▪️ البـارت السـادس▪️

3 2 0
                                    

~ 𝑻𝒂𝒆𝒉𝒚𝒖𝒏𝒈..

كنت أراسل جونغكوك أخبره بمدى دقّة المعلومات شاكرا له عندما أحسست بوجودها في الجوار، لقد تحدّثنا و لازال صوتها يرنّ في أذنيّ يعاد و يعاد فيشعرني بالطمأنينة كان ذلك اللقاء غريبا فلقد عمّ المكان شحنة من مشاعر مضطربة ، هاهي ذا الآن تمشي أمامي قاصدة المقبرة دون شكّ فأنا أحفظ الطريق، تضع سمّاعاتها بهدوء.
ما أن دخلنا المقبرة حتى غلّفتني بهدوئها و حزنها، لتوقف هي موسيقاها إحتراما للجثث الراقدة، إتّجهتْ حيث رأيتها المرّة الأولى و لم يستغرق ذلك منّي الكثير من الوقت لأعرف أنّهما قبرا والديها، ألقيت نظرة على قبر أبي قبل أن أذهب ناحيتها، كانت جالسة على التراب البارد الذي كسته بضعة نبتات طفيليّة ، جلست جانبها، نظرت إليها مطوّلا ثمّ سألتها مدّعيا الغباء عن  ماهيّة الراقدين في هذا القبر.
- " والديّ"
جرحتني نبرتها المنكسرة و تمنّيت لو كان بإستطاعي تخفيف ألمها.
بعد عدّة دقائق إبتعدت عنها، أمنحها بعض الخصوصية، أتأمّلها من بعيد قبل أن تستقيم هي من مضجعها تغادر المكان، أوشكت الشمس على الغروب كليّا، رافقتها للمنزل ،عندما وصلنا إلتفت تنظر لي، ودّعتها و تمنّيت لها ليلة سعيدة فردّتها لي،
بعد التأكّد من دخولها غادرت القصر ثانية أعود أدراجي إلى المقبرة،
كان الظلام قد عمّ، عندما وصلت جلست عند قبر أبي و إبتسامة صغيرة علت وجهي :
مرحبا أبي، لا أظنّ أنّي سأخبرك عن مدى بؤسي اليوم كالعادة بل أظنّ أني وجدت لحزني حلاّ و ذلك الحلّ شخص، لقد أتت معي منذ قليل، هي نفسها التي أخبرتك عنها المرّة الفارطة ، لقد وجدتها، ألا تراها جميلة؟ لأنّي أفعل، للمرّة الأولى في حياة أنا أعجب بإحداهنّ، دعني أكن صادقا هي ليست كالأخريات، هي فريدة من نوعها و مختلفة ،إسمها ستاپاليا أبي ."
أنهيت حديثي بنوع من الحماس، لم أحدّث أبي عن أيّ فتاة من قبل .

~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~

 

لم يعرف أنها تبعته
و لم يعرف كذلك أنّها كانت هناك تستمع إلى محادثته 

~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~


𝑆𝓉𝒶𝓅ℯ𝓁𝒾𝒶 𝑝𝑜𝑣 :  
وجهة نظر ستاپاليا : 
   


"... إسمها ستاپاليا أبي ."
توقّفت اللحظات و تجمّدت عند نطقه لإسمي، لم يكن ذلك في قائمتي للأشياء المتوقّع حدوثها، مرّت بضعة ثواني قبل أن أعي أنّي توقّفت عن التّنفّس،
كان ذلك قبل أن تنتابني نوبة هلع لأركض عائدة للمنزل خاشية من أن يكتشف وجودي.
لا أعرف سبب لحاقي به، شيء من الفضول بداخلي دفعني لملاحقته، لقد علمت أنّه سيذهب لمكان ما فتبعته.
لم أتوقّع ذلك.

لقد وصلت للبيت، تحديدا شرفتي منذ ربع ساعة، و لازال قلبي يحدث نبضات عنيفة عند تذكّري لمحادثته، و الحشرات الصغيرة طارت داخل صدري نازلة إلى أسفل بطني عند تذكّري لطريقته الفريدة في نطق إسمي بنبرته الجميلة الهادئة.
      

~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~  ~
 
ألقيت نظرة أخيرة على قبر أبي أودّعه بعد أن تجاهلت ذلك الصوت الذي قدم من الخارج ينبّه جميع حواسي، مشيت للقصر أتأمّل الهلال المبيضّ المشعّ الذي كان المصدر الوحيد للضّوء في تلك الشوارع المظلمة.
عند وصولي، إلتقطت عينيّ جسما في إحدى الشرف، جسم عاد لها، لستاپاليا، كانت مرتدية قميصا لا أكمام له و إكتفت بوضع غطاء فوق أكتافها المكشوفة، تدخّن سيجارة و تنظر إلى اللاشيء، و قع نظرها عليّ، في الأوّل توتّرت و إرتبكت و نظرت حولها ، ثمّ تنفّست بعمق و أعادت نظرها إليّ لتجدني في مكاني لازلت أنظر إليها من الأسفل، كانت نظرتها هذه مختلفة عن سابقاتها، نظرة غامضة لم أفهم معناها...


يتبع...



#stapelia

~ 𝑆𝓉𝒶𝓅ℯ𝓁𝒾𝒶 🌹 ستاپاليا ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن