صوت رنين هاتفها قد شارك صوت التلفاز سيادة المكان ، لفت انتباهها لتلتقطه بيدها ، قرأت اسم المتصل لترتفع زواية شفتيها مشكلة ابتسامة واسعة و كأنه امامها ، فتحت الخط ليطول حديثهما و ينتهي بغرقهما في ثباتٍ عميق
______________________________________
خيوظ ذهبية قد تسللت من النافذة مخترقة اعين تلك النائمة تحثها على الإستيقاظ لتنصاع لها ، تقوم بفتح بندقيتها ليقابلهما صباح يوم جديد ، استقامت بجزعها تتمدد و هي تتثاؤب ثم وقفت بالكامل مرتدية خفاها ، لتذهب الى المرحاض تستعد ليوم جامعي جديد ، انتقت ما سترتديه من خزانتها ، ارتدت بنطال قماشي ابيض فضفاض و تيشيرت صوفية ذات اكمام طويلة و ياقة تقوم بتغطية رقبتها بأكملها باللون الرمادي و من ثم اخذت معطفًا رماديًا طويل كإحتياط اذا اشتد الجو في برودته و حذائًا رياضيًا ابيض اللون و حقيبة رمادية من ماركة
" غوتشي"
، اسدلت شعرها البني الفاتح ، لتأخذ كتبها و هاتفها و من ثم نزلت الى الأسفل ، و تدريجيًا تلتقط اذنيها صوت والديها الذي يعلو كلما هبطت درجة من احدى دراجات السلم لتصل الي غرفة المعيشة التي امتلئت بصراخ والديها على بعضهما البعض ( يتشاجران) و كل ذلك امام اختها الصغيرة ، طلبت من اختها الذهاب الى غرفتها و بالفعل انصاعت لها اقتربت الأخرى بهدوء تراقبهما بصمت الى ان توقفا ، تتمنى لو ان تصرخ بوجهيهما و تقول
' كفي لقد تعبت'
تتمنى لو يتوقفوا عن شجاراتهما المستمرة تلك فهما لا يعلمان بما يجري لأطفالهما اثر تلك الشجارات ، تود ان تصرخ و تبوح بكل ما بداخلها لكن ليس لها الشجاعة لتصرخ امامهما ، دمعت عيناها لكن سرعان ما استعادت رباطة جأشها لتخرج و الهم و الحزن يزينان وجهها ، تسير بهدوء تشعر بذاتها تتحطم لأشلاء ، والديها منذ ان ولدت و حتي قبل ولادتها و زواجهما من الأساس كانا على ذات الحال ، يتشاجران على اسخف الأشياء و من ثم يرجعان مجددًا و كأنهما حبيبان طبعيان ، لا يهتمان اذا كان ذلك سيؤثر باطفالهما فقط يهتمان بكبرياؤهما متناسين انهم يملكون اطفال ، تنهدت بضيق يبدو ان يومها سيكون سئ لكن لا نعلم من الممكن ان ينتهي بسعادتها ، وصلت اخيرًا الى جامعتها ، زفرت بهدوء لتحاول رسم ابتسامة مزيفة و من ثم دلفت الى الجامعة ، قابلها اصدقائها بإبتسامة هم لم يلاحظوا حزن لوكا بسبب ابتسامتها الواسعة تلك لكنها كانت في بعض الأحيان صامتة تستمع بهدوء الى ان سمعت اذنيها صوته يناديها ، التفتت لمصدر الصوت لتلمحه يقترب منها بإبتسامة هو و رفاقه مما جذب انتباه صديقاتها الثلاث ، وصل هان و رفاقه اليها ليلقي التحية عليها بإبتسامة واسعة و هي بادلته كذلك الي ان سمع الجميع شهقة مصدرها كان ماري لتلتفت جميع الأنظار نحوها و من بينهم تشان الذي ما ان رآها شهق كذلك و تحولت ملامحه الى غضب ، لتختبئ ماري خلف لوكا بينما تشان كان متجه لها ليقاطع طريقه هان الذي وقف قبالته يمنعه ، نطق تشان بغضب و هو ينظر الى ماري :
دعني هان ، انتقم من تلك الشمطاء
وقفت امامه ماري و وجهها متهجم لتقول و عين كلاهما تطلق الرصاص على الآخر :
مجددًا تناديني بالشمطاء يا شبيه الكنغر العجوز
توسعت عينان الآخر من اللقب لتضيق مجددًا بغضب ليتكلم و الغضب يتخلل نبرته الرجولية :
انا شبيه الكنغر العجوز ايتها العجوز الشمطاء ، اقسم ستندمين
و قبل ان ترد المعنية وقفت لوكا بجانب هان الذي بينهما و يحاول ان يبعد تشان عن ماري لتشاركه مكانه بمنتصفهما لتقول بتساؤل :
هل تعرفان بعضكما ؟
اجابها تشان بتهجم و هو ينظر لماري بحقد :
لقد تقابلنا بالمجمع التجاري بيوم الجمعة الذي مضى ، اصتدمت بها دون قصد و اعتذرت لها و ياليتني لم اعتذر فهي لا تستحق
نطق رفاقه بإندهاش :
الشمطاء !!
