الفصل الرابع والعشرون والاخير

145 3 0
                                    

الفصل الأخير

دون مزيد من الكلام أشارت له ان ريحان في غرفتها وتركته واقفاُ ليأخذ هو زمام المبادرة ويذهب أليها
الاهتداء الى باب غرفتها الوحيد في الممر ليس بأمر صعب في منزل صغير كهذا .. وقف عند الباب تمهل لحظة و لم يطرقه .. لم يتوقع ان يسمع في صدفة وهذه اللحظة بالذات أهم ما قد يكتب في فصول حياته ......
" أحب أبي وأحب تموز أيضا يا سهر ، لكن هل ينبغي إن اتركه في أول أزمة ، انا سأذهب إليه الآن "

يمكنه من الجانب الأخر الشعور ب نبرة العزم والإصرار في صوتها ، حين ظن انها اضعف من إن تحارب من اجله وجدها محاربة أكثر منه
كما أحس بنبضه يعافر بغباء أمام اعتراف امرأة يحبها ، ضحكة مرتاحه تكاد تلامس ثغره حين انفتح الباب بينهما فجأة وجها لوجه مع محبوبتة هبت نسائم اللقاء كأنها عبير بستان فرح

اطل وجهها بكل براءته ورقة جماله ودهشت رؤيته على بابها بهذا القرب أربكتها لحظه ثم ارتمت عليه تعانقه , تلتصق به التصاق دافيء مجنون الشوق واللهفة , لم يكن بينهما كلام ، تكفي تلك اللمسة المتحده بينهم وذراعيه التي احتضنتها عرفت شيء ما يختلج فيها

زحفت كفي تموز لياخذ وجهها يطالعه بتدقيق , عينيها تبتسمان وقلبها انفرجت اساريره لرؤيته ثم همست بعذوبة
" لم أتوقع رؤيتك قريباً .. اشتقت أليك "

تسبقه ، هذه المره تسبقه في كل شيء ، وما يشعره ألان له مذاق خاص .. في فمه وفي لمسته وفي حضنها حتى , تلك الرهافة الناعمة المتلهفه , التاع قلبه ليلتين في عذاب من عرف دفئها ثم حرم منها على حين غره

تقدم وذراعه حولها فتراجعت يدخلان غرفتها أوصد الباب بخفه , وجسده الذي احتضنها لم يخفف من لهفته مال برأسه يطلب شفتيها .. وأصابعه التهبت شوقا لنعومة شعرها .. كلاهما لا يقاوم اندفاعه نحو الأخر .. ترادف نبضيهما وتفتحت كل الأشياء الجميلة التي جمعتهما في لحظات مسروقة من وحش الزمن المتسارع ، ولما نظر اليها بعد لحظات مغمضة العينين متوردة لا شعوريا كان يسألها ان كانت بخير

ضحكت بنعومة ونظرت اليه بعنين ذائبتين
" يجب ان أكون بخير وإلا نصب والدي محكمته الخاصة علينا "

" كاذبة كنت قادمة إلي بعناد "

عضت شفتها السفلى ثم أسندت جبينها الى صدره ، هي بالفعل لم تطق صبرا على فراقه ، وخيالات مجنونه لا تفارق ذهنها عن ما قد يصيبه ، فلا يشفي غليلها اتصال ولا لقاء قصير

" أظننا في ورطه أذن "
توترت ملامحه ليفلتها .. يم
سح وجهه بكفيه , يبتعد خطوتين ثم يلتف اليها قائلا
" هذا ما حصل مذ أخذك والدك مني "

بان القلق على وجه ريحان .. فتوقعت ان شيء جديد جرى بين زوجها وابيها .. بعجز عن الرد راقبته يجلس على طرف سريرها

" لست سعيدا من نفسي , اخطأت إن خبأت عنه حقيقة وضعي لكن والدك صعب ، شعرت انه سيبحث عن ولو سبب صغير ليرفضني ، يحق له حماية ابنته ، لكن لم اعد أطيق كل هذه القيود بيننا

اساور النرجس الجزء الثانى من سلسلة المرايا لكاتبة أسماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن