كنت أناديه عليا الصغير، واحس دوما أن في ذلك حشو، إذ أن وقع اسم علي على لساني كان وحده كفيلا بجعلي أدرك أنني أنادي طفلا، علي بقي طفلا في ذاكرتي، رغم أنني رأيته عصر اليوم بلحيته الخفيفة التي تطوق فكه، وقد اختلط لونها بلون دمائه القرمزية، فالشهداء لا يغسلون من دمائهم.
يحجب علي بكفنه الأبيض، ثم بعلم فلسطين. تحجب أعين النساء بأكففهن، ثم يبكين، لم أكن أعلم أن لعلي أمهات كثيرات!
تعلو التكبيرات، ارتقى علي..حلق علي، وغدر بنا الغد، لذا، اسألوا الرصاصة التي اخترقت عليا إلى جوفه، عن حلمه الفلسطيني، فالشهداء لا يغسلون من أحلامهم.