ليردفان ياسو و لولا معًا بدهشة :
شبيه الكنغر !!
صرخا المعنيان بغضب ، ليرجعان الى الشجار مجددًا ، غضبت لوكا بشدة هي ليست بمزاج جيد و تشعر بالحزن والغضب و صراخهما و تلك الفوضى من حولها جعلانها تصرخ فجأة بغضب :
توقفان !!!!
سكنت جميع الأصوات من حولها ينظرون لها بهدوء ، وعت على نفسها لتستعيد رباطة جأشها و من ثم امسكت بحقيبتها و قبل ان تغادر تكلمت بهدوء و نظرها معلق بالأسفل :
آسفة على صراخي ، فأنا لست بمزاج جيد
انحنت بخفة و من ثم غادرت مسرعة الى المدرج ، تسبقهم ، جلست بنهاية المدرج لشعورها برغبة في البكاء ، نظرت حولها لتتأكد من عدم وجود احدهم ، لتريح رأسها على ذراعيها و من ثم شرعت في البكاء بصوتٍ منخفض ، دقائق لتسمع صوت خطوات قادمة اعتدلت بجلستها و لتكفكف دموعها و من ثم تستعيد رباطة جأشها لتمسك بإحدى الكتب الخاصة بها و من ثم تشرع في تمثيل القراءة ، الى ان اتى الجميع لكن اصدقائها لم يجلسوا بجانبها لأن المدرج التي تجلس به قد امتلئ و لن يكن هناك اماكن فارغة و ذلك كان الأفضل لبطلتنا ؛ فهي لا تريد ان يقوم احد بإلقاء الأسئلة المتكررة عليها ، اكتفت بمراقبة الأستاذ عند دلوفه للمدرج غافلة عن الذي يراقبها بقلق و من سيكون غيره انه جيسونغ
انتهت أولي المحاضرات ليذهبوا لقضاء وقت الاستراحة بالساحة المخصصة لها ، سبقتهم بطلتنا لتجلس على طاولة كبيرة ، الكثير من الأوقات تجلس بها عندما تشعر بالحزن فهي بعيدة عن الجميع و بجانب نافورة تحبها كثيرًا في حديقة الجامعة الواسعة ، لكن اليوم اصدقائها و هان و رفاقه قد اتوا لمقاطعة صفوتها والغريب انهم لم يسألوا عن سبب تعكر مزاجها او لما صرخت بالصباح او هل هي بخير ، لكن بدلًا من ذلك فهم يضحكون و يمرحون و الأجواء لا تخلو ايضًا من تلك الحدة و الشجارات التي تحدث بين ماري و تشان بين الحين و الآخر ، الى ان قاطع تلك الأجواء رنين هاتف بطلتنا ، لتلتقطه مشاهدة اسم المتصل ، تنهدت لتفتح الخط مجيبة على المتصل بصوت هادئ :
اجل امي ، هل هناك شئ ؟
اجابتها السيدة كيم :
اجل انا ذاهبة الى جدتك برفقة اختك و سأجلس هناك عدة ايام ، لأنني اشعر بالضيق من وجودي بالبيت رفقة والدك و هو كذلك سيذهب عن جدك لذات السبب ؛ لذا احببت ان اخبرك بذلك
تنهدت طويلًا و هي تلعب بأصابعها محاولة اخفاء تلك الدموع التى تريد ان تتحرر لكن صاحبتها تأبي ذلك ، ردت بصعوبة :
حسنًا امي ، وداعاً
اغلقت الخط لتضع الهاتف بحقيبتها ، متناسية الذين كانوا يراقبون تحركاتها لكنهم ظنوا انه شئ عادي لكن بطلنا لاحظ لعبها بأصابعها المستمر و تنهداتها الطويلة و صمتها ، هو الوحيد من لاحظ ذلك ، اخذت حقيبتها لتستأذنهم قبل مغادرتها و بالفعل عادت لمدرجها ، بينما هم اكملوا طعامهم بهدوء لكن هان يفكر لا يأكل ، مر وقت الإستراحة تليها بقية المحاضرات ، و الآن هم يغادرون في طريقهم الى بوابة الجامعة للخروج و بينما يسيرون تحدثت ياسو موجهة حديثها لبطلتنا :
هل السيدة كيم ستذهب رفقة اختك الى جدتك اليوم ؟
" اجل و كذلك ابي ، كيف علمتي ؟"
قالتها بهدوء لتجيبها الأخرى :
