أقرأ واحدة الليلة
منذ سنوات عديدة مضت، قررت أنني بحاجه لمكان هادئ في المنزل أستطيع فيه الكتابة بدون ازعاج. كان أبناؤنا قد كبروا وأستقلوا بحياتهم. وكانت حجرة اللعب بالدور السفلي، تلك التي كانوا يملئونها في وقت من الاوقات بالضحكات الصاخبة، متاحة.
كان كل ما احتاجة هو ركن صغير فيها، وعلى مدار السنوات الماضيه القليلة، كنت اقضي ساعات طويلة في العزلة الهادئة لهذا الركن، أفعل ما أفعله بدون ازعاج تقريبا.
لم تتغير الأمور كثيرا عندما ولدت حفيدتي مولي في فيرجينيا. فعندما جاءت لزيارتنا، لم يكن العثور على مكان هادئ اعمل فيه مشكلة كبيرة. ولكن في سن سنتين ونصف، انتقلت هي ووالداها عائدين الى ناشفيل.
وفي صباح أحد أيام السبت، بعد وقت قصير من عودة مولي ووالديها الى المدينة، طلب مني الجلوس مع الطفله.
كنت أود المساعدة، ولكنني كنت في منتصف مشروع الكتابة. هل أرفض؟ بالطبع لا.
فيمكننا النزول الى حجرة اللعب في الطابق السفلي.
هناك يمكنها الركض كما تشاء في الحجرة بينما أظل أنا أعمل في الركن الخاص بي.
ستكون بجوارها ان احتاجت لي، وبخلاف ذلك، سيفعل كل منا ما يريده ونكون في حالة سرور تام.
وصلت الفتاة مع أمها في الموعد المحدد، نزلنا الى طابق السفلي.
توجهت هي مباشرة الى صندوق الالعاب. وتوجهت انا
مباشرتا الى لعبتي، جهاز الكمبيوتر.
استغرق كل منا في متعة اللحظه، وكنا في حالة غفلة مريحه عن بعضنا البعض.
آلا ان تلك الحالة المثالية لم تستمر لوقت طويل. ففي غضون دقائق، شعرت بحضورها الهادئ بجواري، رفعت بصري عن عملي لأرى الطفلة الجميلة تقف على بعد قدمين مني، تنتظر بصبر، وتنظر إلي بعينين يملؤها الأمل.
كانت تمسك كتابا.
قالت لي :"أقرأ لي يا جدي ".
أخذت منها الكتاب، فقفزت الى حجري، وبعد ذلك.
وبدون استخدام اي شيء سوى الكلمات والصور المتاحة لي، انتقلنا معا الى عالم الخيال.
وعندما انتهت رحلتنا، قفزت من حجري، وركضت نحو الرف، والتقطت كتابا أخر، ثم اسرعت عائدة.
قالت:" أقرأ لي ", وقرأت لها.
لم يعد عقلي وقلبي بعدها ابدا الى المشروع الذي كنت أعمل فيه، وبرغم ذلك، كان هذا احد اروع الايام التي عشتها في حياتي على الاطلاق.
هناك قصيدة شعر مكتوبة بخط اليد ومحاطة باطار ومعلقة على جدار غرفة نومنا.
كانت احدى بناتنا قد كتبتها منذ سنوات عديدة مضت.
كانت الكلمات الاصليه لشاعر اخر، ولكن تلك القصيده كانت، ولا تزال، تعود اليها.
وتنتهي القصيدة بهذين البيتين :
إنني ابدا لن أكون ثرية گ ملگة،
ولكن عزائي ان لدي أم تقرأ لي._________________________
1-تذكر أن شخصية طفلك مثل الحساء الجيد؛ كلاهما يصنع في البيت.
اذا كنا نرغب في أن يكون أطفالنا كرماء، مسئولين، لطفاء، صادقين، فلابد من تعليمهم تلك الصفات؛ وليس تمنيها فحسب.
أنت تقرأ
مميز بالاصفر
Fiksi Umumملخص كتاب مميز بالاصفر الكتاب بيتكلم عن كيفية عيش حياتنا بنجاح وبطرق سليمة وسعيدة وهو عبارة عن كتاب تنمية بشرية لكن بمنظور جديد