ما بين سرايا القصر الامبراطوري وما بين تلك الغرف ، ما بين الموسيقى والفن والشغف ، ما بين تلك الحدائق يشتاق تايهيونغ الى حديقةٍ معينة ، الحديقة الخلفية لقصر كاساغاي ، مكان ولادته ومدفن والدته
يعتصره قلبه لرؤية الخدم وهم يسقون زهور الاقحوان مستذكراً تلك الايام حينما كان يقدمها قرباناً لقبرها 'هل يقوم روي بتقديم الاقحوان لامي كل يوم يا ترى؟' سؤال يتركه في حيرةٍ من امره جاعلاً من العقدة اوسط حاجبيه بالازدياد
"هل غادرت ليسا؟" "نعم سموك" يتنفس الصعداء والغصة تملئ صدره ، الحرب قد اخذت كل من حوله حتى غدى وحيداً في القصر لا مؤنس معه ولا انيس، حتى اكينا ، قد غادرت القصر راجعةً الى عملها
"ما زلت اعتقد ان سموك مخطئ برفضك مقابلتها قبل المغادرة" "لا احبذ الوداع عم سابورو" "لكنك ودعت جلالته" "لم اقم بتوديعه بل قمت بأعطائه سبباً للنصر" "وهل الفوز كان سبباً ضئيلاً مولاي؟" "بالنسبة له لا فوز يعادل نظرةً مني"
،،،،،،،
"مالذي تفعله فتاة في الحرب" "يجدر بها ان تجد عريساً فهي حسنة المظهر" "هل سموه ارسلها؟ هل يخاف ان يأتي بنفسه؟"
تستوقف حصانها ناظرةً الى الجنود واحداً تلو الاخر ، تقبل رأس حصانها لتنزل عنه ،تشد قبضتها على السيف في غمده كأنها تهدئه الا يخرج ويقطع السنتهم الرعناء،
"كنت اعلم ان بحضوري سيتم قطع العديد من الرؤوس لكنني لم اعلم ان تلك الرؤوس ستنتمي لجنود امبراطوريتنا"
"لسانكِ اشد حدةً من سيفكِ سمو الاميرة" تلتفت المعنية الى صاحب الاطراء لتبتسم راكعةً الى حضرته محييةً جلالته ، مبتسماً في وجهها راداً اليها التحية اخذاً اياها الى الخيمة الملكية معطياً نظرات التحذير الى جنوده
"كيف هي بلادي؟" "تنعم بما انعمت عليها" "وكيف شعبي؟" "يرقصون على انغام النصر ويغرقون بدموع فقد احبائهم"
"والقمر؟" "بخير وينتظر رجوعك بسلام" "جيني" "غادرت طوكيو" بألم تخرج الجملة من فاهها معتصرةً قلبها وسيفها في نفس الميقات
"اعلم، مقصدي هو كيف حالك من بعد مغادرتها؟" تنظر اليه لتجده مبتسماً في وجهها رافعاً احدى حاجبيه وكأنه قد انتصر في مبارزة الكلام هذه
تنزل من مقعدها جاثمةً على ركبتيها لتعلن الحرية لدمعها بالهروب من سجن عينيها ناظرة الى الاسفل اذ لا تحتمل ان يرى دموعها رجل غير تايهيونغ
عينيها اللتان تحدقان في الارض ترفعان لمنظره وهو يماثل فعلها لتجده راكعاً امامها ماسكاً كتفيها بين ساعديه "الحب ليس جرماً مولاي لكنني اشعر بالذنب" "هل كسرتي قلبها؟" "سيكون عليك ان تقتلني قبل ان افعل اثماً كهذا" "اذاً لستِ بمجرمة ولكِ مني كلمة شرف عند تحقيق النصر سأشد الرحال بكِ وبجنودي الى تويوهاشي لنأخذ عروسكِ الى طوكيو"
وبهذا ارتمت ليسا الى احضانه ،ارتمت وكأن بصيص املها الذي كان يصارع الريح اصبح الان ناراً لا تخمد الى بوصل حبيبتها وان تم الوصل فياللجحيم الهائج بألسنة نيران العشق
"لما استشعر بك البكاء مولاي؟" "تحملين رائحته، وكم انني اشتقت لها وله"
،،،،،،،،،،
"عم سابورو هل تم التواصل مع باقي الملوك؟" "نعم سموك وابلغنا الجميع باغلاق اسوارهم ،جواسيس العدو تملئ الجدران ولن نسمح لهم بالدخول الى اليابان ابداً"
يومئ تايهيونغ له موافقاً ، حتماً ان حاكم الصين يتصف بالغدر، ولن يعترف بالقتال النزيه ، يعلم تايهيونغ بخطته التي تكمن في دخول اسوار اليابان في غياب امبراطورها لكن تايهيونغ قطع عهداً على نفسه انه لن يسمح بهذا مادام حياً
"سموك هنالك غجرية عجوز تدعى ياوتاكارا ترغب بمقابلتك" تتوسع عيناه فرحاً وتتعالى ضحكاته الى الحارس الذي اعلن وجود من تسبب ببهجته "جدتي!"
~اكتمل~
،،،،،،،،،،،
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ياو تاكارا/89 سنة/جدة تايهيونغ الكبرى
،،،،،،،،،،،،،،،،،
<معلومة البارت>
يبلغ إجمالي مساحة الأراضي اليابانية حوالي 378,000 كيلومتر مربع. حيث إن جزيرة هونشو هي الأكبر، بمساحة تبلغ 228,000 كيلومتر مربع تقريبًا، وتُعد هذه الجزيرة سابع أكبر جزيرة في العالم.
