الفصل السابع

176 5 0
                                    

أساور النرجس الفصل السابع

أن تُحب شخص سَتعرف قلبه وكثرة جروحه و تفتت أحزانه في عمق ذاكرته وستفهمه اكثر من نفسك .

" أتتزوجينني "
مصدومه لم يكن التعبير المناسب .. مرتعبة لا تلائم الحاله
غاضبه نعم شيء كهذا ، أجابه بذهول
" هل تمزح معي؟ "
" هل أبدو لكي مازحاً "
نهضت من كرسيها مرتجفة وكان تصرف خاطيء هي تحتاج ما يسندها لتسيطر على ارتعاشتها الخائنة لا يعقل انها متأثره به .. همست في سرها : كلا انا منذهله فقط

" كلا ولذا انا اخبرك ان تتوقف انا لست فتاة تعبث بها "

بانت انفعالاته على وجهه " هل يمكنني ان اعرف لما رأيك سلبي عني "
بهتت وهي تنظر اليه بدى يصارع شيء يؤذيه .. يوجعه فيكتم بصبر .. هو لم يؤذها لم يتجاوز معها اي خطوط حمراء .. ورغم جراءة حديثه لم يقلل من احترامها .. يمكنها ان ترى انه رجل صادق وتصرف بشهامه معها مرات عدة ، وبالاعتراف الصريح سرا حماها حتى من نفسها في وقت لم تتوقع ان يهتم شخص مثله بفوضى حياتها ..
حسنا ماقالتة لا يغتفر لكنه فاجئها و أحساسها توثب بشكل مؤلم .. ليست المرة الاولى التي تتلقى فيها طلب للزواج .. لكنه لايشبه غيره لذا تجد نفسها عاجزة عن فهم الوضع كيف وصل الى هذا
" لا اقصد الإساءه اليك لكن .... بَهُت صوتها ولم تجد ما تُضيفه
سمعته يؤكد بصوت خشن " انا جاد تماما سهر "
همست اسمه بعفوية ذهول " جسور "
" هل هذه نعم ام لا "
عادت لتجلس فاغرة الفاه لاتستطيع انتزاع عينيها عن وجهه وتلك الجدية أربكتها حتى قلبها اصبح يعافر ليستقر نبضه
هتفت بضعف
" انه ليس ردا جسور ..ثم انك لا تعرفني "
" انتي مخطئة انا اعرفك, واعرف ما يكفي ل اقول أنك المنشودة "
كادت تضحك لكنه سيكون اهانه مباشرة واستهانة بجديته
" ما الذي يدفعك لطلب الزواج مني .. انا لا افكر بالزواج "
" يدفعني ....
اضافت بسرعه بحزم وعينيها تتوهجان برفض : ولا تقل جمالك اقسم سأضربك بنفسي "

دكُنت نظراته وهي تُظهر شراستها و أعجبه ما رأى, انها تُقيم نفسها بروح عاليه, مؤكد جمالها شيء يشار اليه لكنه اختارها ل أكثر من هذا، يريدها لانها هي كما هي بلا رتوش .. روحها العاليه وحمائيتها وصراحة قلبها تثير اعجابه .. كما انها صعبة المراس احيانا .. وهو يحب التحدي انها تعجبه كانت الكفة التي رجحتها بجانب انه يحتاجها ووجودها اقرب خيار مناسب للزواج .. سيتزوجها ويختبر رد فعل والده
اجابه والعاطفه في صوته
" ما الذي يقنعك بأني اريد الزواج بك! لانها انتِ وانا معجب بك لهذا "

ثقلت أنفاسها، لا شيء يقنعها، وحقيقة انهما لا يتفقان في كل لقاء بيننا، كيف توصل الى هذا التناسب كزيجه وشريكي حياة كامله
" اظنك تحتاج للتفكير مرة اخرى"

نهضت تنوي المغادره
" ألا يستحق طلبي وقت للتفكير"