لأن السيدة كيم اتصلت بكي ، هي لا تهاتفك بالجامعة الا لذلك السبب او لشئ طارئ
اومئت الأخريات تأكيدًا لكلمات صديقتهن بينما الفتية يستمعون فقط الى ان تحدث ايان موجهًا حديثه لبطلتنا التي ابتسمت ابتسامة هادئة عكس ما بداخلها :
هل انتِ بخير ، لوكا ~ شي ؟
" اجل بخير ايان ، فقط اشعر بالإرهاق "
و بالطبع انخدع الجميع بذلك لكن بطلنا كان له رأي مخالف ، لديه شعور يأنها تخفي شيئًا ما و من المؤكد ان ذلك سبب حزنها ، عاد من شروده ليسير معهم يشارك رفاقه بصخبهم كالعادة الى ان وصل الجميع الى بيته و ذهب الكثير لأخذ قيلولة تمنحهم بعض الطاقة عوضًا عن التي بذلوها بالجامعة
بينما بطلتنا قد دخلت توًا الى البيت فهي قد ذهبت للجلوس قليلََا امام الشاطئ و لم تشعر بمرور الوقت و عندما تداركت انها تأخرت لملمت اشيائها عائدة للمنزل و كما هو متوقع لا اثر لعائلتها ، تنهدت بحزن و من ثم صعدت الى غرفتها تجر قدميها ، بدلت ملابسها الى منزلية ثقيلة فالبرودة قد اجتاحت المنزل بسبب ذلك المطر و تلك العاصفة ، كم ارادت ان تخرج مع احدهم بتلك الاجواء او ان تقضي الوقت مع والدها يتبادلون اطراف الحديث او مساعدة امها في صنع كعكة ذات نكهة البرتقال المفضلة لديها او ان تتشاجر مع اختها شجار كما اعتادت لكن كل ما حولها الآن هو الفراغ و الوحدة ، تنهدت بأسى ، استقامت لتحضر روايتها و تجلس تشرع في القراءة لعل الوقت يمر ، بعد ساعتان و قد اكتسى الظلام السماء بحلكته و قامت السحب الرمادية بإحتواء القمر حاجبة اياه عن اعيننا و الأمطار مازالت مستمرة ، دوى المكان صوت رنين هاتفها معلنََا عن اتصال احدهم هاتفيًا بها ، التقطت الهاتف من اعلى تلك الطاولة التي امامها لتشاهد اسم المتصل رسمت ابتسامة صغيرة تلقائيََا على شفتيها ، ضغطت على زر " قبول المكالمة"
و قد اتاها صوته و هو يقول :
" هل تعلمين ما اجمل الوقوف تحت المطر؟"
" للأسف لم اجرب ذلك الشعور من قبل فأنا لا اجد من يرافقني ليشاركني ذلك"
اجابته بنبرة قد جاهدت لتكون طبيعية ،
اتاها صوته مجددًا يردف بصوتٍ عميق :
ماذا اذا اخبرتك انني وجدت من يرافقك و انه ينتظر اسفل منزلك
" ماذا من ذلك ؟ "
" اخرجي و ستعلمين "
خرجت كما اراد لتجده امامها ممسكًا بمظلة سوداء كا لون المعطف الثقيل و الطويل الذي يرتديه و ممسكًا بيده الآخرى حقائب بلاستيكية تحمل الكثير من المشروبات الغازية و العصائر اقتربت منه لتسمعه ينطق بإبتسامة بينما يشير بيده الممسكة بتلك الحقائب :
" لما لا نقضي بعض من الوقت معًا بالخارج ؟"
اغلقت الباب خلفها و قد ارتدت فوق ملابسها المنزلية معطف كخاصته لتبدأ بالسير معه الى المجهول بالنسبة لها و اثناء مسيرهم تحدث جيسونغ عما كان الفضول يكاد يقتله لمعرفته :
"اذًا ؟ ألن تتحدثي بصدق عما كان يحزنك و مازال؟ "
YOU ARE READING
The Moon
Randomفي ليلة هادئة كان القمر مضيئها و النجوم بكثرتها تزين محيط سمائها ، في ليلة كان كلاهما يقاسيان حزنهما و الأسباب قد اختلفت ، لكن سبب لقاؤهما كان واحدََا ، و ما غيره ، انه القمر