لم يحلّ الصباح بعد لكن ها أنا ذا إستيقظت لأذهب لعملي ،لم تشرق الشمس ، و الطرقات لازلت مظلمة و خالية من الناس و صخبهم المزعج الخانق، رغم كرهي الشديد للإستيقاظ باكرا الا أنّ هذا الوقت من النهار هو وقتي المفضل و المشي فيه يشعرني بالسكينة، فما أن تبدأ الشمس بالظهور حتى تستيقظ هذه المدينة النائمة من سباتها فيبدأ الناس بالخروج من منازلهم يملؤون الطرقات و الأنهج.
وصلت الى المقهى الذي أشتغل به، كان المكان هادئا كالعادة يغلفه سكون جميل محبب ،حيّيت صاحب المقهى و إتجهت أقوم بعملي المعتاد.
الأجر الذي أتلقاه أقلّ ما يقال عنه أنه زهيد جدّا، إلا أنه يمكّنني من شراء بضعة سجائر و مخدّرات و دفع إيجار شقتي البالية و ذلك كاف بالنسبة لي.
أصدرت الإكسسوارة الصغيرة المعلقة على الباب رنّاتا موسيقية دالّة على دخول أحدهم إلى المقهى، نظرت للباب كحركة لاإرادية لإرى إحدى أتباع جونغكوك قادما نحوي ممسكا ببضعة ملفات، ذهبت مسرعا ناحيته، أتّخذ إحدى الكراسي مجلسا لي، تعجب من حماسي المفرط لتتقوس شفتاه في ضحكة نتج عنها تحرّك شعره ذو اللون الأحمر القاني، قدّم لي إحدى الملفات قائلا :
"-صاحب السيارة يدعى أندرو سويفت، هو ليس متزوجا، ذو موقع سياسي هام ، لا يملك أطفالا لكنه وليّ لإبنة أخوه اليتيمة و هي فتاة في السابعة عشر، و إسمها ستاپاليا هذه هي صورتها" . نظرت للصورة بتمعّن ، إسمها ستاپاليا إذا ! إسم نادر وجميل فكّرت، "هذا هو مكان إقامتهما، و مدرستها و بعض المعلومات الأخرى"، أكمل متأهبا للخروج
"-شكرا جيمين، و بلّغ سلامي لجونغكوك " أردفت قبل خروجه ليومئ مبتسما.
وضعت الملفات في محفضتي الصغيرة أؤجل قرائتها لوقت لاحق و أصبّ جلّ إهتمامي على زبون دخل للتو.إنتهت ساعات عملي، فأسرعت متجها للمقبرة أمسك محفظتي بقوة.
جلست بمحاذات قبر أبي أفتح الملفات و أتصفّحها.
بعد أن تزوّدت بالمعلومات الكافية، جمعت أشيائي و إنطلقت أبحث عن عنوان منزلها، بعد مدة من البحث وجدت نفسي أتجوّل في أحياء راقية، إرتفعت منازلها عالية شامخة و إنبسطت حدائقها خضراء واسعة، رقم 15 (١٥)،بحثت عن ذلك الرقم المدوّن، أخيرا لمحته، كان في الجهة المقابلة لي، طرقت الباب و فُتحَ بعد أن سألني أحدهم بضعة أسئلة فإدّعيت أني أبحث عن وظيفة، تقدّم الحارس فاتحا لي الباب، طالبا مني أن أتبعه ، كانت الحديقة ذات جمال أخاذ، غلّفتها خضرة الرّبيع الجميلة، دخلت المنزل، كان كبيرا ، زُيّنت إحدى جدرانه بزخرفات فنية من الفسيفساء و الباقي كانو بدرجة فاتحة من اللون القرمُدي تتوسّطتهم أعداد لا تحصى من لوحات باهضة الثمن.
فُتح باب إحدى القاعات لأراه جالسا على إحدى الأرائك و هي بين يديه...يتبع...
#stapelia
أنت تقرأ
~ 𝑆𝓉𝒶𝓅ℯ𝓁𝒾𝒶 🌹 ستاپاليا ~
Romance🖤 لـذيذة كـانت ، تــدفعنـي بـعنف مـحـبب لـإدمانها ،فأغدو عــاشقا ضعيفـا ، مـستـسلمـا لـنشوتـها . فـكـالدواء هـي ، تـعـالج ندوبـا شـوّهت روحـي و أرهـقتهـا، فيكون وقـع حبّـها فـي نفـسي كـوقع مـوسيـقى هـادئـة تـنتشـلني مـن غياهـب واقـع مظلـم ... #st...