تبا بدى كطلب يائس وهو ليس يائس بل مصمم على ان ينالها هي، بينما توقفت خطواتها و التفتت تنظر اليه لم يكن غطرسة ما تراه بل ثقة مستفزة فهمست بنفاذ صبر لا زالت غير مصدقه ما يجري هنا
" جسور نحن لا نتفق كالجحيم "
" أنتِ لم تري الجحيم يا جميلة لا تبالغي "
اتسعت عينيها
" ابحث عن فتاة غيري .. انت شاب وسيم ثري يمكنك اقناع الكثير في هذه المدينه غيري ستصرعهن بأسلوب الغزل وهالة الرجولة، هناك الكثير من النساء سيسرهن ذلك، لكنني لست واحده منهن "
التوت زاوية فمه بضحكة مكتومة، انه معجب حقاً بهذه المرأة ولن يتراجع
" حسنا هذه نظرة سطحية غير متوقعه منك "
" ماذا تريد مني"
" انتِ "
رأى لحظة تأثر برقت في عينيها ثم اخفتها وهي تسحب نفس مضطرب
" هل تحاول اقناعي حقاً "
الحديث اليها متعه وردود فعلها اغرب مما يمكن توقعه
انحنى نحوها فأحست بقربه خطيرا على مشاعرها انه بدائي المشاعر نبيل الحضور بينما همس صوته يتسلل اليها كلمسة الربيع
" اعمل على ذلك "
" وانا ارفض "
قطب جبينه ينبذ اللحظة لكنه لا يبدو مقتنعاً بل لم يأخذ ردها على محمل الجد
" خذي اقتراحي معك الى المنزل يا جميله "
بقيت سهر صامته تحدق به ،كان يحيرها ففي ظاهره يبدو رجل صارم قوي الشكيمة ليس لديه أي نقاط ضعف ولا مشاعر رقيقه، وفي المرات التي التقته بها كان يخفي دفء قلبة بخشونة كلمته وصراحتها
عبست وهي تنظر حولها ثم من على طاولة الادوات القريبه اخذت قلم تلوين اسود وعادت اليه .. كان رأسها بالكاد حتى مستوى كتفه ما يجعله يحني رأسة لينظر اليها
" هات يدك "
لم يستجب دون ان يفهم لكنها اخذت كفه بين يديها الناعمتين وكتبت على باطنه بحروف كبيره "متعجرف أبله "
ثم نظرت الى وجهه بتحدي بينما يقرا هو ما كتبته ببعوس ثم أبتسم يسمعها تقول
" يجب ان تتعلم قبول الرفض .. هذا سيذكرك برفضي حتى يحل صباح الغد لتبدأ يوم اخر وننسى كلينا ما عرض هنا "
بسرعة البرق كان يخطف القلم من يدها وبخشونه اصابعه قبض على كفها قبل ان تفلت ليفعل المثل .. الدهشه اخذتها قبل ان تعي ما كتب أحست شفتي جسور تقبل معصمها برقة بالغه ارسلت رعشة تأثر عطلت باقي حواسها للحظة ثم نظرت الى عينيه منذهله
وبسرعة البرق صفعت يده فأمسك بيدها الاخرى وشدها اليه
قريبه يلفها الذهول فهو يجرها من جنون الى اخر جعلها عاجزه حتى عن فهم ما يجري بينهما
متسعت العينين همست " جسور "
كانت كافيه ليرى ما امتثل فيهما من ذعر صريح فضربه شعور الذنب عميقاً .. يقال عنه شخص سيء عابث وما برق للتو يضيء ملامح وجهه أسقطه في بشاعة ذلك، أفلتها وتراجع خطوة رافعاً كفيه ثم مرر اصابعه بين خصلات شعره بتوتر ثقيل ليدور حول نفسه ثم يعود ناظراً اليها، تعاظمت في داخله رغبة ان يوضح تصرفه وانه لم يقصد الإساه اليها .. هي فقط امراة تثير الدهشه .. جميله بهذا العمق الذي لا تستطيع ان تراه هي
لما يجب ان يسيء الجميع فهمه
اطلق نفساً ثم قال " سأنتظر ردك "
وما ان تحرك ليخرج هتفت خلفة في حنق " لا تعد هنا مرة أخرى "

اساور النرجس الجزء الثانى من سلسلة المرايا لكاتبة أسماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن