... قاطع تفكيري صوت السيارات ، كنت شارد الذهن و لم أنتبه لسيارة كادت تدهسني و تنهي حياتي التعيسة. نزل صاحبها صارخا، فتجاهلته، و سعيا للمفر من عينيه الغاضبتين إستقرّت عينايا على سيارته،هل هذا معقول؟ كانت هي، كانت هناك جالسة تنظر إليّ في صمت، هل تعرّفت إلي ؟ أم كنت فقط لا أحد؟ هل كنت شخصا عابرا لا أكثر؟
لا أعرف حتى متى توقّف ذلك الرجل عن الصّراخ لكنه فعل و عاد لسيارته بنية الذهاب. فهل أوقفه ؟و من هو أصلا؟ هل هو أبوها؟ أم أخاها؟ أم حبيبها؟ و هل كان يمسك يديها أم كنت أتخيل؟
لم أكن شجاعا كفاية لسؤاله عن طبيعة علاقتهما.
دونت رقم لوحة سيارته و حفظت لونها و نوعها،رؤيتها كانت أشبه بالحلم، لكن ذلك الإحساس الغريب في بطني و تلك الخفقة القوية المفاجئة عند رؤيتها كانت أكثر واقعية من أن تكون وهما !
و أيًّا كان ذلك الرّجل فهي لم تكن سعيدة بوجوده.غيرت وجهتي، و بعد بضعة دقائق، دخلت الى زقاق مظلـم فاحت منه رائحة مقرفة، و إنتشرت الواقيات الذكرية على أرضيّته، بضعة خطوات ووجدت نفسي أمام باب حديدي إنتشرت عليه بعض آثار الصدئ، مرّتين كنت قد قرعت الباب قبل أن يفتح من قبل أحدهم، و من غيره قد يكون، هو الذي زينت الأقراط مختلف الأماكن في وجهه، إستقبلني كالعادة و يداه تعانقان تلك الكأس المملوئة خمرا رخيصا، و قد مُلئ المكان بصوت الموسيقى الصاخبة و أشخاص أعمت الثمالة بصيرتهم، سألني عن سبب قدومي و إلتجائي إليه لأخبره بحاجتي لمعرفة معلومات هو الوحيد القادر على معرفتها، تمسّك بالورقة التي أعطيتها إياه يقرأ محتواها آمرا بإيقاف الموسيقى، فيعمّ السكون، ثم يصرخ برقم السيارة المدون و صفاتها ليشرع الجميع بالإنصات إليه، ثم يخرجون واحدا تلو الآخر .
طمأنني قائلا أن ظني لن يخيب و أنّ أتباعه سيباشرون البحث عن صاحب السيارة .
سألته عن المقابل فضحك بصخب قائلا اني صديقه و أن لا حاجة لي بالدفع.
رغم طلبه الملحّ بأن أبقى إلا أني رفضت و إستأذنته بحجّة أني مرهق، غادرت المكان و عدت إلى المنزل، تسطحت على فراشي دون أن أكلّف نفسي عناء تغيير ملابسي، ليعود تفكيري لما حدث الليلة، هل يعقل أن يكون ما حصل مجرد صدفة، أم أن القدر مسؤول عن ذلك، التفكير بها يشعرني بالأمان، لذلك تحوّلت أفكاري إلى أحلام، و نمت تلك الليلة بهناء لم أعهده منذ دهر...يتبع...
#stapelia
أنت تقرأ
~ 𝑆𝓉𝒶𝓅ℯ𝓁𝒾𝒶 🌹 ستاپاليا ~
Romance🖤 لـذيذة كـانت ، تــدفعنـي بـعنف مـحـبب لـإدمانها ،فأغدو عــاشقا ضعيفـا ، مـستـسلمـا لـنشوتـها . فـكـالدواء هـي ، تـعـالج ندوبـا شـوّهت روحـي و أرهـقتهـا، فيكون وقـع حبّـها فـي نفـسي كـوقع مـوسيـقى هـادئـة تـنتشـلني مـن غياهـب واقـع مظلـم ... #st...