▪️البارت الثامن▪️

6 1 3
                                    


عند عودتي من المقبرة، كان الظلام يعمّ المكان بالفعل، و قد عمّ السّكون، ذلك السّكون المحبّب.
كنت أتجوّل في حديقة القصر، أستمع لغناء الحشرات اللّيليّة و أحسّ بلفحات الهواء الباردة.
تأمّلت المكان من حولي؛ إحتوى هذا الجانب من الحديقة على أشجار صغيرة، مقلّمة على أشكال بسيطة متعدّدة، كما ترتفع عن الأرض مصابيح ليليّة ذي أضواء مصفرّة، خافتة، تبعث ضوءا ضعيفا لكن كاف للرّؤية.
تسلّلت إلى سمعي بقايا ألحان خافتة، أسرعت خطواتي أتّجه ناحية الصوت المبعث من غرفة ستاپاليا.
إقتربت من شرفتها، و دون أن يحلّل عقلي جيّدا تلك الفكرة التي خطرت لي، تسلّقت الجدار، ضربت زجاج نفذتها بخفّة أعلن عن وجودي.
إلتفتت إليّ في فزع تحوّل بعد أن تفحّصتني
و أدركت هويّتي إلى هدوء سيطر عليه الإستفهام، ثمّ فتحت لي باب الشّرفة بتردّد :
-" ما الذي تفعله هنا !؟ "
- " لقد سمعتك تعزفين، و وددت لو تفين بوعدك و تحقّقي رغبتي في الإستماع لعزفك، فإعزفي لي ستاپاليا.."
نظرت لي بتمعّن شديد و توتّر واضح ثمّ جلست على مقعد البيانو.
- إحذر المرّة القادمة عند القدوم لهنا فإذا لمحك أندرو أراهن أنّنا سنكون في ورطة كبيرة." قالت بنبرة هادئة تنظر للبيانو.
'المرّة القادمة' ؟ حسنا إذن ! سأتّخذ هذا برهانا على أنّها لا تمانع قدومي مرّة أخرى و أنها لا تظنّ أنّي منحرف مجنون كاد يقتحم غرفتها في ساعة متأخّرة من الليل !
جلست بجانبها قبل أن ألمحها ترفع يديها ثمّ تنزلها على المفاتيح المصفرّة بفعل السّنين و إذا بالنوتات و الألحان تدوّي في الغرفة...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 06, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

~ 𝑆𝓉𝒶𝓅ℯ𝓁𝒾𝒶 🌹 ستاپاليا ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن