▪️البـارت الرابـع▪️

3 1 0
                                    


فُتح باب إحدى القاعات لأراه جالسا على إحدى الأرائك و هي بين يديه، لم تكن ملكي و لم تنتمي إلي لكن رؤيتها في حضنه أزعجتني .
عندما لمحني أتقدّم أمرها بالإنصراف فإنصرفت، أغضبتني طريقته في التّعامل معها، أمره لها لم يعجبني و كذلك طاعتها له ، أمّا هي فلم تنظر إلي حتى، شعرت كأنّي سراب ووددت لو نظرت لي نظرة واحدة ،نظرة أسدّ بها وديان شوقي لها و توقي إليها، أُغلق الباب إثر خروجها، سألني عن ماهيّتي و عن سبب قدومي، لا شكّ أنه لم يعرفني و ذلك في صالحي، لم يدم حديثنا كثيرا، فلقد أنهاه بتعييني حارِسَها الشّخصي. قال أنّي أبدو فتى جادّا و قوياً و أنّه في حاجة لشخص لمراقبتها، لم أتوقّع أن تأخذ الأمور هذا النسق السريع و هذا المنحى و أن تتسارع الأحداث بهذه الطريقة، كان ذلك أسهل ممّا توقّعت، أعطاني غرفة مع باقي الخدم و قال أنّ ذلك سيساعدني على مرافقتها أينما حلّت دون تأخير.

دلّني إحدى الخدم على غرفتي، ذهبت أستكشفها ثمّ خرجت قاصدا شقّتي لأجمع حاجياتي.

عدت للقصر و كان هادئا كما تركته، كانت نازلة من الدّرج عندما كنت قاصدا غرفة الخدم في الجانب الآخر من الحديقة، كانت ترتدي سروالا أسودا و قميصا واسعا طويلا و حرّرت شعرها لتتركه مسدولا، نظرت لي مطوّلا ،ثمّ أشاحت بنظرها، تتجاهلني...

𝑆𝓉𝒶𝓅ℯ𝓁𝒾𝒶 𝑝𝑜𝑣 :                                        
وجهة نظر ستاپاليا :     

ما إن أُُغلق الباب حتى صعدت الدّرج بأقصى سرعتي، كاد قلبي يخترق صدري و تعالت أنفاسي تشعرني بالإختناق ، لقد كان هو ،هو مرّة أخرى، هل يلحق بي؟ ألا يكفيه لحاقه بي في أحلامي؟
تدافعت الأفكار و الأسئلة في عقلي ترهقني ففتحت النافذة أهدّئ نفسي، أسترجع ذكرى تلك الليلة لمّا رأيته أوّل مرّة ، كأي شخص من الأشخاص ذهب هو لرؤية أحد أحبّائه الرّاقد في إحدى القبور، كان كلّ شيئ طبيعي إلى أن حدث ذلك التّواصل البصري الغريب، فلقد قيّد عينيّ بخاصّتيه و كانت فكرة إشاحة نظري أصعب ممّا توقّعت، شيئ فيه كان مميّزا و جذابا، و طريقة نظره و تأمّله لي أشعرتني بإحساس غريب و جديد أسفل بطني، شعور لطيف كان، لذلك تعلّقت به.
رأيت فيه شيئ مني، لقد كان يشبهني بطريقة ما و أنا أدرك ذلك، كلانا كئيبين و كلانا في حاجة لرفيق.

بعد مدة، نزلت فلقد حان وقت الفطور و رغم أنّ لا رغبة لي في ذلك إلاّ أنّي سئمت صراخ أندرو المتتالي و لومه لي، و كأنّه يهتمّ لأمري 
نزلت الدّرج أفكّر فيه تماما كما كنت أفعل طيلة الأيّام الماضية و إذا بي أراه قادما، كتلك الليلة تلاقت نظرتنا و كتلك اليلة شعرت و كأنّه يحتضنني بعينيه يخفّف بؤسي و ألمي، أسرعت أشيح نظري أتجاهل وقع ذلك اللقاء و تأثيره عليّ....




يتبع...






#stapelia

~ 𝑆𝓉𝒶𝓅ℯ𝓁𝒾𝒶 🌹 ستاپاليا ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن