الفصل الحادي والعشرون / اساور النرجس
أمسية اغرب من الخيال ، موجعه صادقة، تركت اثرها على كليهما ، خرجت سهر من الحمام بخطوات متعثرة وانضمت ل جسور في السرير ، دنت منه حتى حشرت نفسها بجوار جسده الحار ودفنت وجهها بجانب كتفه لا يزال مستيقظ لكنه ليس معها ، في كل مرة تقترب منه كان يتحرك بحركة اكثر عاطفة وحميميه ليضمها اليه ، هذه المرة لم يأت بأي حركه فشعرت بقبضة من الحزن تعتصر قلبها ، لا بد وان الامسية الفاشلة انتهت باقسى الطرق عليهما معاً ، حتى توباز لم تلحق بهما ، كأنها خُتمت بالنفور منهما معاً ، لكن هذا ليس عدلاً جسور ما ذنبه سوى انه زوجها ، هل يحاكمونه على هذا ؟
جعل هذا التوقع قلبها بنبض بالخوف ماذا لو ..." هل كنتِ تبكين "
تشنجت على صوته سؤاله فاومأت نفياً ما جعله يلتف لينظر الى وجهها مدققاً خشية ان تنفي وجعها وتخفيه ، يعرف ان القدر الذي ربطهما معا لم يكن اختياره فقط ، سهر ليست حبيبة وزوجة ، انها قدره . وحاجتها اليه كأحتياجه لها
كفه استقرت فوق وجنتها الناعمة يداعبها بشرود
" اذن لم جسدك يختض بنعومه ، هل يؤلمك شيء ؟"قفز قلبه مع الافتراض الاخير فرفعت سهر جسدها وجلست تنظر اليه ، تتلكأ نظراتها في ضوء الغرفه الخافت على وجه جسور كما يتلكأ لسانها لقول ما في قلبها
رفع جسور نفسهx على ساعده عاقد الحاجبين بنظرة جاده " سهر "" انا اسفه ، ام اشاء ان ....
قاطعها بعنف وهو يعتدل ليجلس " توقفي سهر لا احد يستحق الاعتذار سواك ....هكذا فقط من الاخير علم ان كليهما لا يزال مشغولا باثر هذه الامسية
صمت وقلبة يتمزق بشعور التقصير نحوها ، هو قد فهم الموقف برمته فاخيه لم يشح على الجميع ليفهم كيف سمعت سهر حديثهم ، كيف ضغطت على نفسها وكم خبأت وكتمت لتعتذر لجرم لا يد لها فيه سوى انها زوجته ، ثم يقابل اعتذارها بهذه الطريقه .
لقد اوجعت اسرته كبريائة بهذة المعامله المجحفه لزوجته ، الله وحده يعلم كم يتألم لانه اضطرت لكل هذا ، واستأذنت قبل ان تتحدث حتىزفر وابتلع غصة مسننه اخذ وجهها بين يديه ونظراتها المنكسره تعبر الى صميم شعوره بها
همس بدفأ
" لم تستحقي هذا منهم ، كما لم يستحق احد اعتذارك ، ليتك اخبرتني قبل ان تفعلي هذا ، فلا اضطر لرؤية .........صمت ، لا يستطيع نطق ما رأى من اسرته
: انتِ سهر عمران بحسبها ونسبها ، انتِ باخلاقك وطيبك
بعد كل هذا انتِ زوجتي لم استطع حمايتك كما يجب مما حصل "عبست سهر تمنع نفسها من البكاء ، ان يحمل جسور نفسه اللوم هذا كثير
همس يسالها برجاء
" هل بكيتي دون ان اعلم ؟ هل بكيتي خفية عن العيون بعدما سمعته ؟"هزت رأسها نفياً فتراقصت خصلات شعرها حول كفيه " انا لا أبكي وانتَ معي "
تجمد كله لتصريحها العميق بثقله ، تلك الثقه المفرطة تجعله يتشرب انوثتها وضعفها وكل وجودها بلهفه
ثم همست تتابع بقلب يفيض حباً ، يخشى بغباء فقدانه
" فقط لتعرف أنا احبك جسور ، لم اعرف حباً سواك .. لا تنسى ذلك ....
أنت تقرأ
اساور النرجس الجزء الثانى من سلسلة المرايا لكاتبة أسماء
Romansهي معابر الشوق لنور الحياة حين ظنوا أن الحب جنون .. والقلوب تفقد اتساعها .. والشوق مُحرم فباغتهم بأتساع جنونه وكل الأشياء الجميلة