الفصل الحادى عشر

165 4 0
                                    

الفصل الحادي عشر


ربما الانسحاب بداية حرب وليس العكس .. شاهدها جسور كيف تحركت بهدوء شديد ومن بين الجميع اولهم هو تسللت مبتعدة .. للحظة وقف ينظر حوله وكل حواسه تفاعلت معها بطريقة عجيبه .. هي هنا وليست هنا جعله هذا يتبعها بعد بضع ثوان .. عند نهاية السلم بدت بعيدة جدا .. نادها بصوت أجش وهو يقطع درجات السلم بخفة
" سهر "

التفتت ولم يمنحها الفرصة لتهرب او تمتنع ..تتسع عينيها بدهشه وهو يمسك يدها وجرها معه نحو الباب الموراب
وفي الفسحة المضاءة في غرفته افلت يدها ليغلق الباب خلفه فتنبهت حواسها لعزلتهما .. نظراتها تفحصت ما حولها غرفة فسيحة بيضاء جدرانها قليلة الاثاث ما عدا السرير الداكن الالوان ..كان هناك مكتب عريض انتثرت عليه مجموعة كبيرة من اوراق التخطيط واساسيات المكتب العصري .. مؤكد انها غرفته.. عادت عينيها صوب السرير وبحرج شديد ترك اثر الحمرة على وجنتيها فقاومت ذعرها باندفاع " لما نحن هنا "

اجابها بلهجة منفعله ونظراته تتفحصها
" ما الذي يجري معك .. انتِ كالصنم بيننا بلا روح ولا مشاعر "

انكرت باستغراب
" لا شيء مما تقول حقيقي"

" حقاً .. اذن هل تنكرين انك هربت حتى لا تظهري مشاعرك وانفعالاتك .. كي لا تبدين متأثره بجو الاسرة وبذكريات قد يثيرها يوم كهذا "

سكنت تبتلع ريقها و اغمضت عينيها لثوان .. عذابها لايضاهى .. وحياتها بين كفين غريبتين حتى وجسور يهادنها بتأني .. فراسته بالتقاط إنفعالتها عرت كبرياءها
بالنسبة لها هو فسحة امل وانتماء يحضتنها لعله حصل بعد ظروف مزعجة لكنه كمن يعرف جوهرها يراها ما بين السطور وفضول الكلمات

غمغمت مضطربه وهي تفتح عينيها لتتلقى ملامحه بدفئها وهدير خشونها ووسامته خليطة المميز
" انت فضولي نحوي ربما .. وهذا من حقك ما دمت ارتبطت بك ووافقت على ان نكون معاً.. لكن حين ابتعد عن مشاعر تؤذيني فلا تلُمني "

مشاعر الصدمه كانت واضحه على وجهه
احترق كليا بها .. ويعيشان حالة متناقضة لم يتوقع ظهورها بهذا الوضوح لذا استوجب الحديث بصراحه اكبر
" كلا سهر انتِ لم توافقي ذلك اليوم .. بل قلت بالحرف الواحد " ان كنت انت موافق يا عمي انا موافقه " هذه لم تكن موافقه بل رضوخ .. وانا رغم ذلك تمسكت بك "

غارت روحها في بئر سحيق .. كيف يمكنه التمسك بها وهي مهزوزة حتى النخاع ..
بدت مشوشه وهي تنظر اليه وتتسأل بهمس
" لماذا"

هاته ال لماذا لم يكن هيناً عليه التعاطي معها .. ليس الان وهي بهذا الضعف .. شيء انطفى بداخلها دون وعي منها .. فتسير كالعمياء في طريق اختاره غيرها .. لذا لن يكون سهلا الرد :ان قلبه يريدها بشده .. يحتاجها اكثر مما هي تحتاجه
كيف يخبرها انه ادرك ضياعها وشتات حياتها من اجل من اخ باعها وام خانتها مواجع تحاول استعادتها .. لذلك تمسك بموافقتها الهشه ذلك اليوم لانها السبيل الوحيد كي لا ينهزم كليهما في معركه الحياة هذه .
راوغها ببراعه " سؤالكي مجحف فأنا احترقت بك تماماً "

اساور النرجس الجزء الثانى من سلسلة المرايا لكاتبة أسماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن