عائلتها الصغيرة قد غادرت المنزل ، خرجت من المنزل ، استوقفت سيارة اجري ، ثم صعدت لتخبر السائق بوجهتها التي هي متجر الكتب ، شردت بتفكيرها و ما كان غيره هو من احتل تفكيرها ، ذلك الرجل الذي قامت بالبكاء في حضنه الي ان نامت ليوصلها الي المنزل منذ ثلاث سنوات و منذ ذلك الوقت و هو يحتل تفكيرها و لكن الغريب تلك الايام عندما تعرفت علي جيسونغ ، بدأت تظهر صورته بدماغها كلما قامت بالتفكير بذلك الفتي الذي بكت بأحضانه منذ ثلاث سنوات و كأن دماغها تريد اخبارها بأن جيسونغ هو ذلك الفتي و قد زادت شكوكها عندما علمت انه أتي لأول مرة الى البحر منذ ثلاث سنوات ، افاقت من شرودها على صوت السائق الذي يناديها ، لتعطيه اجرته ثم تنزل من السيارة ، وقفت امام ذلك المتجر مبتسمة ، لتتجه نحو بابه تدفعه بهدوء ، ليدوي صوت ذلك الجرس معلنًا عن دخول احدهم للمتجر توجهت نحو ذلك العجوز ، الذي تلون وجهه بالتجاعيد اثر تلك السنوات التي مضت من عمره ، و شعره الذي اكتساه البياض ، و وجه امتلئت ملامحه بالدفئ و الطيبة ، قد رسما على ملامح وجهه الهادئ ، رسمت ابتسامة حنونة و جميلة
علي شفتيه حينما رآها متجهة نحوه لنتطق بنبرتها اللطيفة :

The Moon  Where stories live. Discover now